"فى دولة حرة".. رواية للكاتب فيديادر سوراجبراساد نيبول، صدرت عام 1971، وفازت بجائزة مان بوكر للرواية الدولية، وبمناسبة مرور 50 عامًا على إطلاق هذه الجائزة فى 1969، تم إطلاق جائزة مان بوكر الذهبية للرواية.
وتقوم جائزة مان بوكر الذهبية للرواية، على اختيار 5 روايات سبق وأن فازت بجائزة مان بوكر للرواية الدولية، ويقوم كل عضو من أعضاء لجنة تحكيم الجائزة، وهم 5 أعضاء، باختيار رواية واحدة من 10 روايات تمثل عقدًا من الزمن، وجاءت رواية "فى دولة حرة" لتمثل فترة السبعينيات.
أما عن رواية "فى دولة حرة" فيقدم فيها الكاتب فيديادر سوراجبراساد نيبول، ف. س. نيبول، ثلاثة قصص منفصلة متصلة، كل قسم يتم وضعه فى عالم ما بعد الاستعمار فى ستينيات القرن العشرين، يربطهم عنوان الرواية المثير للسخرية كما يتبين من قراءة الرواية، ليطرح من خلاله سؤاله، وهو: هل نحن حقا فى دولة حرة؟.
وعبر رحلة يقوم بها أبطال الرواية، فى الدولة المستعمرة حديثا، يرصد ف. س. نيبول كافة أشكال التعذيب والمعاناة الإنسانية وسعى الأبطال الحثيث للوصول إلى حريتهم، إلا أن ما يكشف عنه السرد يحطم هذه الآمال.
وعبر رحلة بالسيارة فى أفريقيا. يقوم شخصان إنجليزيان مغتربان، بوبى، وليندا، يرصد الكاتب كافة أشكال الفوضى والعنف المتكرر فى بلد تم استعماره حديثًا؛ ليدور الحديث حول العديد من القضايا المتعلقة بالحريات، سواءً أكانت حريات أخلاقية أو جنسية.
ومن خلال الحوارات والنقاشات المطولة، يتبين مدى شعور "بوبى" بالاغتراب، وهو مواطن هندى، ترك وطنه هربا من المعاناة والعبودية، وسافر إلى واشنطن مع سيده بحثا عن حريته، إلا أن شعوره بالصدمة الثقافية يجعله يكتشف حريته غير المرحب بها، فلا يعرف ما ينبغى عليه فعله، إزاء شعوره بأن حريته محض خيال كما يقول: "رأيت بعد ذلك أن الانتصار الذى حصلت عليه لم يكن شيئًا".
هذا الشعور الذى يتملك "بوبى" يظهره الكاتب على أنه نتاج شعور داخلى للشخص نفسه، فهو المسئول الوحيد عن شعوره بالحرية منذ أن ترك الهند ووصل إلى واشنطن، فحالة التردد فى الوصول للحرية والوقوع فى أسر الإحساس بالعزلة والعبودية هو ما يفرضه على نفسه.
وبالانتقال إلى الجزء الأهم فى الرواية، وهو المعنى باسمها، ينتقل الكاتب إلى الرحلة التى تستغرق يومين بالسيارة، ومن خلالها يرصد أبطال الرواية أشد أنواع التعذيب التى يرونها، كما يرصد الكاتب نظرة أبطال الرواية إلى السكان الأصليين باعتبارهم متوحشين أو أسوأ من ذلك. فهم لا ينظرون أبداً إلى السكان الأصليين على أنهم متساوون معهم فى أى شىء.
وفى هذا الجزء من الرواية، يبدو الكاتب ف. س. نيبول كمن يختار قصصا معينة ويقوم بلصقها، ليصدر للقارئ وجهة نظر معينة، وهو الرأى الذى ذكرته العديد من المقالات التى كتبت عن هذه الرواية بعد فوزها بجائزة مان بوكر للرواية حينذاك، وكذلك القراء، من خلال تعليقاتهم على موقع "جودريدز".
فالآراء حول رحلة ف. س. نيبول، ركزت فقط على التقاط مظاهر التعذيب، مثل جولته داخل مصر، التى يتذكر خلالها حضارتها القديمة، ليقوم فيما بعد بربطها بما يرصده أو يتخيله فى النص من القسوة الإنسانية "العرضية" على حد وصفه، وذلك فى مشهد لرجل مصرى يضرب الأطفال بالسوط لبحثهم عن الطعام الذى يلقيه السياح الإيطاليون على الأرض، الأمر الذى جعل القراء يرون إلى أى مدى كان واضحا لهم فرض رؤية معينة مسبقة للكاتب داخل النص، الذى تم وصفه بأنه مقالات وليس رواية، وإصراره على أن الثقافات لن تغير من طبيعة القسوة والوحشية لدى الشعوب التى زارها بخياله فى روايته.
مع إعلان القائمة القصيرة لجائزة مان بوكر الذهبية للرواية، سوف يقوم القراء فى المملكة المتحدة، بالتصويت الإليكترونى على الرواية التى يرون أنها الأفضل للفوز بهذه الجائزة، وعلى الرغم من أن رواية "فى دولة حرة" سبق وأن فازت بجائزة مان بوكر للرواية، فى سبعينيات القرن العشرين، إلا أنها سوف تخضع لإعادة القراءة من قبل القراء، شأنها كباقى روايات القائمة القصيرة، ومن خلال التعليقات والتقييمات السابقة عليها، فمن المتوقع ألا تفوز بهذه الجائزة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة