شهد الأسبوع الماضى مفاوضات تجارية هامة بين الولايات المتحدة والصين، كان يسعى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب من خلالها لتحقيق وعدا انتخابيا جديدا، وإعلان انتصارا خارجيا يتفق مع أجندته المتشددة، غير أن الأمور باءت بالفشل بعد عدة جولات كادت أن تسفر عما يصبوا له ملياردير نيويورك.
واستضافت العاصمة الأمريكية "واشنطن" وفد صينى، فى محاولة للتوصل إلى تسوية للمسائل الخلافية فى العلاقات التجارية بين البلدين، والتى طالما وصفها الرئيس الأمريكى بغير المنصفة، حيث بلغ عجز الميزان التجارى بين القوتين الاقتصاديتين 375 مليار دولار عام 2017، فضلا عن اتهامه لبكين بسرقة الملكية الفكرية من الشركات الأمريكية، وهو ما دفع الإدارة الأمريكية، مؤخرا لفرض رسوم جمركية، على صادرات الصين من الصلب والألومونيوم بنسبة 25% و10%.
وصرح كبير المستشارين الاقتصاديين لترامب، لارى كودلو، الجمعة بأن الصين عرضت تخفيض الفائض التجارى مع الولايات المتحدة بمقدار 200 مليار دولار، لكنه قال بعد يومين إن العدد مجرد "تقدير تقريبى"، وأن البلدان لا تتوقعان أبداً التوصل إلى اتفاق، ويخططان فقط لإصدار بيان يوضح الخطوات التالية.
لكن هذا التراجع ليس سوى قمة جبل من الصراعات داخل الفريق الأمريكى المعنى بالتجارة، وذكرت صحيفة نيويورك تايمز، الأمريكية، أن الانقسامات العميقة فى الفريق التجارى للبيت الأبيض، أضاعت على الرئيس الأمريكى دونالد ترامب انتصارا على غريمه التجارى العملاق.
وأوضحت، فى تقرير على موقعها الإلكترونى، أمس الثلاثاء، أنه فى الوقت الذى اختتم فيه المفاوضون الأمريكيون محادثات رفيعة المستوى مع وفد صينى زائر الأسبوع الماضى، كانت طموحات الرئيس ترامب للتوصل إلى اتفاقية تجارية بمليارات الدولارات قد أحبطت بفعل الخلاف داخل فريقه التجارى، إذ لم يكن من الواضح أن المحادثات حددت طريقًا للنجاح.
وقال أشخاص شاركوا فى المحادثات، إن الاقتتال المستمر والتسابق للتأثير على الفريق التجارى الأمريكى، ساهم فى حرمان ترامب من تحقيق انتصار سريع فى أحد أهم الأمور بأجندته السياسية، إذ أن الانقسامات الداخلية العميقة انتقلت إلى كيفية وصف الفريق للاتفاق، وعرقلت التوقعات بشأن المرحلة القادمة من المفاوضات بين واشنطن وبكين.
وفى الوقت الذى أعلن فيه وزير الخزانة الأمريكى، ستيفن منوشين، الأحد، أن الولايات المتحدة ستعلق فرض رسوم جمركية على البضائع الصينية، مما يجعل الحرب التجارية "معلقة"، لكن الممثل التجارى للولايات المتحدة، روبرت لفتايزر، حزر بعدها بساعات الصينيين من أن إدارة ترامب ربما تفرض الرسوم الجمركية.
ووصفت "نيويورك تايمز" تلك التطوارات بأنها كانت نهاية مشوشة لعملية فوضوية كشفت عن فريق أمريكى ممزق بسبب الصراعات بدلا من أن يكون مسلحا بالتكتيكات والسياسة، مشيرة إلى أن مستقبل المفاوضات يقع على عاتق ويلبر روس، وزير التجارة البالغ من العمر ثمانين عاماً، والذى سيسافر إلى الصين خلال الأيام المقبلة لمحاولة التمسك بالالتزامات التى ثبت أنها بعيدة المنال فى مفاوضات الأسبوع الماضى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة