تبنت الصين فى الفترة الأخيرة سلسلة من الإجراءات والخطوات الكبيرة لزيادة تعميق انفتاحها، خصوصا من خلال زيادة حجم الاستيراد من الخارج، ما يمثل بشارة للعالم وكذا الدول العربية التى يتزايد احتياج الصين لمنتجاتها، ومن خلال هذه الإجراءات عرف المنتج العربى طريقه إلى السوق الصينى.
وحسب بيانات صينية رسمية، نشرتها صحيفة "شينخوا"، بلغ إجمالى واردات الصين من الدول العربية 92.8 مليار دولار أمريكى فى عام 2017، بزيادة 32 % على أساس سنوى، متجاوزة وتيرة نمو الواردات الصينية من العالم البالغة 20.9% فى ذات العام.
ووصلت قيمة الورادات الصينية من مصر إلى 1.3 مليار دولار أمريكى بزيادة 142.59% على أساس سنوى، حيث بات البرتقال والفواكه الأخرى نقطة بارزة بين البضائع التى استوردتها الصين من مصر، وبلغ حجم الواردات الصينية من مصر 447 مليون دولار أمريكى، بزيادة 47.74 % على أساس سنوى فى الربع الأول من العام الجارى.
وبعد توسع احتياجات الصين للمنتجات العربية فى العام 2017، سجل حجم الواردات الصينية من الدول العربية وتيرة نمو متسارعة فى العام 2018 حيث استوردت الصين، بصفتها أكبر شريك تجارى للبنان، بقيمة 4.47 مليون دولار أمريكى من الأخير فى الشهرين الأولين، بزيادة 110.6 بالمائة على أساس سنوى.
ومع حلول الذكرى السنوية الأربعين لتطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح، تعهدت الصين بمزيد من الانفتاح حيث وعد الرئيس شى جين بينج خلال منتدى بوآو الآسيوى فى أبريل الماضى، بعدم توقف جهود الإصلاح والانفتاح والتمسك بالاقتصاد المفتوح، قائلا إن الصين لن تغلق أبوابها أمام العالم الخارجى.
وانطلاقا من هذا الوعد، لفتت الصين أنظار العالم باجراءات تحفيزية عديدة فى مجال الانفتاح، ما سيتيح فرصة سانحة للدول العربية أيضا. فبعد خفض الرسوم الجمركية لـ187 سلعة عام 2017، تواصل تخفيف الرسوم على المنتجات المستوردة، إذ أعلنت مؤخرا تخفيض الرسوم الجمركية على واردات السيارات وقطع غيارها اعتبارا من أول يوليو المقبل.
وفيما يتعلق باستيراد السيارات، فإن الرسوم الجمركية التى تبلغ نسبتها 25% المفروضة على 135 وحدة والرسوم الجمركية بنسبة 20% على اربع وحدات سوف تنخفض إلى 15%، بينما سيتم تخفيض الرسوم الجمركية على 79 وحدة من قطع غيار السيارات إلى 6% من المستويات الحالية التى تتراوح بين 8 و25%.
وكانت هذه الخطوة مسبوقة بإعلان الصين فى ابريل الماضي، إلغاء التعريفات الجمركية على بعض الواردات ومن ضمنها جميع أدوية السرطان اعتبارا من الأول من مايو لتلبية تعهدها بفتح السوق على نطاق أوسع، كما ستخفض الصين ضريبة القيمة المضافة على إنتاج الأدوية واستيرادها، ويقدر الخبراء بأن تخفض هذه السياسات أسعار الأدوية بنسبة 20% على الأقل، فيما ستساعد فى الحفاظ على نظام تجارى متعدد الأطراف مفتوح وشامل.
ومن خلال سلسلة الإجراءات المتخذة، يمكن ملاحظة أن زيادة الانفتاح الصينى ليس مجرد أقوال فقط؛ وإنما أمر تحول مباشرة إلى سياسات وإجراءات ملموسة على أرض الواقع.
ومن المقرر أن تقام الدورة الأولى لمعرض الصين الدولى للاستيراد فى مدينة شانجهاى شرقى البلاد فى نوفمبر المقبل حيث ستتمتع الصادرات الأجنبية بما فيها العربية بمزيد من الفرص فى السوق الصينية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة