دخل شهر رمضان الكريم على محافظة الأقصر، فى أجواء من الطقس شديد الحرارة، الأمر الذى يرهق العاملين فى المهن الشاقة التى تتطلب وجود نار، حيث يقول محمود أبو عمار الأسيوطى صاحب مخبز، مشددا على أنه برغم حالة الطقس الشديدة، إلا أنه والعمال فى مخبز مستمرون فى عملهم لأجل لقمة العيش الحلال، قائلا: "الصيام يجب أن يكون فى كل فصل من فصول السنة سواء الصيف أو الشتاء".
ويضيف محمود أبو عمار، صاحب مخبز لـ"اليوم السابع"، أنه يعمل فى تلك المهنة وداخل المخابز طوال العام منذ أكثر من 15 سنة، لكسب لقمة العيش الحلال، ويساعده يومياً فى مخبزه ما لا يقل عن 6 عمال من أبناء محافظة أسيوط داخل المخبز، مؤكدا أنهم تعودوا على حرارة الطقس الشديدة داخل المخبز الذى من الطبيعى أن يكون داخله الطقس حار للغاية.
ويؤكد محمود أبو عمار صاحب محل مخبوزات بالأقصر، أنه لتجنب تعرضه والعمال لأية متاعب خلال فترة الصيام بسبب درجات الحرارة، يتم توزيع العمل والخبيز على فترتين الأولى بعد صلاة التراويح بتوفير كل احتياجات المواطنين من فينو وحلويات مساءاً، والفترة الثانية تكون فجراً مع تحسن حالة الطقس وباقى اليوم يتم القيام بالبيع والشراء فقط بسبب درجات الحرارة التى تتعدى الـ45 درجة خلال الأيام الماضية.
فيما يقول ياسر الحظ أشهر بائع كنافة بمدينة إسنا، إنه يعمل فى تلك المهنة منذ 7 سنوات، ويقوم بتجهيز سرادقه الخاص فى رمضان لكى يستطيع كسب لقمة العيش الحلال، مؤكداً أن له زبائن خصوصيين يتوجهون إليه بصفة دائمة خلال رمضان لثقتهم فى منتجه البلدى المميز، موضحاً وخلال المواسم والمناسبات يقوم بالعمل فى مشروعات تدر عليه الرزق الحلال وتساعده فى شراء ملابس العيد والإنفاق على أسرته بصورة تليق بهم.
وأضاف أشهر بائع كنافة فى مدينة إسنا لـ"اليوم السابع": "هذا العام حالة الطقس ارتفعت بصورة كبيرة جدا وتتراوح يوميا من 42 لـ46 درجة وهو أمر صعب تماما للبيع والشراء خلال تلك الفترة، فيقوم بعمل الكنافة فى الصباح الباكر بكميات كبيرة وينتظر توافد الأهالى عليه بعد الظهر حتى المغرب، ثم يقوم ليلاً بعمل خبزة جديدة من الكنافة تساعده طوال الليل.
ويؤكد ياسر الحظ بائع الكنافة، أنه ينتظر أن يبتسم الحظ له ويعمل فى مهنة براتب شهرى ثابت ليستطيع الإنفاق على أسرته، مؤكداً أن حرارة الطقس بجانب غلاء الأسعار بصورة كبيرة خلال الفترة الماضية، أدت إلى قلة الزبائن الذين كانوا يتوافدون عليه يومياً لشراء الكنافة خلال شهر رمضان، وأنه حالياً ينتظرهم كل أسبوع أو كل 4 أيام لشراء ما يكفيهم.
كما يتوجه يوميا عمال الأجرة والصنايعية الذين يعملون باليومية، بعد انتهاء يومهم فى العمل وحتى قبل العصر فى رمضان، إلى نهر النيل للسباحة داخله لترطيب أجسادهم من الحر الشديد الذى يعانون منه خلال العمل نهارا، وكذلك يفترشون خلال شهر رمضان المبارك مختلف مساجد المحافظة والتى يتواجد داخلها مكيفات للهواء، وذلك للهروب من الحرارة الشديدة التى تسود المحافظة منذ انطلاق شهر رمضان المبارك ومازالت مستمرة حتى الآن.
كما يتواجد داخل مساجد محافظة الأقصر الصائمون وفى أيديهم المصاحف المتواجدة داخل المساجد المختلفة بالأقصر، فهى عادة يومية يقوم بها الآلاف من أبناء أرمنت وإسنا والطود والبياضية والقرنة والزينية والرزيقات وغيرها من مدن وقرى محافظة الأقصر، حيث يتوجه الآباء والأبناء لأداء صلاة العصر والتواجد داخل المسجد حتى قبيل آذان المغرب بدقائق معدودة.
وفى هذا الصدد يقول محمد إبراهيم على ابن مدينة أرمنت، أن المنازل أغلبها مبنية بالطوب اللبن والطوب الأحمر وارتفاع أسعار التكييفات يجعل الغالبية لا تستطيع شراؤها، فلذلك يتوجه الجميع إلى المساجد لقراءة القرآن فى آخر ساعتين قبل الآذان، وكذلك الترويح عن أنفسهم والاستراحة داخل المساجد المكيفة بتبرعاتهم وتبرعات الجيران بالمنطقة.
أما حسن أحمد عوض من أبناء مدينة إسنا، فيقول أن الطقوس الرمضانية كثيرة ومختلفة ومن أجملها، أن تدخل المساجد عقب صلاة العصر فتجد حلقات القرآن متواجدة فى كل مسجد، ويقوم أبناء المحافظة بتلاوة القرآن الكريم للنيل من روحانيات وجمال القرآن وثواب القراءة خلال شهر رمضان المبارك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة