فى البداية هل يؤثر عملك فى الأوقاف على عملك مبتهلا فى الإذاعة؟
لا يؤثر إطلاقا فأنا أذهب لأداء الابتهالات فى الإذاعة فجرًا، بينما عملى فى الأوقاف يكون نهارًا.
حدثنا عن بداية تعلقك بالابتهالات الدينية؟
والدى كان مقرئًا فى بلدتنا قرية الجندية بمحافظة المنيا، والقرى المجاورة، وكنت أذهب معه لتركيب الميكروفون، وأجربه حيث كنت أقول «الله الله الله»، ثم أتلو عددا من قصار السور، فأعجب الناس بى وكانوا يطلبون منى تلاوة القرآن إلى أن يحضر أبى، ثم التحقت بالأزهر الشريف وحفظت القرآن الكريم، وفى نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات كنت طالبا بالثانوية الأزهرية، وعضوا فى فريق الإنشاد بالمعهد، وكان شيخ المعهد يهتم بالفريق، وكنا نحيى جميع الحفلات التى تقام فى مركز بنى مزار، خاصة فى شهر رمضان، وفى التسعينيات أيضا سجلت 11 شريط كاسيت، وبالمناسبة من هنا جاء لقب الصعيدى، حيث أراد المنتج كتابة اسم تجارى على الشريط، فكتب جمال الصعيدى، وغضب منى والدى ومن بعدها لم أطلق على نفسى أى لقب شهرة، وحينما اعتمدت فى الإذاعة فضلت كتابة جمال السيد حسين.
وما الذى تعلمته من والدك؟
تعلمت على يد والدى القرآن الكريم والابتهالات، وكان ينصحنى بأن أتقى الله فى عملى قبل كل شىء، وأن أعلم أن صوتى هبة من الله يجب تنميتها بالسماع لكبار المبتهلين، وأنا أحب الاستماع للشيخ طه الفشنى وهو مثلى الأعلى.
الشيخ طه الفشنى كانت لديه بطانة يؤدى بها التواشيح.. فهل فكرت فى عمل بطانة والعودة لهذا الفن الجميل؟
زمن التواشيح كان زمنا عظيما وكانت له رجاله، لا يمكن عودته الآن، لأن الابتهال الآن أصبح أداءً فرديا، وصعب أن تجد مبتهلين يقبلون أن يعملوا فى بطانة زميل لهم، كما أن الظروف الآن لا تسمح بذلك فلا توجد أماكن، ولا وقت لدى المبتهلين لعمل بروفات للتواشيح.
ومتى تم اعتمادك فى الإذاعة؟
اعتمدت فى 13 ديسمبر 2003، ونصحنى البعض بالتقديم كمبتهل، لأن عدد المبتهلين قليل مقارنة بالمقرئين، وبالفعل تقدمت، وكان هناك 13 قارئا ومبتهلا فى الامتحان، وكنت آخر فرد فى الامتحان، وحينما دخلت وجدت أعضاء اللجنة يتأهبون للمغادرة، لأن كل الممتحنين رسبوا، وبدأت أقول: «إن الله وملائكته يصلون على النبى»، فأعجب الشيخ أبوالعينين شعيشع الذى كان عضوًا فى اللجنة وقتها، وطلب من الدكتورة هاجر سعد الدين، رئيسة اللجنة، أن تعتمدنى قارئًا، فرفضت: وقالت إن لديها عجز فى المبتهلين، لكن بفضل الله تقدمت مرة أخرى للاعتماد كقارئ للقرآن عام 2013، ونجحت فى الاختبارات، وأنا الآن أسجل القرآن الكريم.حدثنا عن مواقف لن تنساها مع الجمهور؟
هناك موقف لن أنساه حدث مع والدى، حين كنت طفلا لا يتعد عمرى 7 سنوات، وكان والدى يحفظنى القرآن الكريم، وتلعثمت فى الآية الكريمة «سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنسَى»، أكثر من مرة، فضربنى بقطعة خشبية فأصابنى فى يديى اليمنى، ومازال أثر الجرح موجودا حتى الآن، أما عن المواقف التى لن أنساها من الجمهور كانت حينما كنت أؤدى إنشادا مع فريق الإنشاد فى المعهد الدينى الثانوى، فى إحدى الاحتفاليات، وكان يحضرها الدكتور محمد على محجوب، وزير الأوقاف، وقتها، وكنا نؤدى بردة الإمام البوصيرى، وأثناء إنشادى كلمات: «سَيِّدُ الكَوْنَيْنِ وَالثَّقَلَيْــنِ وِالفَرِيقَيْنِ مِنْ عُرْبٍ وَمِنْ عَجَمِ»، فوجئت بأحد المستمعين يصعد المسرح، واحتضننى بشدة، وبعدها اختارنى وزير الأوقاف لافتتاحية ليلة القدر عام 1990 وتحديدا فى شهر إبريل، وبالفعل افتتحت الحفل أمام الرئيس محمد حسنى مبارك، وكانت أول مرة تذاع الاحتفالية على القمر الصناعى نايل سات، وأول مرة يقام الحفل خارج القاهرة، حيث أقيم فى مركز الشهداء بمحافظة المنوفية.
وهل شاركت فى احتفالات رسمية أخرى؟
بالفعل كنت أفتتح جميع احتفالات محافظة المنيا، وكان الدكتور عبدالتواب رشوان، محافظ المنيا، وقتها يرسل لى سيارة المحافظة إلى قريتى لأفتتح الاحتفالات والمؤتمرات بالمحافظة بتلاوة القرآن الكريم.كيف ترى وضع الابتهال الدينى فى مصر؟
حال الابتهالات والمبتهلين فى مصر لا يسر، فلم يعد هناك سميعة للابتهالات مثلما كان قديما، كما أن معظم المبتهلين الآن ليس لديهم ملكة الأداء والإحساس، فالابتهال ليس صوتا فقط، بالإضافة إلى أنه لم تعد هناك كلمات جديدة جيدة.ومن أين تستقى كلمات ابتهالاتك؟
أستعين بمؤلف خاص، كما أستعين بكلمات من التراث مما لم يسبقنى بها أى مبتهل.وكيف ترد على من يحرمون الابتهالات الدينية؟
هؤلاء حرمهم الله من نعمة الإحساس، فما الحرام فى الابتهالات، وأنا أصف فى ذات الله وملكوت الله، وأمدح سيد الخلق سيدنا محمد.ما طموح الشيخ جمال السيد حسين فى المستقبل؟
لدىّ طموح عام وهو أن يديم الله على مصر الأمن والأمان، لأننا بدون وطن ليس لنا قيمة، وطموح خاص، وهو أن أنتهى من تسجيل القرآن الكريم للإذاعة.