أقيمت مساء أمس الخميس، الحلقة السادسة لملتقى الفكر الإسلامى الذى ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، بساحة مسجد الإمام الحسين رضى الله عنه، تحت عنوان "دور المرأة فى مكافحة الإرهاب وحماية الأسرة من التطرف".
وحاضر فيها كل من الدكتورة يمنى أبو النصر، والأستاذة وفاء عبد السلام، والأستاذة نيفين مختار، بحضور الشيخ عاصم قبيصي مدير عام المساجد الأهلية بالوزارة، والشيخ محمد أبو خشبة وكيل أوقاف القاهرة، والدكتور كمال أبوسيف مدير عام المتابعة الفنية بالوزارة ومنسق الملتقى، وعدد كبير من الواعظات، وقيادات وعلماء وزارة الأوقاف والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وجمع غفير من الحضور رجالا ونساءً، شبابا وشيوخا .
جاء ذلك فى إطار اهتمام وزارة الأوقاف بالتجديد، وضخ دماء جديدة فى المجال الدعوى، وإيمانا منها بدور المرأة فى المجتمع، وتأثيرها البالغ فى النشء، بناة المستقبل، وتحت رعاية الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف الذى وجه بضرورة مشاركة واعظات الأوقاف فى الملتقى الفكرى، إيمانًا بدورهن فى الدعوة إلى الله "عز وجل"
وفى كلمتها أكدت الدكتورة يمنى أبو النصر، أن المرأة هى نصف المجتمع، كما أنها المسئولة عن النصف الآخر، بما حباها الله ــ عز وجل ــ من دور محورى وفاعل فى حياة الأسرة، مشيرة إلى أن المرأة تقف مع الرجل جنبا إلى جنب فى الدعوة إلى الله عز وجل ومواجهة التطرف، موضحة أن وزارة الأوقاف بها العديد من الواعظات المتميزات اللاتى أصبح لهن العديد من المشاركات الدعوية وقنوات الدعوة إلى الله تعالى.
وأكدت "أبو النصر" أن المرأة تستطيع أن تقدم جيلا صالحًا للمجتمع، وأن الحوار الأسرى مع الأبناء يُحدث ما يُسمى بالسياج والحماية للأولاد، مطالبة الأسرة المصرية بغرس الانتماء وحب الوطن فى نفوس أبنائها، وزرع العادات والتقاليد والأخلاق الفاضلة المستمدة من كتاب الله ــ عز وجل ـ تحصينا لهم من الأفكار المتطرفة والهدامة .
وفي كلمتها وجهت وفاء عبد السلام الشكر والتقدير والعرفان للدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، على الجهود الحثيثة فى النهوض بالدعوة الإسلامية بمصر، وكان منها الدفع بالعديد من الواعظات للقيام بمهام الدعوة إلى الله ــ عز وجل ــ بالحكمة والموعظة الحسنة، حتى لا تُترك المساجد ودروس النساء الدينية لغير المتخصصات، مشيرة إلى دور المرأة كخط الدفاع الأول عن المجتمع، ودور الأم فى تحقيق السلام النفسى لأبنائها لحمايتهم من الإحباط والعنف الذى ينتهى بالإرهاب، واتباع الأفكار المتطرفة الهدامة.
كما أشارت إلى أن المرأة عليها أن تربى أبناءها على الحياء لا الخجل الذى يُفقد الثقة فى النفس، قائلة:" قدوتنا فى ذلك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) .. حيث قال سبحانه: "لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة".. وعلى ذلك فلابد وأن يجد الأبناء العقل الراجح من الأب والأم حتى يتوافر السلام النفسى للأسرة ككل".
وفى كلمتها تحدثت نيفين مختار عن دور المرأة كمربية ناجحة، وطالبت المرأة أن تصلح من فكر أبنائها وتقوم أخلاقهم تحصينًا لهم من الوقوع فى براثن الفكر المتطرف والمتشدد، كما طالبت النساء أن يعلمن أولادهن أن الإرهاب لا دين له، ولا وطن له ، مشيرة إلى مشكلة الكتائب الإلكترونية، موضحة أن ما يذاع ويبث بها من أخبار معظمها مغلوط، ولها توجهات سياسية باسم الدين استقطابًا للشباب والفتيات، لذلك فنحن في حاجة إلى الثقافة الإلكترونية تماشيًا مع روح العصر .
كما حذرت من تشويه صورة العلماء المعتدلين، وذلك عن طريق اقتطاع جزء من حديث العالم من باب "ولا تقربوا الصلاة"، فيتم تنفير الشباب والفتيات من العلماء المعتدلين، فلا يبقى لهم إلا أصحاب الفكر المنحرف والمتشدد، وعن صفات المربية الناجحة قالت: "لابد وأن تكون فى معية الله ــ عز وجل ــ وأن تكون ذات فهم مستنير فى الدين، تزرع فى أبنائها القدرة على السماع والحوار الهادف، وأن يكون عند المربية جانبا من الثقافة أو ما يعينها على فهم طبيعة وتفكير أبنائها".