شاهدت مِن الناس ممَن يسعون بإستمرار إلى التقليد الأعمى وتقمص شخصيات أخرين كمحاولة لتعويض نقص ما أو إشباع رغبة بداخلهم ، والبعض قد يفعل ذلك ظناً منه بأنه سوف يصل بالتقليد والتقمص إلى نفس مكانة ومركز من قد قام بتقليده ، ولإننا بذلك نحصل على العكس تماماً فنخسر فرصة التميز الحقيقى ونخفى قدراتنا الحقيقيه بدفنها فى أبار عميقة بداخلنا ، فأردت أن أوضح وجه الإختلاف بين التقليد الأعمى أو التقمص وبين المثل الأعلى والقدوة حتى نستطيع بذلك أن نسير فى الاتجاه الصحيح .
التقليد يجعلك تنحصر فى دائرة محدودة من التصرفات التى تقوم بتقمصها ، وقد يبدو الطريق جميلاً فى البداية إلى أن تقوم بالعديد من المحاولات حتى تصل إلى مرحلة اليأس والإحباط من التقليد والتقمص عندما لا تتحقق النتيجة التى تتمناها من إعجاب الآخرين وتسليط الضوء على نجوميتك فإنهم لا يرونك كذلك والسبب ببساطة هو إنك نسخة ثانية أو ثالثة فهناك من هو أفضل منك لتسليط الضوء عليه.
أما أن يصبح فلان مثلاً أعلى وقدوة لك هو إنك ترى فيه من جمال السلوك والصفات أو الأخلاق شيء ما يستحق التعلم منه والتشبه بصفاته ولكن ببصمتك الخاصة وطابعك الشخصى وليس بتقليدك الأعمى وتقمصك له، وأن تفعل ذلك مع السعى الدائم على الإجتهاد والتعلم المستمر ، فإنك تسير بذلك فى الاتجاه الأفضل حتى تصعد إلى المكانة التى تتمنى الوصول إليها والتى تظهر تميزك الحقيقى والفريد وربما إن كنت مجتهد جداً تصبح أفضل مما هو عليه .
الله لم يخلق أحداً منا لكى يصبح نسخة أخرى ثانية من شخص ما ، ولكن أن تفعل ذلك فتيقن إنك لن تشعر إلا بسعادة مؤقتة فقط ، وحينها يجب أن تدرك إنه ينقصك الكثير من الثقة بالنفس ونقص بمعرفة القدرات الهائلة التى قد خلقها الله بداخلك وإنك تعانى من ضعف فى الشخصية يجب عليك أن تسعى لتقويمه لكى تدرك إنك شخص مميز وفريد ، ولكى تعطى الفرصة للآخرين أن يروا جمالك الحقيقى، فلا تسعى أن تصبح غيرك وتخفيك أنت، بل كن أنت النسخه الأصلية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة