لماذا هاجم المتشددون "أسقف لندن" المصرى بعد صلاته بالزفاف الملكى؟.. "ميجان" مطلقة والكنيسة القبطية تحرم تزويج المطلقات.. وقساوسة يردون:"الأنبا انجيلوس مجرد مدعو وليس متمم لسر الزيجة وحضوره فخر لكنيستنا"

بملابسه الكهنوتية القبطية السوداء، التى تعكس انتمائه للكنيسة القبطية المصرية، ظهر الأنبا أنجيلوس أسقف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية بلندن، وهو يبارك الأمير هارى وزوجته الممثلة الأمريكية ميجان ماركل فى الزفاف الملكى الذى عقد منذ أيام بقصر وندسور بلندن، إذ قرأ الأسقف الصلاة الربانية على الحضور وبارك الزيجة بالصلاة للعروسين والدعاء لهم، وهو الأمر الذى أثار جدلًا واسعًا.

الأنبا انجيلوس ليس مجرد أسقف للكنيسة القبطية فى الخارج بل هو رئيس جمعية الكتاب المقدس العالمية، ولديه علاقات واسعة بالقصر الملكى البريطاني، وحصل عام 2015 وفى عيد ميلاد الملكة على وسام الإمبراطورية البريطانية للخدمات المقدمة للحرية الدينية الدولية بدرجة ضابط، وهو تكريم رفيع المستوى، كذلك فإن البابا تواضروس يؤكد أن الأسقف وثيق الصلة بالقصر حتى إنه تمكن من ترتيب لقاء للبابا والملكة إليزابيث ملكة بريطانيا إبان زيارة البابا للمملكة المتحدة قبل عامين.

حفل زفاف الأمير هارى وزوجته الممثلة الأمريكية ميجان ماركل

يعرف الأنبا انجيلوس أيضًا بانتمائه للتيار المسكونى (المحب للكنائس الأخرى) المجدد فى الكنيسة القبطية، فهو إلى جانب رعايته لشئون الأقباط المقيمين فى المملكة المتحدة فهو أيضًا يرأس مؤسسة "churches together " بستيفننج ببريطانيا وهى منظمة تجمع فى عضويتها عدد من الكنائس، ويتمتع اسقف لندن بعضوية مجلس الكنائس الأرثوذكسية بلندن وكان يديره حتى عام 2007، و يدير مؤسسة تسمى كنائس شبكة الأديان بلندن، ويعمل كمديرًا مشارك للمنتدى الإقليمى الكنسى الشرق أوسطى، لذلك فإن حضوره تلك المناسبة ليست أمرًا مستغربًا.

فيما يتعلق بأن العروس مطلقة، وأن الكنيسة القبطية لا تجيز زواج المطلقات، يقول القمص صليب متى ساويرس عضو المجلس الملى العام ومدرس القانون الكنسى بالكليات الكنسية، أن الأنبا انجيلوس كان مجرد حاضر من بين الحضور وتلا على العروسين الصلاة الربانية، فهو ليس من تمم سر الأكليل الذى أقامه قس بالكنيسة الانجليكانية البريطانية حسب طقوس وشريعة تلك الكنيسة، لذلك فإن حضور اسقف لندن القبطى لا يتعارض مع عقيدته الأرثوذكسية فى شئ ولا ينتقص منها.

ساويرس قال أن البابا نفسه يحضر صلوات فى كنائس أخرى مختلفة مع الأقباط فى الطقوس والإيمان ولكنها مجرد مشاركات بدافع المحبة ولا تعنى الموافقة على الإيمان والعقيدة وكذلك فعل الأنبا انجيلوس الذى قرأ الصلاة الربانية وتمنى للعروسين حياة سعيدة.

الأنبا أنجيلوس أسقف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية بلندن

أما إسحق إبراهيم الباحث فى شئون الأقليات الدينية يقول ،  أن الهجوم على الانبا أنجيلوس بسبب حضوره حفل زفاف الأمير هارى ومجيل ماركل غير مفهوم، مضيفًا: يفترض أن حضور أسقف الكنيسة الأرثوذكسية بإيبارشية لندن ومشاركته الصلوات الدينية مؤشر على علاقته الجيدة بالكنائس الأخرى وهو أمر واضح منذ سنوات ولديه علاقة جيدة برئيس أساقفة كانتربرى الذى يدير الكنيسة البريطانية.

وأشار إسحق إلى أن الانبا انجيلوس لا ينتمى للتيار المتشدد  الراجل أما موضوع مشاركته بالصلاة فى مراسم زواج سيدة مطلقة من كنيسة أخرى واعتبار أن ذلك جاء مجاملة للأسرة المالكة، فبغض النظر عن نية الأنبا أنجيلوس لكنه مؤشر على انفتاحه الفكرى وبإنه مهتم بالإنسان وليس بالنص وهو سلوك نريد أن نشجعه  علما بأن الكنيسة تسمح بزواج المطلقين فى حالات معينة تم التوسع فيها خلال السنوات الأخيرة

وتساءل اسحق مستنكرًا هل تريدون كنيسة محلية منعزلة أم كنيسة منفتحة ومؤثرة لها علاقات جيدة بالكنائس الأخرى؟ وهو ما يفعله الأنبا انجيلوس اسقف لندن.

كمال زاخر

فيما رأى كمال زاخر الكاتب القبطي، أن حضور الأنبا انجيلوس تلك المناسبة أمر يدعو للفخر فهو مؤشر على وجود الكنيسة القبطية ككنيسة عالمية فى المحافل الدولية وفى المناسبات الملكية معتبرًا الهجوم على اسقف لندن لمشاركته فى زواج مطلقة نوع من التشدد الذى يأتى فى غير محله فلا يخضع حضور الأعراس وقراءة الصلوات فيها لطقوس الكنيسة التى جاء منها المدعو بل للكنيسة التى ينتمى لها العروسين والتى اقيمت صلاة الاكليل فيها وهو ما تم فى حالة الزفاف الملكى.