فى الوقت الذى يوجد فيه شبه عداوة بين فيس بوك والناشرين بسسب الخطوات التى يتخذها موقع التواصل الاجتماعى ضد محتوى صفحاتهم، تحاول توتير الدخول للاستفادة من الموقف، إذ دعت شركة "تويتر" الناشرين للاشتراك فى برنامج جديد خاص بها يحمل اسم Twitter Timeline Ads، فى حين أنه لا يعد أكثر من مجرد برنامج تجريبى، لكن يشير إلى أمر مهم للغاية، وهو أن موقع التغريدات القصيرة "تويتر" يحتاج الآن لإنقاذ نفسه والعودة للمنافسة من خلال الاستثمار فى تقنية متقدمة للتكنولوجيا الإعلانية مدعومة من الناشرين لجمع أموال من الإعلانات الرقمية.
وتأتى تلك الخطة فى أعقاب خوارزمية فيس بوك الجديدة التى جاءت ضد الناشرين، والتى تخفى منشوراتهم بالقصد لصالح المنشورات الخاصة بالأهل والأصدقاء، ويقول بعض الناشرين إن تويتر أكثر استعدادًا الآن من فيس بوك للعمل معهم ودعمهم، إذ يقوم موقع تويتر بتوظيف الناشرين لمساعدته فى التعمق فى الإعلان الآلى ومحاربة احتكار فيس بوك للإعلانات الرقمية.
الربح من تويتر
شبكة تويتر الإعلانية الجديدة
ووفقا لتقرير من موقع "بيزنس إنسايدر" البريطانى أنشأت الشركة صفحة مقصودة على الإنترنت تطلب من الناشرين الاشتراك فى برنامج إعلانى تجريبى يسمى Twitter Timeline Ads، يشبه بشكل كبير البرامج الإعلانية الشهيرة الأخرى، مثل شبكة جوجل الإعلانية وشبكةFacebook Audience Network، وتريد تويتر عرض الإعلانات باستخدام برامج تلقائية خارج موقع الويب الرئيسى والتطبيق، وستكون ضمن الوحدات الإعلانية على المواقع المختلفة للناشرين.
وبالمقارنة مع كل من Google وFacebook، كان Twitter بطيئًا فى التأقلم مع عالم الإعلانات وليس لديه شبكة إعلانية للتعامل فى هذا المجال حتى الآن، وركزت جهود تويتر بشكل أساسى فى هذا الأمر على MoPub، وهى الشركة استحوذت عليها بمبلغ 350 مليون دولار فى عام 2013 لمساعدة ناشرى تطبيقات الهواتف الذكية والمعلنين على إدارة محتواهم الإعلانى.
تويتر
وفى الصفحة المقصودة التى تشجع الناشرين على الاشتراك فى Twitter Timeline Ads، كتبت تويتر "أنت تستمتع بالفعل بتغريدات Twitter فى الوقت الفعلى على موقع على الويب الخاص بك، والآن، دعها تولد عائدًا لموقعك"، والبرنامج مفتوح الآن للناشرين الأمريكين، وأكدت Twitter أن البرنامج عبارة عن اختبار صغير ورفضت تقديم تفاصيل حول كيفية عمله.
تويتر يريد الاستفادة من أزمة فيس بوك مع الناشرين
فى أعقاب تغيير خوارزمية Facebook ومخاوف صناعة الإعلام من احتكار كل من فيس بوك وجوجل للجزء الأكبر من ميزانيات الإعلانات الرقمية، استجابت Twitter لبعض الناشرين على مدار الأشهر القليلة الماضية وبدأت فى عقد شركات مختلفة، ويمكن أن يستخدم موقع التغريدات القصيرة الموجة الأخيرة من الدعاية السلبية لفيس بوك للفوز فى كسب الناشرين لصفه.
فيس بوك
فحتى الآن تأتى معظم إيرادات تويتر من المواقع التى يتم الترويج لها ضمن الشبكة الاجتماعية، وتقول الشركة إن أكثر من نصف عائداتها تأتى من إعلانات الفيديو، حيث يشارك المئات من الناشرين الآن فى برنامج الفيديو الخاص بـTwitter والذى يدعى Amplify حيث يحققون 70% من الأرباح من الإعلانات المباعة مقابل محتواهم بينما يحتفظ تويتر بنسبة 30%.
سيطرة فيس بوك على الإعلانات الرقمية
خلال العام الماضى ذكر تقرير من موقع Recode التقنى أن فيس بوك وجوجل فى طريقهم للاستحواذ على سوق الإعلانات على الإنترنت، مرجعًا سبب زيادة أرباح الشركتين إلى ارتفاع حصيلة الإعلانات.
وتوقعت وكالة Zenith أيضا أن تتجاوز إيرادات الإعلانات على الإنترنت نظيرتها فى التليفزيون خلال عام 2017 لأول مرة، حيث توقعت الوكالة أن تصل إعلانات الإنترنت العام الجارى لـ205 مليارات دولار، فى مقابل 192 مليار دولار للتليفزيون، كما أن جوجل وفيس بوك مجتمعين يستحوذان على خمس إيرادات الإعلانات فى العالم، وهو رقم كبير للغاية ويعكس هيمنة تلك الكيانات على عالم الإعلانات عبر الإنترنت.
