باتت الحياة السياسية المصرية على أعتاب الإعلان عن وجود ائتلاف معارض تحت القبة ، فى مواجهة ائتلاف "دعم مصر"، خاصة حديث الدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب، وتأكيده على أهمية وجود ظهير سياسى فى شكل حزب للأغلبية وآخر للمعارضة، لتسهيل مناقشة مشروعات القوانين داخل البرلمان، بحيث يعبر ممثل الأغلبية عن رأى الأغلبية، وممثل المعارضة عن وجهة نظرها، ليذهب المجلس مباشرة للتصويت.
وأوضح "عبد العال" أن المناقشات المطولة من حيث المبدأ لمشروع القانون، يجعل السؤال مُلحًّا والطلب مشروعا فى أن يكون هناك ظهير فى شكل حزب سياسى للأغلبية وآخر للمعارضة، بحيث يعبر كل منهما عن رأيه ويتم التصويت على القانون عقب ذلك، متابعا: "فلتنظروا لمن تحدثوا فى مشروع القانون من حيث المبدأ، ووجود هذه الأحزاب سيفرق كثيرا، وكلما توسعنا فى المناقشة قد يبتعد البعض عن جوهر الموضوع".
ومن المتوقع أن يكون السيناريو الأقرب للإعلان عن ائتلاف المعارضة من خلال حزب الوفد، حيث يقود المستشار بهاء أبوشقة، رئيس الحزب، مشاورات واسعة مع عدد من الأحزاب والقوى السياسية وكذلك المستقلين لتشكيل ائتلاف واسع يمثل المعارضة المتزنة تحت القبة.
وقالت مصادر لـ"اليوم السابع"، إن "أبوشقة" عقد جلسة مشاورات مع عدد من رؤساء الأحزاب منهم، أكمل قرطام، رئيس حزب المحافظين، والسيد عبدالعال، رئيس حزب التجمع ، والدكتور عصام خليل ، رئيس حزب المصريين الأحرار ، وعلاء عابد رئيس الهيئة البرلمانية للحزب بالإضافة إلى عدد كبير من النواب المستقلين غير المنتمين لائتلاف دعم مصر.
وأضافت المصادر أن انضمام حزب المحافظين بات محسوما ، إلا أن المشاورات مع حز بالمصريين الأحرار لم تحسم بعد ، فى ظل وجود جدل حول طبيعة تحرك الائتلاف تحت القبة، وموافقة، وآلية اتخاذ القرار داخله، ومن سيقوده ، وهى الأمور التى سيتم حسمها من خلال اللائحة الداخلية للائتلاف الموافقة على الانضمام إليه.
وأكدت المصادر أن المستشار بهاء أبو شقة سيقوم بعرض تفاصيل المشاورات كاملة على الهيئة العليا للحزب فى اجتماعها القادم ، لأخذ الرأى بشأنها ، وحال نجاح المشاورات وإتمامها سيتم عقد مؤتمر صحفى واسع لعرض كافة التفاصيل.
ومن جانبه رفض المستشار بهاء أبوشقة، الإفصاح عن تفاصيل المشاورات وما وصل إليه ، مؤكدا على استمرار المشاورات والجلسات مع عدد من الأحزاب والقوى السياسية إلا أنه لن يتم الإعلان عن تفاصيلها إلا في الوقت المناسب.
وأكد رئيس حزب الوفد أن الحزب سيكون فاعلا رئيسيا فى الحياة السياسية خلال الفترة القادمة ، مؤكدا على أهمية وجود أحزاب قوية فى ظل وجود التزام دستورى بضرورة وجود تعددية حزبية وتداول للسلطة الأمر الذى يتطلب وجود أحزاب قوية وقادرة على قيادة المشهد.
وفي نفس السياق أكد المستشار ياسر الهضيبى ، المتحدث باسم حزب الوفد، أن حديث الدكتور على عبد العال ، رئيس البرلمان، عن ضرورة وجود حزب أو ائتلاف للمعارضة تحت القبة ، قانون ودستورى ، استنادا لنص المادة 5 من الدستور التى تؤكد على وجود تعددية حزبية وتداول للسلطة ، مؤكدا أن ذلك لن إلا بوجود حزبين أحدهما معارض وآخر مؤيد تحت القبة".
وقال "الهضيبى" فى تصريح لـ "اليوم السابع"، أن البرلمان الحالى لا يوجد به ائتلاف أو حزب أغلبية معارض وإنما الأغلبية للمستقلين ، لافتا إلى أن الأحزاب الموجودة لا تمارس المعارضة تحت القبة الأمر يجعل وضع البرلمان غريبا على حد وصفه.
وأضاف " حزب الوفد أول من طرح هذا الطرح بضرورة وجود حياة حزبية تضم 3 أو 4 فقط يمارسوا حياة سياسية سليمة مثل بقية دول العالم "، مشددا على أن حزب الوفد يسعى لتكوين ائتلاف برلمانى في مقابل ائتلاف دعم مصر ، ليكون طرف مؤيد يدافع عن وجهه نظر الحكومة ، وطرف أخر ينتقد السياسات لو كانت خاطئة ويثنى عليها لو كانت سليمة حتى لا يكون معارضا من أجل المعارضة أو يكون ائتلافا لتصدير المشكلات ، وإنما يسعى لتصحيح السياسات بطرح حلولا عملية وواقعية".
وأكد "الهضيبى" أن الملف برمته فى يد المستشار بهاء أبوشقة الذى يقود المشاورات والمقابلات والجلسات ولن يتم الإفصاح عنها حتى تكتمل نهائيا.
أمين "دعم مصر": نفتقد للمعارضة الجادة داخل البرلمان.. واختلافنا لا ينتهى لحل برؤية
على جانب آخر أكد النائب مجدى مرشد ، أمين عام ائتلاف دعم مصر ، أنه لا يوجد حتى الآن معارضة جادة داخل البرلمان وهو ما يحتاج لضرورة عمل أطرافها على تقويتها الفترة القادمة ، لافتا أن هناك افتقار بالساحة البرلمانية لأداء المعارضة ، بأن ترتقى لأن تعارض و تضع حلول بديلة، قائلا "نختلف لكن لا نجد حلا لهذا الاختلاف".
وأوضح أن دعوة، على عبد العال ، رئيس مجلس النواب ، إلى ضرورة وجود حزب أغلبية داخل مجلس النواب وآخر للمعارضة ، هو أمر طبيعى و مطلوب فلا يوجد فى العالم كله ، دولة شعبها يتفق على رأى واحد
ولفت أن اصعب أنواع البرلمانات تتمثل فى وجود عدد أكبر للمستقلين فيها و هو ما يتطلب ضرورة وجود تكتلات داخله تتمثل فى الأغلبية و المعارضة ، والحقيقة أن هناك معارضة لكنها معادلة ذات نسبة غير متكاملة.
وأوضح أن الوفد بدأ يلعب هذا الدور بحنكه من خلال حكومة الظل التى لديه وذلك بحكم ما لديه من خبرات وما يملكه من تراث قديم .
عبد المنعم سعيد: تكتل "الوفد و المصريين الأحرار" مطلوب.. "أبو شقة" قادر على زعامة المعارضة.
وبدوره أكد الدكتور عبد المنعم السعيد ، أستاذ العلوم السياسية ، أن وجود حزب يمثل الأغلبية وآخر يمثل المعارضة يمكن أن يتمثل فى ائتلاف دعم مصر للأول ، على أن يقود " الوفد " دور المعارضة و هو الأمر الذى يعد ليس صعبا فى ظل رئاسة " بهاء أبو شقة " لهذا الكيان .
وأضاف أن " دعم مصر " به ملامح كثيرة تشبه الحزب و لهم مواقف مشتركة فى قضية وطنية ، و سينجح فى تكوين حزب بأعضائه الملتزمين ، موضحا أن "الوفد" بواقع ممارسته السياسية سيلعب دور المعارضة ، بمعنى أن يكون متوافقا فى القضايا الوطنية العريضة إنما مختلف فى البرامج التفصيلية و الأولويات و توزيع الموارد الموجودة.
ولفت أن ذلك يمهد الطريق لأن يكون هناك محاولات و مساعى جادة للاندماج خاصة و أن أحزاب كثيرة متقاربة فى الرؤى ، فلا يوجد ما يمنع أن يتكتل المصريين الأحرار و الوفد فى كيان واحد لتشكل معارضة بناءة ، إن لم يكن اندماج بل تحالف على الأقل .
وشدد السعيد أن وجود هذا التمثيل مطلوب ليثرى من الحياة الحزبية فى مصر و يزيد من النشاط السياسى المتنافس
قال الدكتور طارق فهمى ، أستاذ العلوم السياسية ، أن إقامة حزب للأغلبية داخل البرلمان ، ربما يتشكل على مستويين و هو مستوى إجرائى يتمثل فى تحول ائتلاف دعم مصر لحزب سياسى جديد بكيانه ، أما أن يكون المستوى الثانى متمثل فى أن يكون الحزب القائد من خلال نجاحه فى دمج عدد من الأحزاب تحت رايته .
و حذر طارق فهمى ، من تلهف النواب بكافة ألوانهم السياسية للانضمام إلى الكيان الجديد مما يهدد مسار الحزب نفسه ، مؤكدا أن طبيعة الممارسة السياسية هى التى ستخلق المعارضة الحقيقية خاصة و أن هناك 18 حزب ممثل فى مجلس النواب ، و لكن بواقع تاريخ الحياة الحزبية فى مصر فأن دائما ما يتصدر " الوفد " دور المعارضة .
و لفت أن حديث الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب ، كان المقصود منه هو أنه بواقع تأسيس حزب للأغلبية داخل البرلمان سيندرج خلفه كيان معارض لهذا الكيان و هو ما سيسهم فى حيوية للمجلس أكثر .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة