تجرى فرنسا مشاورات مكثفة خلال الساعات القليلة الماضية مع أطراف ليبية وبعض الدول الإقليمية والدولية، وذلك لتوجيه الدعوات لعدد من الدول للمشاركة فى اجتماع باريس المرتقب حول الأزمة الليبية يوم الثلاثاء المقبل، بمشاركة الأطراف الفاعلة والرئيسية فى ليبيا.
وأكد مصدر دبلوماسى ليبى ما نشرته "اليوم السابع" فجر يوم أمس الثلاثاء، حول وجود مبادرة فرنسية لحل للازمة الليبية بمشاركة أطراف فاعلة فى المشهد السياسى الليبى، مشيرا إلى أن اجتماع مرتقب ستحتضنه فرنسا يوم الثلاثاء المقبل بمشاركة دول إقليمية ودولية فاعلة فى الأزمة الليبية.
وقال المصدر الليبى فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إنه من المتوقع حضور كل من القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر، ورئيس المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق الوطنى فائز السراج، ورئيس مجلس النواب الليبى المستشار عقيلة صالح، ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشرى (أو أحد نوابه)، وممثلين عن دول مصر، والجزائر، تشاد، الصين، ألمانيا، إيطاليا، المغرب، النيجر، قطر، روسيا، السودان، تونس، تركيا، المملكة المتحدة، الإمارات، الولايات المتحدة، الاتحاد الإفريقى، الاتحاد الأوروبى، وجامعة الدول العربية.
وقال المصدر، إن نقاط هذه المبادرة توحيد المؤسسة المالية وإلغاء أى مؤسسات موازية بشكل مباشر، وإعادة فتح سجل الناخبين لفترة جديدة وإتاحة الفرصة للناخبين الذين فاتتهم فرصة التسجيل، والاعتراف بأن اعتماد مشروع الدستور من قبل الهيئة التأسيسية هو لحظة مهمة لسيادة الدولة الليبية، والعمل مع المبعوث الأممى وبعد استشارات واسعة مع شرائح الشعب الليبى لوضع خطة للاستفتاء على مشروع الدستور - قبل أو بعد الانتخابات العامة المزمع إجراؤها فى ليبيا.
وتتضمن بنود المبادرة إجراء انتخابات عامة فى ليبيا قبل نهاية 2018 وفقا لخطة المبعوث الأممى غسان سلامة وبالتنسيق مع حكومة الوفاق والهيئة العليا للانتخابات، وإعداد وتنفيذ التشريعات والقوانين اللازمة لإجراء الانتخابات قبل نهاية 2018 وستضمن قوات الأمن الليبية بالتعاون مع الأمم المتحدة، الاتحاد الإفريقى وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبى تأمين التحضيرات للانتخابات وعملية الاقتراع، وبمراقبة دولية مكثفة، مؤكدا أن أحد أبرز البنود هو فرض عقوبات دولية على أى محاولة لعرقلة العملية الانتخابية.
وتتضمن بنود المبادرة الفرنسية الالتزام بدعم محادثات توحيد المؤسسة العسكرية فى القاهرة، والتأكيد على خضوع القوات المسلحة الليبية للسلطة المدنية المنتخبة، بالإضافة إلى العمل على التحضير إلى الانتخابات فى ليبيا، وستعمل السلطات الليبية بمساعدة المجتمع الدولى على تقديم خدمات أفضل للمواطن الليبى، والالتزام الكامل بكافة بنود هذا الاتفاق واحترام نتائج الانتخابات القادمة فى ليبيا.
وتشمل بنود المبادرة الفرنسية نقاط أهمها أن المجتمع الدولى سيؤكد على تحمل كافة القادة الليبيين لالتزاماتهم ومهامهم وأى خروقات من قبل أى طرف سينتج عنها محاسبة وعقوبات دولية، والتأكيد على ثقة المجتمع الدولى فى المؤسسات الليبية القائمة الآن وعلى رأسها المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق، ومجلس النواب، ومجلس الدولة، والقوات المسلحة الليبية، والمشاركة فى حوار وطنى جامع داخل أو خارج ليبيا لمتابعة تنفيذ هذا الاتفاق خلال ثلاثة أشهر من توقيعه.
وفى سياق متصل، وجه القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر كلمة إلى أهالى درنة، وقوات الجيش الليبى المتمركزة على تخومها، مطالبا قوات الجيش بدخول الجيش لعمق مدينة درنة، مؤكدا أن ليبيا تمر بساعة مفصلية وحاسمة فى حربها ضد الإرهاب.
وأكد حفتر، فى كلمة له فجر اليوم الأربعاء، أن التحرك العسكرى فى درنة جاء لاجتثاث وسحق الإرهابيين عقب رفضهم كل المساعى السلمية لتجنب المواجهة المسلحة؛ وإصرار الإرهابيين على فصل درنة عن جسد الوطن الواحد، موضحا أنه أصبح على مقربة من يوم إعلان تطهير البلاد من آخر معقل للإرهاب فى أرض ليبيا الطاهرة، مضيفا: "بعد أربع سنوات من الكفاح المقدس ضد الخوارج، أصبحنا على مقربة من تحرير درنة".
وتابع :"أيها المقاتلون الشجعان فى محاور مدينة درنة، لم يترك لنا الإرهاب خيارا سوى قتاله"، مؤكدا أنه لا يوجد خيار إلا النصر "كما تعودنا دوما منكم، ليس أمامنا إلا أن نختار العزة والكرامة أو الذلة والمهانة".
وأكد المشير خليفة حفتر على أن أهالى درنة طال انتظارهم لدخول الجيش، مضيفا "هذه درنة العزيزة أمامكم، تستعد بقدومكم لاستعادة الروح واستنشاق عبير الحرية والتمتع بالعودة لحضن الوطن والانصهار فيه".
وقدم حفتر توجيهات للجيش الليبى عند دخول درنة "أهلها مدنيون مسالمون، وهم أهلكم، إلا من انحاز منهم لنصرة الباطل وحمل السلاح تحت راية الإرهاب"، مضيفا "احرصوا على حماية أهلكم فى درنة؛ وتجنبوا إلحاق أى ضرر بهم؛ أو بممتلكاتهم؛ أو بأى مرفق من مرافق المدينة، إلا حيث يختبئ ويتحصّن الإرهابيون".
وتابع "لا تهنوا فى وجه العدو، واحذروا الكمائن والخديعة فى الحرب، وعاملوا بالحسنى كل من يعلن تسليم نفسه لكم؛ أو يقع أسيرا فى أيديكم، وصوّبوا نيران بنادقكم ومدافعكم نحو زمر الإرهاب دون سواهم حتى يكتب الله لكم النصر".
وأكد القائد العام للجيش الليبى أن المواجهات العسكرية مع جماعات الظلام والتكفير تأتى بعد رفضهم كافة الحلول السلمية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة