قال الدكتور خالد العامرى، نقيب الأطباء البيطريين، إن النقابة على يقين أن رئاسة الوزراء جادة فى تطوير ملف الطب البيطرى، إلا أن ذلك يتطلب وجود أطباء بيطريين فى الأساس، مشيرا إلى أنه تم وقف التعيينات منذ 1995 فى ظل وجود 5 كليات للطب البيطرى فقط، لافتا إلى أن الكليات أعدادها ارتفعت فى 2017 إلى 18 كلية للطب البيطرى دون تكليف، كما أنه من المنتظر أن يتم فتح كليتين إضافيتين للطب البيطرى ما يعد إهدارا للمال العام.
وأضاف العامرى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن عدد الأطباء البيطريين بلغ نحو 11 ألفا و145 طبيبا بيطريا فى 2016، يعملون فى الهيئة العامة للخدمات البيطرية، موزعين على 27 مديرية للطب البيطرى، تضم 263 إدارة بيطرية، و1746 وحدة بيطرية، و487 مجزرا، و307 مجازر دواجن، و8 حدائق الحيوان، وحديقة للأسماك، و5 مستشفيات بيطرية، لافتا إلى أن عددهم ينخفض إلى 7 آلاف فقط، خلال 7 سنوات لخروج بيطريين على المعاش، مشيرا إلى أن وحدات كاملة أغلقت أبوابها لأن البيطرى المعنى بها تمت إحالته للمعاش، ولا يوجد من يحل بديلا له.
8 بيطريين يفتشون على الأغذية فى القاهرة
وأوضح نقيب البيطريين، وجود 6 آلاف درجة مالية شاغرة، قائلا: المسابقة التى تم عملها من مجلس الوزراء أكدت أنهم فى حاجه إلى 6500 طبيب، تم تعيين 2165 بيطرى منهم منذ عامين، بعد تقسيمهم إلى 3 دفعات، ولم يتم استكمال الباقى، والآن أصبح هناك حاجة إلى أعداد أكبر لخروج بيطريين جُدد على المعاش، وأصبح لا يوجد بيطريين كافيين لإجراء عمليات التحصين، ولا يوجد وسائل مواصلات خاصة بهم لأداء عملهم"، لافتا إلى أن الأطباء البيطريين يعانون فى عددا من الوحدات من عدم وجود كهرباء أو مياه أو دورات مياه، بالإضافة إلى صدور لها قرارات بإزالة بعضها لأنها آيلة للسقوط ولم ينفذ، ووحدات خرجت العمالة بها للمعاش، وأصبح الطبيب البيطرى هو المسئول عن نظافتها، وأصبحت عهدته "المقشة والجردل".
وتابع: محدش سائل فى الأطباء البيطريين، ففى المستشفيات لا يوجد بيطرى يشرف على الأغذية واللحوم، وفى المجازر يواجهون خطرا دون أى حماية لهم أثناء عملهم، رغم تكرار حالات التعدى من الجزارين عليهم ووقوع إصابات بينهم، والعاملين بالعقود على صناديق المجازر بالشرقية، مرتباتهم لا تتعد الـ150 جنيه، ولا تصرف بانتظام، بجانب تحمل 8 أطباء فى محافظة القاهرة لمهام التفتيش على كافة محالات الأغذية واللحوم، و6 أطباء للتفتيش فى الجيزة، وعلى مستوى الجمهورية لا يتعد عدد المعنيين بالتفتيش عن 150 طبيبا بيطريا.
واستطرد: "وزارة الزراعة وهيئة الخدمات البيطرية، لا يوجد لديها حتى الآن قانون ينظم معامل التحاليل البيطرية، والعيادات البيطرية لا يتم منحها ترخيص من الهيئة، ويتم تركها للمحليات والتى تلزم الطبيب بأن تكون العيادة شقة فى الطابق الأول ولها مدخل خاص، وهو شرط تعجيزى، وبالتالى لا يتم استخراج التراخيص، وأصبح الأطباء البيطريين مش عارفين يفتحوا عيادات، بالإضافة إلى أنه لا يوجد لدينا قانون ينظم المستشفيات البيطرية، ولا يتم إصدار قرارات بترخيص مستشفى، ويتم منح التراخيص بفتح مجمع لعيادات بيطرية، أو عيادة بيطرية".
عجز شديد بأعداد البيطريين
فى سياق مُتصل، قال الدكتور على سعد على الأمين العام المساعد لنقابة الأطباء البيطريين، لـ"اليوم السابع"، لدينا نقص فى الأطباء البيطريين يصل إلى حد العجز الشديد، ووحدات تم إغلاقها، ووحدات تم تحميلها على أطباء بوحدات أخرى، والعاملين بالتحصينات أيضا عددهم قليل جدا، وإذا كانت وزارة الزراعة لا تشعر بذلك فإن ذلك يرجع إلى أن البيطريين تحملوا الشدائد، فرغم عدم وجود إمكانيات أو مقابل لكل طبيب يعمل منذ السابعة صباحا وحتى الخامسة مساء دون سيارة، يعملون بالتحصينات بمكافأة "ملاليم"، وذلك لشعورهم بأنهم يتحملون فى رقابهم اقتصاد دولة فى ثروة حيوانية، وأنه إذا تم ترك الأمراض تنتشر فأن ذلك سيؤدى إلى ارتفاع جنونى بأسعار اللحوم والدواجن.
وأكد على، أن الآن أصبح ما كان يقوم به 4 أطباء فى السابق يؤديه طبيب بيطرى واحد فقط. لافتا إلى أن المحلات والمطاعم والثلاجات التى يتم بيع وتداول اللحوم بها، لا يوجد بيطريين كافيين تستطيع مراقبتها والتفتيش عليها، مما أدى إلى انتشار الغش التجارى، وانتشار اللحوم المغشوشة، مضيفا:" لو الأطباء البيطريين ملهمش لازمة نغلق الكليات، بدلا من تخريج 5 آلاف بيطري سنويا دون إيجاد عمل لهم، وترك الساحة لغير المختصين للعمل فى التخصصات البيطرية".
التسمم الغذائى
واستنكر الدكتور يوسف العبد، عضو مجلس النقابة العامة للأطباء البيطريين، توقف التعيينات من 1995، مؤكدا أن المعينين بالجهاز الإدارى للدولة عدد ضعيف جدا لا يتماشى مع حجم الثروة الحيوانية والمشروعات التى تقوم بها الدولة، وبالتالى فإن الخطورة الأكبر أنه فى خلال عامين سيخرج أكثر من 4 آلاف طبيب للمعاش، ويتبقى 7 آلاف طبيب فى سن الشباب، قائلا: وبالتالى الأمراض الكثيرة المشتركة بين الإنسان والحيوان، والأمراض الفيروسية ستكون مشكلة قد تؤدى إلى اندثار الثروة الحيوانية فى مصر.
وأكد على ضرورة تفعيل دور الأطباء البيطريين فى مصر، بالتزامن مع انتشار التسمم الغذائى، لغياب دور الأطباء البيطريين فى الرقابة والتفتيش على اللحوم، مؤكدا أن 150 طبيب بيطرى يفتشون على الأغذية فى مصر، نسبة لا تعادل أن يكون بيطرى واحد لكل مليون مواطن، وهو ما يؤدى إلى تكرار حالات التسمم، مشيرا إلى أن الأطباء البيطريين خط الدفاع الأول للإنسان ضد الأمراض، وتفعيل دورهم سيقلل المصروف على العلاج بوزارة الصحة، ويمكن توجيهه لمشروعات استثمارية أكبر، بعد ضمان تقديم أكل صحى وسليم وآمن للمواطنين.
عدد الردود 0
بواسطة:
د/عبدالله جادالكريم محمد
عجز الاطباء البيطريين
العجز فى الاطباء البيطريين سيؤدى الى كارثه لايعلمها الا الله فى الاقتصاد القومى للبلاد ان لم يتم تداركها فى الوقت المناسب