تعزز دول القارة الأفريقية من قدراتها العسكرية فى عدد من الدول التى تعانى من تمركزات للتنظيمات المتطرفة ولا سيما جماعة "بوكو حرام" الإرهابية والتى تتمركز شمال شرق نيجيريا، وأعلن وزير الدفاع النيجرى، كالا مونتارى، عن عملية عسكرية واسعة تجرى فى حوض بحيرة تشاد من أجل القضاء على جماعة "بوكو حرام" الإرهابية.
وأكد وزير دفاع النيجر فى تصريحات صحفية أن العملية تسعى لتثبيت وجود قوات النيجر لأنظمتها الأمنية، وتعزيز عودة آلاف الأشخاص الذين فروا منذ عام 2015 من جزر البحيرة.
بدورها أكدت الأمم المتحدة أن مكتبها فى عاصمة النيجر "نيامى" أبلغ فى مطلع أبريل الجارى، عن شن عمليات عسكرية فى جزر بحيرة تشاد من قبل القوة المشتركة متعددة الجنسيات (التى تتألف من الكاميرون وتشاد والنيجر ونيجيريا) ومن المقرر أن تستمر هذه العملية العسكرية ضد بوكو حرام حتى يونيو القادم.
وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها من أن تقوم هذه العمليات بتهجير أكثر من 15 ألف شخص ما زالوا يعيشون فى الجزر.
وتسبب الصراع مع جماعة بوكو حرام فى منطقة (ديفا) الواقعة بالقرب من شمال شرق نيجيريا فى تأخير إنشاء خط أنابيب لتصدير النفط الخام الذى تنتجه النيجر إلى الكاميرون عبر تشاد.
وبدأت مناورات عسكرية غرب النيجر وشمالها لمواجهة التهديدات الإرهابية يوم 10 أبريل الماضى بمشاركة حوالى 1500 جندى أفريقى وأمريكى وأوروبى، وقالت السفارة الأمريكية فى النيجر، أن "مناورة فلينتلوك 2018 تهدف إلى تعزيز قدرات بلدان منطقة الساحل على التصدى للمنظمات العنيفة المتطرفة.
وقال الجنرال مارك هايكس، قائد العمليات الخاصة فى القيادة الأمريكية فى أفريقيا (افريكوم) أن "الجديد" الذى أتت به "فلينتلوك 2018" "هو أننا وجهنا عمليات التدريب نحو التهديدات الحقيقية" الموجودة فى "الساحل الكبير". وشارك فى التدريبات الجوية والبرية التى تنظمها أفريكوم، ثمانية بلدان أفريقية وإثنا عشر بلدا غربيا.
وجرت مناورات فلينتلوك فى ثلاث مناطق نيجرية هى تيلابيرى وتاهوا (غرب) القريبتان من مالى، وفى أغاديز فى الشمال، القريبة من ليبيا والجزائر ومالى. وفى المقابل، فتحت "مراكز تدريب" فى بوركينا فاسو التى شهدت عددا كبيرا من الهجمات الإرهابية، وفى السنغال التى كانت مستثناة حتى الآن.
وتدعم الولايات المتحدة الأمريكية جيوش دول "مجموعة الخمس" مع جيوشها المتواضعة لمواجهة تمدد تنظيم داعش الإرهابى الذى بدأ يلجأ لدول القارة السمراء لترسيخ وجوده، وتتمركز بعض العناصر التابعة لتنظيم داعش الإرهابى على سواحل بحيرة تشاد وتسعى لكسب تأييد السكان المحليين.
وأكد عدد من المراقبين أن تنظيم داعش تمكن من التمدد على مساحات أوسع وأنها رسخت وضعها بصورة أكبر مما يقر به المسئولون. وللمرة الأولى يوفر هؤلاء تفاصيل عن جهود الجماعة المتنامية لتأسيس إدارة فى منطقة بحيرة تشاد.
ووفقا لتقارير إعلامية تسطير داعش على مساحة تزيد عن 100 ميل فى ولايتى بورنو ويوبى شمال شرق نيجيريا وهى مناطق لم يعد للحكومة فيها وجود يذكر بعد صراع استمر نحو عشر سنوات.
وتسبب الإهمال فى الدول المحيطة ببحيرة تشاد، وهى نيجيريا والنيجر وتشاد والكاميرون، فى اتاحة الفرصة لتنظيم داعش الإرهابى لإقامة معقل له شنت منه هجمات على القوات الحكومية فى منطقة بحيرة تشاد.
كان الرئيس النيجيرى محمد بخارى قد تعهد فى 2015 بالقضاء تماما على بوكو حرام. ويصر مسئولون على أن هذا تحقق بالفعل على الرغم من تواصل الصراع للعام العاشر، ويقول مراقبون أن داعش فى غرب أفريقيا يمتلك قوة قوامها ما بين ثلاثة وخمسة آلاف مقاتل وهو نحو ضعف ما لدى بوكو حرام.
وتقدم جيوش الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا المساعدة للحكومات فى المنطقة بالتدريب وتوفير معلومات استخباراتية.
ويقود أبو مصعب البرناوى تنظيم داعش فى غرب أفريقيا، وهو ابن مؤسس بوكو حرام محمد يوسف الذى أشعل مقتله فى 2009 على يد الشرطة فتيل تمرد إسلامى مسلح فى نيجيريا أودى بحياة أكثر من 34 ألف شخص حتى الآن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة