منظمة حقوقية تحذر: تطبيق دمشق قانون تنظيم عمرانى سيؤدى لـ"اخلاء قسرى"

الثلاثاء، 29 مايو 2018 12:55 م
منظمة حقوقية تحذر: تطبيق دمشق قانون تنظيم عمرانى سيؤدى لـ"اخلاء قسرى" سوريا -أرشيفية
(أ ف ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حذرت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية، اليوم الثلاثاء، من أن تطبيق قانون التنظيم العمرانى الجديد الصادر فى سوريا من شأنه أن يؤدى إلى "الإخلاء القسري" للمواطنين غير القادرين على إثبات ملكياتهم.

ويتيح القانون المثير للجدل والمعروف بتسمية القانون رقم 10، ووقعه الرئيس السورى فى أبريل، للحكومة "إحداث منطقة تنظيمية أو أكثر"، ما يعنى إقامة مشاريع عمرانية فى هذه المناطق، على أن يُعوَّض أصحاب الممتلكات بحصص فى هذه المشاريع إذا تمكنوا من إثبات ملكياتهم خلال 30 يوماً من إعلان هذه المناطق.

لكن فى سوريا التى شهدت منذ اندلاع النزاع تشريد أكثر من نصف السكان خارج البلاد وداخلها، يخشى خبراء ألا يتمكن الكثيرون من إثبات ملكيتهم لعقارات معينة، جراء عدم تمكنهم من العودة الى مدنهم او حتى الى سوريا كلها أو لفقدانهم الوثائق الخاصة بالممتلكات، وكذلك وثائقهم الشخصية. ويضاف الى ذلك عدم توفر الإمكانات المادية لديهم.

وأوردت هيومن رايتس ووتش أن "القانون يؤثر فى الواقع على حقوق الملكية ولا يقدم إجراءات محاكمة أو تعويض، ويصل حد الإخلاء القسرى بحق المالكين ومصادرة أملاك من لا يملكون حقوق ملكية معترف بها".

ووجدت المنظمة أن القانون لا يلاقى معايير العهد الدولى الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتى تتضمن "التشاور الحقيقى مع المتضررين؛ إشعار كافٍ ومتوقع لجميع الأشخاص المتأثرين قبل الموعد المقرر للإخلاء.."

وذكرت المنظمة "لا تتوافق فترة 30 يوماً المنصوص عليها فى القانون، فضلا عن الحق فى الطعن والذى وفقا للقانون لا يوقف تنفيذ الإخلاء، مع هذه المتطلبات"، مشيرة إلى أن عدم قدرة المعارضين "على تقديم مطالبهم يعنى عدم حدوث تشاور حقيقى".

وبحسب القانون، يجدر بالجهات المعنية إبلاغ المالكين وأصحاب الحقوق خلال مهلة شهر من تحديدها منطقة معينة سيتم العمل فيها. وخلال شهر من هذا الإعلان، يجدر بأصحاب الممتلكات أن يتقدموا مباشرة أو عبر وكيل بالوثائق التى تثبت ملكيتهم أو إثباتها عن طريق تحديد تفاصيل معينة فى حال غابت المستندات المطلوبة ،وفى حال لم يتمكنوا منذ ذلك، يفقدون ممتلكاتهم.

ولم يتمكن الكثير من النازحين او اللاجئين الفرار بأوراقهم الثبوتية وحتى جوازات سفرهم أو هوياتهم او أى فواتير قديمة أو مستندات تثبت ملكيتهم، واعتبرت هيومن رايتس ووتش أن القانون رقم 10 "يشكل عقبة كبيرة أمام العودة".

وقالت نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط فى هيومن رايتس ووتش لما فقيه "يُشكل القانون رقم 10 إضافة مقلقة إلى ترسانة الحكومة السورية من قوانين التخطيط العمرانى التى استخدمتها فى مصادرة الممتلكات، دون مراعاة الأصول القانونية أو التعويض".

وأضافت "تتحمّل الدول والمانحون الذين يدعمون إعادة الإعمار فى سوريا مسؤولية النظر فى العقبات التى يفرضها هذا القانون على عودة ملايين النازحين واللاجئين السوريين".

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة