تنساب دموعه بغزارة، بكاء لا يليق بمن فى مثل عمره، كهل يقترب من الشيخوخة، يرتدى " حُلّة " كحلية اللون، بربطة عنق " برتقالية "، يستوى شعره القصير اللامع على مفرقيه بالتساوى، حذائه الأشد بريقاً، لفت أنظار المعزّيين بالصوان الكبير الممتد بعرض " ميدان الشيخ سالم "
جاءت جلسته بجوارى، أثارت عبراته شجونى، فربتُّ على كتفيه مواساة، إذ حسبته من أبناء الفقيد، قلت تهدئة لخاطره الأليم: استراح المرحوم، قد تجاوز من العمر التسعين، تكالبت عليه أمراض كثيرة، نسأل الله له الرحمة، واسع مغفرته..
مسح الرجل عينيه بكمّ قميصه، توقف يلتقط أنفاسه، قال: سُرقت حافظة نقودى على عتبة هذا الميدان، بها كامل مرتبى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة