صور.. القهوة العربية المشروب الرسمى بدواوين ومجالس سيناء فى شهر رمضان

الخميس، 24 مايو 2018 11:50 ص
صور.. القهوة العربية المشروب الرسمى بدواوين ومجالس سيناء فى شهر رمضان القهوة العربية السادة
شمال سيناء ـ محمد حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"القهوة العربية السادة" مشروب رسمى فى دواوين ومجالس قبائل بدو سيناء طوال ليالى رمضان، لا تتم مراسم التجهيزات لإفطار كل يوم دون إعدادها بهدوء على نار الحطب.

"الكيف الحلال يا ولدى" بهذه الكلمات لخص عيد حسين، مُسن تجاوز عمره الثمانين عاما، قيمة القهوة فى حياته، وواصل حديثه وهو يمسك بقوة تحدت إصابة يديه برعشة، يد إحدى دلال القهوة المتراصة أمامه، ويسكب فيها الماء، بقوله إنه فى مجلسه الكائن غرب العريش، حريص كغيره من أبناء البادية فى سيناء على صناعة القهوة كمشروب رسمى له ومن معه فى الديوان من أبنائه وأقاربه وضيوفه.

ولم يخف المسن البدوى، أن صناعة القهوة هى حرفته الوحيدة التى تمسك بها بعد أن فنى كل عمره كما يقول، لافتًا إلى أنه عندما كان صغيرا كان لقداسة مشروب القهوة أنه لا يستطيع تناوله فى حضرة كبار السن، وهو الآن يصنع القهوة يوميا قبل حلول موعد الأفطار بنحو ساعة، ويساعده الشباب بإشعال النار فى الحطب الذى يحضرونه، وتجهيز أدوات صناعتها، ويبدأ بتحميص حبوب البن، ثم طحنها فى الأداة المخصصة لذلك بمقدار ما يكفى " تلقيمة الليلة"، وغلى الماء على النار وإلحاق القهوة بها بمعايير محددة، ثم نقلها للدلال المخصصة لتسكب منها فى الفنجاينن وتقديمها للمشتاقين إليها.

واستكمل الحديث ماجد سليم المنصورى، وهو شاب من أبناء قبيلة السواركة، ومهتم بالحفاظ على تقليد صناعة وشرب القهوة فى مجلس كبير بجوار منزل أسرته الذى انتقلوا اليه، مؤخرا من جنوب الشيخ زويد ويقيم فيها مع أسرته بضواحى مدينة بئر العبد بتأكيده، على أن أبناء بدو سيناء مهما تقلبت بهم الظروف وانتقلوا من مكان لآخر لا ينسون عادات أصيلة تربوا عليها وتوارثوها حتى أصبحت إلزاما عليهم، ومن بينها صناعة القهوة العربية على الجمر فى المجلس كل يوم.

وقال المنصورى، إن القهوة العربية تتدلل طرباً مع غروب الشمس فى ديوان البدو "وهم يعتبرون أن رمضان ضيف عزيز لديهم، وله طقوس وتراث فى ديار البدو بألوان جميلة كجمع الأحبة والخلان والأهل، يسعهم مجلس بدوى بعبق الكرم والعادات والتقاليد فى حضرة القهوة سر جاذبية المكان، فالقهوة هى أسلوب ضيافة أصيل لدى البدو، وهى متوارثة عن الأباء والأجداد ومن ضمن العادات والتقاليد الأصيلة، فالقهوة هى رفيق البدو الدائم، هى الشىء الذى لا يمكن الاستغناء عنه فى المناسبات، لأنها تعتبر تجسيداً لكرم الضيافة، وعطراً للمكان ، وتجد النار مشتعلة و"القهوة" تفوح رائحة منها المحمص من الدلال النحاسية.

وأشار إلى أن مكونات مشروبها عندهم تتكون من بن القهوة وهيل وزعفران، إذ يضاف البُن إلى الماء المغلى، وتترك القهوة لتغلى حتى تصل لمرحلة الفوران، وتوضع جانبًا لدقائق ثم يوضع الهيل والزعفران فى الدلة، ومن ثم تسكب القهوة المغلية من دلة إلى أخرى، ومجازا يطلق على صانعها اسم " البكرجى"، الذى يكمل دوره بأن يقوم بوضع عدد من الفناجين فى يده اليمنى، والبكرج فى يده اليسرى، ثم يقوم بأخذ الدور من يمين المجلس.

ويعتبر من العيب عند البدو، أن تقدم القهوة باليد اليسرى، ويتوجب على "المقهوى" وهو من يقوم بتقديم القهوة أن يقدمها باليد اليمنى، وأن يتناولها الضيف باليد اليمنى، ثم يلف "المقهوى" مرة ..مرتان ..ثلاث.. وهناك مسميات لكل فنجان يقدم فى كل مرة من الثلاث مرات، وهى الفنجان الأول يسمى هيف ، والثانى كيف ، والثالث جلالة الضيف .. وإذا اكتفى الرجل هز فنجانه بيمينه فى المرة الأولى أو الثانية أى أنه اكتفى.

وقال محمد سالم أحد تجار الأدوات المنزلية فى مدينة العريش، الذى يخصص جانبا لبيع أدوات القهوة، أن زبائنه من أبناء القبائل البدوية فى شمال سيناء، لديهم اهتمام خاص بشراء " بكارج القهوة" ويفضلون من بينها النحاسية الأصيلة التى تتحمل قوة النار، وهذه تتم صناعتها فى ورش خاصة فى القاهرة يتم الاتفاق عليها وجلبها، وأدوات أخرى يتم إحضارها من دول الخليج والأردن وبيعها، لافتًا إلى أن النحاسين المصريين لديهم تفوق فى صناعة دلال القهوة أيضا.

وأضاف، أن "هناك دلال قهوة عادية ولها زبائنها، والدلال لها أحجامها، وعليها رسوم ونقوش تبرز زخارف إسلامية، كما أن هناك أدوات أخرى للقهوة من بينها أداة تحميص حبوب القهوة على النار، ولها يد طويلة تصل لنحو 40 سم ، وأداه " النجر" وهو إناء فيه يتم دق حبوب القهوة وطحنها بعد تحميصها، و"الميراده" وهو أداة من الخوص توضع فيه القهوة بعد طحنها لتبرد قليلا، و"المصفاة" وهو ما يتم عن طريقها تصفية المشروب ليخرج إلى الفنجان خاليًا من أى عوائق تذكر من مكونات القهوة وما يضاف اليها، إضافة لأدوات مساعدة، ومنها " الملقاط" أو "الماشى" وهو ما يتم عن طريقه تحريك الجمر حول دلة القهوة على النار، و"اللطوة" وهى أداة الإمساك بيد دلة القهوة الحارة منعا للسعة حرارتها.

2ef03b59-22b0-40e3-a01b-5e371aa5be15 (1)
 
7dbfb89f-6314-4bdd-bf64-157462eee905
 
500aefdf-7ce3-41d0-8231-febbd9293a23 (1)
 
ddbc1dd6-f054-422b-a645-607768a3d39e
 
f1ada18f-9c6d-4ecb-aab0-aa9c8d0e9355









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة