من كان ثيسيوس؟.. للإجابة على هذا اللغز، نتعرف عليها فى سلسلة "سلى صيامك" مع الألغاز فى رمضان، من كتاب "ألغاز تاريخية"، وهو من تأليف بول أرون، ومن ترجمة شيماء طه الريدى، ومراجعة إيمان عبد الغنى.
كانت مآثر وإنجازات ثيسيوس ضخمة؛ فقد جلب الديمقراطية إلى أثينا، وانضم إلى جيسون وبحارة الأرجو فى سعيهم لجلب الصوف الذهبى، وحارب المحاربات الشرسات المعروفات باسم بنات الأمازون (وهى الحرب التى انتهت بلا نصر أو هزيمة).
ولكن كل هذا خبا رونقه أمام إنجازه الأعظم، وهو ذبح المينوتور. دارت القصة التى رواها بلوتارخ بالكامل فى القرن الأول الميلادى، ولكنها كانت معروفة بالطبع قبل ذلك، على النحو التالى:
تزوج الملك القوى مينوس - الذى كان يحكم اليونان من قصره فى كريت - من باسيفايى، التى وقعت فى غرام ثور جميل. طلبت باسيفايى من المخترع ديدالوس أن يبنى لها بقرة من الخشب حتى تستطيع الاختباء بها ومعاشرة الثور. وأنجبت بعد ذلك المينوتور الرهيب، الذى كان نصفه إنسانًا ونصفه ثورًا، وكان مغرمًا بلحم البشر لسوء الحظ.
توجه مينوس إلى ديدالوس، الذى قام بدوره ببناء متاهة لاحتجاز المينوتور، وفيها كان الملك كلَّ تسعة أعوام يرسل أربعة عشر شابٍّا أثينيٍّا ليأكلهم المينوتور، وفى الوقت نفسه للانتقام لموت ابن مينوس، أندروجيوس، على أيدى الأثينيين. لم يكن أحد من الشباب يعود مطلقًا؛ على الأقل حتى تطوع ثيسيوس - ابن الملك الأثينى أيجيوس - للذهاب. وكان قد وعد والده بأن يعود رافعًا شراعًا أبيض احتفالًا بنجاحه.
قبل حدوث ذلك، وفى كريت، كانت أريادنه - ابنة مينوس - قد وقعت فى حبِّ الشاب الشجاع وأعطته كرة خيط. وعندما ذبح ثيسيوس المينوتور، اتَّبع الخيط المفكوك للخروج من المتاهة. وهكذا انتهت التضحية القاسية بشباب أثينا، وانتهت معها سيطرة كريت على أثينا.
لم تكن تلك نهاية سعيدة بالنسبة إلى أريادنه، التى هجرها ثيسيوس فى طريق عودته إلى أثينا، أو بالنسبة إلى أيجيوس، الذى ألقى بنفسه من أعلى جُرُف حين وجد سفينة ابنه ولا يزال عليها الشراع الأسود (حيث كان ثيسيوس قد نسى تغيير الأشرعة).
ولكن ميزة ذلك على الأقل أنه قد سرَّع باعتلاء ثيسيوس العرش. بالطبع تنتمى رواية بلوتارخ، المليئة بالعناصرالخارقة للطبيعة، لعالم الخرافات. ولكن تساءل المؤرخون الأوائل عن احتمالية حفظ الخرافة ذكرى حية عن أى إمبراطورية كريتية حكمت بلاد الإغريق فى أحد عصور ما قبل التاريخ. وفى عام ١٩٠٠، وصل آرثر إيفانز، مدير المتحف الأشمولى بأكسفورد، إلى كريت وأقنعه ما رآه - مثلما أقنع كثيرين آخرين - بأن كريت لم تكن فقط مركزًا لإمبراطورية عظيمة، بل بأن قصة ثيسيوس لم تكن بالروعة التى بدت عليها حينها.
كان إيفانز مناسبًا على نحو مثالى للتنقيب فى كريت؛ فباعتباره أكاديميٍّا من الجيل الثالث، كان خبيرًا بالكتابة القديمة، التى جاء إلى كريت بحثًا عنها فى المقام الأول. كما كان مؤيِّدًا لاستقلال كريت؛ ما عاد عليه بنفع عظيم بعد أن تحررت كريت من الحكم التركى عام ١٨٩٩.
والأفضل من كلِّ ذلك أن إيفانز قد ورث ثروة من تجارة أبيه فى الورق؛ ما أتاح له تجاوز المفاوضات الشائكة المعتادة وشراء الأرض التى أراد التنقيب فيها ببساطة. وكانت الرواية المحلية واضحة بشأن موقع قصر كنوسوس، وهو قصر مينوس، فى وادى كايراتوس، وكانت تلك هى النقطة التى بدأ فيها إيفانز الحفر.
وفى غضون أسابيع، كان واضحًا أن هذا الموقع موقع استثنائي. فلحسن الحظ لم يُبْنَ عليه فى العصور الإغريقية أو الرومانية؛ ومن ثم تمكن العمال سريعًا من الوصول إلى أطلال قصرٍيعود للعصرالبرونزي. ويا له من قصر! فقد كان يمتد على عدة أفدنة، وسرعان ما استدعى إلى الذهن صورة متاهة، بغرفه وممراته المتعددة المظلمة. ولم يسع إيفانز سوى أن يتخيل الزوار الأثينيين القدماء وقد عادوا إلى ديارهم ويرْوُون حكايات عن وقوعهم فى متاهة بدت بلا نهاية.
وفى منتصف القصر كان هناك بهْو كبير، فتساءل إيفانز: هل يمكن أن يكون هذا هو مأوى ذلك المخلوق الذى وُصف فى الخرافة مينوتور؟ ولكن جاء عام ١٩٠٠ ليشهد أكثر اكتشافات إيفانز إثارة بين جميع اكتشافاته؛ لوحة تجسِّد شابٍّا يقوم بحركات بهلوانية على ظهر الثور، فى حين وقفت شابتان بجانبه، على ما يبدو أنهما إما كانتا تبحثان عن رفقتهما أو فى انتظار دورهما. وسرعان ما تمَّ العثور على مزيد من الصور لثيران ومصارعين يقفزون فوقها، بعضها على أختام منقوشة وبعضها فى شكل تماثيل صغيرة من البرونز أو العاج.
تشاور إيفانز الذى تملَّكه الذهول والدهشة مع الخبراء البديهيين فى هذا الموقف؛ وهم مصارعو الثيران الإسبان. فسألهم إذا كان هذا النوع من القفز على الثيران المجسد فى الفن الكريتى ممكنًا. وأجاب مصارعو الثيران بأنه لا يمكن القيام به، على الأقل إذا كان القافزون على الثيران يتمنون النجاة والبقاء أحياء. ولكن الدليل كان دامغًا على أنَّ شكلًا من القفز على الثيران كان يحدث هناك. وأيٍّا ما كانت الرخصة الفنية التى ربما يكون الفنانون الكريتيون والقاصُّون الأثينيون قد حصلوا عليها، فمن الواضح أن الثيران كانت جزءًا لا يتجزأ من هذه الثقافة. وربما كان الشباب الذين تمَّ تصويرهم أسرى يونانيين تمَّ تدريبهم من أجل حلبة المصارعة مثل مصارعى روما القديمة.
تيمُّنًا بملكها الأسطورى (أو ربما لم يكون أسطوريا للدرجة). وكان مقتنعًا أن المينوسيين، كما حكت قصة ثيسيوس، حكموا بلاد الإغريق يومًا ما، فارضين سيطرتهم على البرِّ الرئيسى سياسيٍّا وفنيٍّا.
وكان إيفانز يعتقد أن المينوسيين هم مَن وضعوا الأسس التى بُنيَت عليها الإنجازات اللاحقة لليونانيين القدماء: فشِعر هوميروس، وفلسفة أفلاطون، وتحفة البارثينون المعمارية، كلها إنجازات أشيرَ إليها فى الثقافة المينوسية.
كان مما عزَّز ثقة إيفانز فى أفكاره هو اكتشافه لعدد من الألواح الطينية فى كنوسوس. ولعلك ستتذكر أن البحث عن الكتابات القديمة كان الباعث الأول لإيفانز للذهاب إلى كريت. ومن الواضح أن الألواح، التى كُتِبت بحروف أبجدية عُرفَت بعد ذلك قد عزَّزت اعتقاد إيفانز بأن المينوسيين لم ،« ب» والكتابة الخطية « أ» بالكتابة الخطية يكونوا فنَّانين فحسب، بل ومثقفين أيضًا.
وللحفاظ على أمجاد الحضارة المينوسية، بدأ إيفانز عام ١٩٠١ فى ترميم القصر فى كنوسوس. فأعاد بناء الجدران والأعمدة العلوية التى تلاشت منذ زمن، وكذلك جزءٍ من سقف القصر. واستعان بفنان سويسرى، يُدعَى إميل جيليرون، لإحياء وتجديد اللوحات الجصية. وكانت النتيجة موقعًا أثريٍّا مختلفًا تمامًا عن أى موقع أثرى فى عصره أو عصرنا؛ فبدلًا من النظر إلى مجرد أطلال عالية، صار بإمكان الجميع حتى السياح الذين لا يملكون أى خلفية تاريخية أن يكوِّنوا إدراكًا واضحًا للمدى والعظمة الكاملين للفن والمعمار المينوسي.
واجه إيفانز اتهامًا من منتقديه بخلق نسخةٍ للتاريخ أشبه ببطاقةٍ بريديَّة. فقد جادلوا بأنه عاد غيرَ ممكن تحديدُ قدرِ ما اكتشفه من الحضارة المينوسية وقدر ما ابتكره. وبالمعايير الأثرية اللاحقة، كان منتقدو إيفانز على حقٍّ بلا شك؛ فما من عالم آثار اليوم كان ليسمح بأية عمليات ترميم على الموقع الفعلى لأى تنقيب. ولكن إنصافًا لإيفانز، ينبغى أن نضيف أنه كان أكثر حرصًا بكثير بشأن الحفاظ على سجلٍ دقيق ومصور لِما وجده مقارنةً بالعديد من معاصريه. ورغم ما قد يلقاه المنتقدون من غضاضة فى الاعتراف بهذا، فإنه قام أيضًا بخلق موقعٍ غاية فى الإثارة، حتى إن الزائرين منذ ذلك الحين لم يعد يَسَعُهم سوى مشاركته شغفه بالمينوسيين.
برزت مشكلة أكثر جوهرية بالنسبة إلى رؤية إيفانز للتاريخ اليونانى عندما قام علماء
آثار آخرون — على رأسهم آلان ويس فى عشرينيات القرن العشرين، وكارل بليجن فى الثلاثينيات من القرن نفسه — بالتنقيب عن مواقع على البر الرئيسى اليوناني. وهناك وجدوا دليلًا على وجود ثقافة كانت فى طور الازدهار فى نفس وقت حكم المينوسيين مستقلة بشكل واضح عن المينوسيين، ولها على « المسِّينية » لكريت.
كانت هذه الحضارة الأقل نفس القدر من القوة والنفوذ، إن لم تكن بنفس القدر من الرقى كجاراتها فى الجنوب. وذهب ويس وبليجن إلى أن المسِّينيين ربما يكونون بالفعل قد هزموا المينوسيين وتولوا زمام كنوسوس، على الأرجح بعد عام ١٥٠٠ قبل الميلاد.
وبشكلٍ ما، بدا ذلك تأكيدًا إضافيٍّا على وجود بعض الأساس لأسطورة ثيسيوس فى التاريخ. فقد كان الأثينيون، شأنهم شأن المسِّينيين، يونانيين؛ ومن ثَمَّ يمكن أن يكون انتصار ثيسيوس رمزًا لمعركة فعليةٍ ما أو سلسلة من المعارك التى انتصر خلالها اليونانيون المسِّينيون على الكريتيين المستبدين. غير أن إيفانز لم يكن ليقتنع بأى من ذلك. فقد كان على قناعة شديدة بتفوق وأفضلية المينوسيين، لدرجة أنه أصر على أن الكوارث الطبيعية فحسب — ربما زلزالًا — هى القادرة على إنهاء حكمهم. ولو أن بعضًا من مثل هذه الكوارث مكَّنت المسِّينيين من إزاحة المينوسيين من كنوسوس، لظل إيفانز متأكدًا من أن القوة العسكرية للمسِّينيين، وليس ثقافتهم، هى التى كان لها اليد العليا.
بات موقف إيفانز يواجه صعوبة متزايدة بعد عام ١٩٣٩، حين اكتشف بليجن، الذى كان لا يزال ينقب على البر الرئيسى، المزيدَ من الألواح الطينية المكتوبة بالكتابة الخطية "ب"، وهى نفس الأبجدية التى وجدها إيفانز فى كنوسوس. صحيحٌ أن الاكتشاف ربما يكون قد فُسِّر ليعنى أن المينوسيين قد جلبوا كتابتهم إلى الشمال وقدَّموها لليونانيين، ولكنه أيضًا زاد من احتمالية أن تكون الكتابة الخطية "ب" – والكتابة بشكل عام - اختراعًا مسِّينيٍّا وليس مينوسيٍّا.
تُوفى إيفانز عام ١٩٤١ دون أن يعرف مطلقًا ما كان مكتوبًا على ألواحه الثمينة. وبعد أحد عشر عامًا، تمكن أخيرًا مايكل ونتريس — وهو عالم هاوٍ فى فك الشفرة يستخدم التِّقْنيات التى اختُرعت خلال الحرب العالمية الثانية — من فكِّ الشفرة. كانت الكلمات المكتوبة على اللوح تصيب بخيبة أمل أو إحباط؛ فلم تكن شعرًا عظيمًا أو فلسفة رائعة، بل كانت فى أغلبها قوائم من السلع التى كانت مُخزَّنة فى كنوسوس وأماكن أخرى.
ولكن اكتشاف ونتريس كان فى غاية الأهمية؛ إذ اتضح أن الكتابة الخطية "ب" كانت نظامًا لكتابة اللغة اليونانية؛ وبالطبع كانت يونانية قديمة وصعبة، ولكنها يونانية على أى حال.
كان هذا يعنى أن الكتابة جاءت إلى كريت من اليونان وليس العكس، كما كان إيفانز يدَّعى دائمًا. ويظل قائمًا احتمال أن المينوسيين كانت لهم كتابتهم الخاصة؛ إذ لعله يتضح أن الكتابة الخطية "أ" التى لم تُحلَّ شفرتها — مينوسيةٌ. ولكن بعد اكتشاف ونتريس الخارق بات من المستحيل تصوير مسِّينا كمجرد مركز عسكرى للحضارة الكريتية؛ بل على العكس، فقد كان واضحًا أن اليونانيين المسِّينيين كان لديهم حضارة قوية خاصة بهم. وفى مرحلة ما، أبعد بكثير مما اعتقد إيفانز — وربما حتى تحت قيادة أمير يُدعَى ثيسيوس — جاء هؤلاء اليونانيون إلى كريت وفتحوها.
لم تضع الكتابة الخطية "ب" بأى حال، نهاية للمجادلات المحيطة بالمينوسيين. فبحلول ستينيات القرن الماضى، كان معظم علماء الآثار قد أجمعوا على أن المسِّينيين قد فتحوا كريت، ولكن لم يكن هناك إجماع على الكيفية التى فعلوا بها ذلك. وظلَّ بعض علماء الآثار، وأبرزهم سبيريدون ماريناتوس، مقتنعين بأن ثمَّة كارثة طبيعية قد أضعفت المينوسيين إلى حدِّ فتح الباب أمام المسِّينيين.
كان ماريناتوس يعتقد أن تلك الكارثة تمثَّلت فى اندلاع بركان على جزيرة تيرا، التى تقع على بعد قرابة سبعين ميلًا شمال كريت. وفى عام ١٩٦٧، ذهب ماريناتوس إلى تيرا بحثًا عن دليل، وسرعان ما اكتشف أكثر مما كان يرجوه: بلدة كاملة تعود للعصر البرونزى محفوظة أسفل طبقة من الرماد البركاني. لم يكن هناك حاجة هنا للإصلاح والترميم على طريقة إيفانز؛ فقد كانت هذه المنازل لا تزال كما هى لم تُمَس بطريقة لافتة للنظر، والكثير منها مزخرفًا بالفن والتحف الفنية على الطريقة المينوسية؛ مما يشير إلى أن تلك المنطقة كانت مستعمرة كريتية. وكان الشيء الوحيد المفقود هو الناس، كان لديهم فيما يبدو ما يكفى من الوقت للفرار قبل انفجار البركان.
كان ذلك اكتشافًا غير عاديٍّ؛ نسخة كريتية من مدينة بومبى الرومانية ولكن أقدم مرتين. ولكن هل يمكن لانفجار بركانى على جزيرة تيرا أن يكون قد أجهز على الحضارة الكريتية؟ هكذا اعتقد ماريناتوس. فقد ذهب إلى أن البركان ربما يكون قد ثار بفعل الزلازل، التى بدورها تسببت فى أعاصير تسونامى التى دمرت كريت. وزعم أن الزلازل والأعاصير، على أقل تقدير، قد ألحقت دمارًا كان كفيلًا بمنح المسِّينيين نقطة انطلاقهم.
ولو كان إيفانز على قيد الحياة، لشعر أن حجج ماريناتوس قد ثأرت له بالتأكيد. غير أن معظم علماء الآثار وعلماء الفروع المعرفية الأخرى لم يقتنعوا بذلك. فمن ناحية كانت التواريخ غير متطابقة؛ فقد حدَّد معظم علماء البراكين تاريخ انفجار بركان تيرا ما بين عام ١٦٠٠ و ١٧٠٠ قبل الميلاد؛ أى قبل التاريخ التقديرى لانهيار الحضارة المينوسية بأكثر من مائة عام. علاوة على ذلك، على الرغم من الدمار البركانى الواضح فى تيرا، لم يكن هناك أى ترسبات مهولة للرماد على كريت، ولم يكن هناك أيضًا دليل على أن الماء المتدفق من أعاصير تسونامى قد وصل إلى كنوسوس، فضلًا عن تدميرها، بل إن الأدلة الأثرية الكائنة على كريت بدت تشير إلى أن النار، وليس الرماد أو الماء، قد أحدثت الكثير من الدمار هناك.
ومن ثَمَّ، أنكر معظم العلماء — ولكن ليس جميعهم بأى حال — وجود دور مهمٍّ لبركان تيرا فى انهيار الحضارة المينوسية. هل هذا يعنى أن ثيسيوس قد لعب هذا الدور بدلًا منه؟ أن ثيسيوس (أو اليونانيين الذين جاء لتمثيلهم) قد ذبح المينوتور (أو بالأحرى المينوسيين الذين يمثلهم الوحش)؟ تلك أسئلةٌ لا يمكن إيجاد إجابات كاملة لها، بالنظر إلى القرون التى تفصلنا عن زمن بلوتارخ، وتلك التى تفصل بلوتارخ عن عصرثيسيوس. ولكن هذا لا يعنى بالتأكيد أنه لم يتحقق أى تقدم فى طريق الإجابة عليها؛ على العكس، فاكتشافات المائة عام المنصرمة استوفت بعض التفاصيل المعقولة بشأن ما كان يبدو يومًا ما قصة خيالية بحتة.