فى إحدى أهم قرى محافظة الوادى الجديد، والتى اكتسبت أهميتها لما لها من تاريخ إسلامى قديم منذ عام 906 هجريا، حيث كانت مدينة إسلامية متكاملة بكل شوارعها ودروبها وأزقتها وعمائرها الدينية مثل المساجد والأضرحة وأهم معالمها وهى المحكمة الشرعية والمدرسة والتى ثار حولها جدل كبير من العلماء والباحثين الأثريين ممن زاروا موقع المحكمة وأبدوا فيها رأيهم العلمى استنادا إلى دراسات قاموا بها على هذا المبنى الذى يرجع تاريخه إلى عصر المماليك والعثمانيين وفقا لأختام التأسيس على أعتاب البوابات فى المبنى العتيق.
وتقع مدينة القصر الإسلامية فى الطرف الشمالى الغربى من مركز مدينة الداخلة، وذلك بالقرب من عدة دروب صحراوية كانت تستخدم للقوافل التجارية والحجيج القادمين من الغرب والجنوب فى العصور الوسطى وهى تبعد عن مركز مدينة الداخلة حوالى35كم فى اتجاه الشمال الغربى.
ويحد قرية القصر الإسلامية من الشمال تلا مرتفعا ومن الشرق بئر عين الحامية الجاف ومن الجنوب مسجد الشيخ نصر الدين ومن الغرب طريق فى طرفة الجنوبى مقام الشيخ حمام والطرف الشمالى ضريح الشيخ أبو بكر.
وتتميز القصر الإسلامية بوجود العديد من الآثار الباقية التى تحمل العديد من الأعتاب الخشبية أو النصوص التأسيسية التى ميزت المدينة عن غيرها وجعلها الفريدة من نوعها كانت تصنع من خشب السنط ومكتوب عليها بالحفر البارز وتبدأ أحيانا بالبسملة وبعض الأبيات الشعرية وأحيانا بعض الأدعية وأخيرا اسم الصانع أو النجار، وكان يحمل تاريخ الصنع وهو ما جعل لها أهمية تاريخية وأثرية، حيث أنها تحمل تاريخ الأثر ويرجع أقدم تاريخ موجود على النص التأسيسى هو عام 906هجرية يليه عتب آخر يحمل تاريخ 924 هجرية.
وكان من أهم تلك المعالم الأثرية فى مدينة القصر الإسلامية هو مبنى المحكمة الشرعية والمدرسة وهو مبنى غريب فى تصميمه ومعقد لما يتميز به من تفاصيل كثيرة ومساحة كبيرة وعدد من الغرف والكتل العمرانية المبنية بالطوب اللبن ومكون من طابقين، حيث انتشرت حوله الخرافات التى بثت الرعب فى قلوب أهالى قرية القصر على مدار عقود طويلة وخاصة فى أحد أهم أبوابها، حيث يوجد صحن وتشكيل معمارى غريب عرف بأنه المشنقة التى يتم فيها إعدام المذنبين وتارة أخرى عرفت بــ"الفلكة " التى يتم فيها معاقبة الخارجين عن القانون، وظلت تلك الخرافات قائمة حتى الآن ويتداولها بعض المرشدين السياحيين أثناء اصطحاب الأفواج السياحية فى جولات الزيارة المتكررة لتلك المواقع الأثرية.
ومن جانبه، قال حلمى السيد خلف الله، من أهالى قرية القصر، لـــ"اليوم السابع"، إن توزيع البوابات الخاصة بالشوارع والأزقة وتعرف باسم "الضرابات" والتى كمان يتم غلقها بعد صلاة المغرب ولا تفتح أى بموافقة كبير العائلة، وذلك خوفا من هجوم الغرباء على العائلات، مؤكدًا على أن مبنى المحكمة الشرعية وهو المبنى الذى يتم فيها محاكمة الخارجين عن القانون وكانت الفلكة فى أحد مداخل المحكمة يتم معاقبة المتهمين فيها كما كانت توجه غرف لسجن المتهمين وغرفة للقاضى والعاملين بالمحكمة.
وينفى تلك المعلومات الخاصة بظاهرة الفلكة الباحث الأثرى إيهاب يسرى كبير الأثريين بمنطقة آثار الداخلة الإسلامية، لــ"اليوم السابع"، أن مبنى المحكمة الشرعية اختلف حوله كبار الأثريون حيث ذهب رأى الباحث الكبير الدكتور أحمد فخرى مكتشف مقابر المزوقة أن المبنى عبارة عن محكمة لما يشتمله من إيوان فى مواجهة المدخل وساحة جلوس لحل المنازعات وحجرا لسجن الرجال والسيدات كل على حدة كسجون مؤقته.
كما ذهب رأى الباحث الدكتور محمد مصطفى نجيب، إلى أن المبنى كان عبارة عن منزل لحاكم المدينة لما يضمه من غرف وعمارات مماثلة لمنازل أمراء من تلك الحقبة فى مواقع آخرى، كما ذهب رأى الباحثة الدكتورة سعاد ماهر إلى أن المبنى عبارة عن تخطيط مدرسة فى العصر العثمانى لما تشتمله على مبنى إيوان واحد للمذهب الحنفى ومساكن للمتعلمين المغتربين وأرفف للكتب.
وأضاف الباحث الأثرى إيهاب يسرى، أن رأى منطقة آثار الداخلة تم استخلاصه فى أن المبنى أنشأ كمدرسة ثم تم استغلاله فيما بعد كمحكمة، وذلك لظهور حجج ورقية تفيد بوجود محكمة القصر الشرعية بالقصر ولم يكن أيام الحكم العثمانى مصطلح معروف بكيان يتم تأسيسه كمحكمة وهو ما اعتمدته منطقة آثار الداخلة وتم وضع اللوحات الإرشادية لتوصيف المبنى على أنه مدرسة ومحكمة شرعية.
واستنكر الباحث الأثرى، ترديد خرافة المشنقة أو الفلكة الموجودة فى الباب الشمالى للمحكمة، موضحًا أنها عبارة عن عنصر زخرفى متكامل كانت توضع به أداة تصدر صوتا عالية لحظة دخول القاضى لمقر المحكمة كنوع من التشريفة آنذاك ولم تكن هناك أية ملامح تاريخية على وجود المشنقة أو الفلكة على باب المحكمة، كما ينتشر منذ سنوات طويلة بالخطأ وهى مغالطات ليست لها أساس من الصحة.
مبنى المحكمة الشرعية بالقصر
موقع حرافة المشنقة والفلكة
جانب من عمارة المبنى
المدخل الشمالى للمحكمة
أحد أهالى القرية
عمارة إسلامية عتيقة
جانب من المبنى
اختلاف رأى الأثريين حول المبنى
المبنى كان مدرسة دينية
نقوش على أحد البوابات
توصيف المبنى الأثرى
توصيف كمدرسة ومحكمة
عمارة إسلامية رائعة
إحدى البوابات
عراقة التاريخ فى المكان
جانب من المبنى القديم
بوابات أثرية
أحد المداخل للمحكمة
أحد الأزقة القديمة
توقيع أثرى على البوابة
بوابة قديمة بالقرية
بوابة قديمة بالقرية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة