تربى فى أسرة عاشقة لمديح رسول الله صلى الله عليه وسلم وآل البيت، والده هو عميد الإنشاد الدينى فى مصر والعالم العربى، فكان لذلك دور كبير فى تكوين شخصيته، وزرع محبة آل البيت ومدحهم فى قلبه، وتحدى رغبة والده فى ألا يكون من بين أبنائه من يرث مهنة الإنشاد الدينى، حتى أصبح أحد أشهر المنشدين الشباب.
فى حلقة جديدة من سلسلة «المدّاحون»، التقينا المنشد الشاب محمود ياسين التهامى، والملقب بفارس الإنشاد الدينى، الذى أخذ على عاتقه تطوير المهنة، فسعى لإنشاء نقابة الإنشاد الدينى والمبتهلين، بعد أن طور من نفسه، حيث عمل مع كبار الملحنين ودرس الموسيقى وتعلم بعض الآلات الموسيقية، إلى جانب دراسته اللغة العربية، مما أصقل الموهبة لديه إلى الحد الذى جعل التهامى الأب يتراجع عن رفضه عمل نجله فى مهنة الإنشاد والثناء عليه وعلى ما حققه وإلى نص الحوار..
فى البداية كيف ومتى جاءت فكرة تأسيس نقابة للإنشاد الدينى؟
- بدأت أفكر منذ عام 2007 فى عمل كيان للمنشدين، وكان والدى يرى صعوبة ذلك، ولكننى قدمت أوراق طلب إنشاء النقابة فى مجلس الشعب وبدأت أجمع صور بطاقات المنشدين، وهاجمنى الكثير ووقفوا ضد تأسيسها، وقبل إشهار النقابة بقليل فوجئت أن الإخوان والسلفيين يريدون عمل نقابة للإنشاد، فذهبت لوزير القوى العاملة وقدمت كل الأوراق التى تثبت أحقيتنا، فحاولوا مساومتى على أن يكون نصف أعضاء النقابة من الإخوان، لكننى رفضت وبالفعل رضخوا لمطالبنا، وتم إشهار النقابة كنقابة عمالية عام 2013، ونحن الآن نسعى لتحويلها إلى نقابة مهنية، غير أنه مازال الكثير يقف حائلا دون ذلك، وعلى رأسهم وزير الأوقاف، لأنه يخشى من أن يثور الدعاة ويطالبون بإنشاء نقابة لهم على غرار نقابة الإنشاد الدينى، حينما يتم اعتمادها نقابة مهنية.
وما هو دور النقابة فى إحياء هذا الفن؟
- أسسنا فى النقابة مدرسة للإنشاد الدينى، مقرها فى قصر الأمير طاز بالسيدة زينب، وهى مجانا لكل من لديه الموهبة ويريد أن يصقلها، حيث لا يدفع المتقدم للدراسة التى مدتها 3 أشهر سوى رسوم رمزية للاختبارات، ويحصل فى النهاية على شهادة ونقيم حفلا كبيرا لتخريج الدفعات، وأحيانا تمتد الدورة 3 أشهر أخرى لأننا لا نخرج أنصاف منشدين، وأود أن ألفت إلى أن هناك بعض المنشدين يقدمون كورسات إنشاد ومقامات بمبالغ تتراوح ما بين 3 و4 آلاف جنيه، لذلك هاجموا النقابة بعد عمل مدرسة الإنشاد، والمدرسة بها طلاب من دول مختلفة مثل لبنان واليمن، كما أن جامعة المهدى فى دولة السودان وقعت معنا بروتوكول لنقل تجربة مدرسة الإنشاد فى السودان.
هناك بعض المنشدين المخالفين والمتجاوزين فى الأداء.. هل سيكون للنقابة دور فى الحد من ذلك؟
- بمجرد أن يتم اعتماد النقابة مهنية، سيتم وضع قانون ينظم العمل وسيكون هناك لجنة لتقييم الأداء وعقوبات رادعة ضد المخالفين تصل للإيقاف، خاصة أن هناك بعض المنشدين يستخدمون الإنشاد الدينى فى نشر التشيع، حيث يقولون قصائد تدعو للتشيع ونحن بلد سنى، فيجب أن يكون هناك رادع لهم، وبإذن الله بعد اعتماد النقابة مهنية «هنقعدهم فى البيت».
وهل ترى أن الإنشاد الدينى يمكن أن يواجه التطرف؟
- الأفكار المتطرفة عبارة عن أفكار مغلوطة عن الدين الإسلامى على أنه دين عنف وأنه دين جاء بحد السيف، ولكن الإنشاد الدينى يرقق النفوس ويهذبها وينشر الروحانيات، ففى فى الوقت الذى يقول فيه المتطرفون إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نشر الإسلام بحد السيف نحن ننشره بالروحانيات والفن والسماحة، وأنا أرى أن الإنشاد الدينى الآن فى طفرة لم تحدث منذ السبعينيات، فالشباب بدأ يتجه نحو هذا الفن ويستمع إليه.
نشرت صورة على حسابك تجمعك بالموسيقار عمار الشريعى.. حدثنا عن العلاقة بينكما؟
- فى عام 1994 التقيت الفنان عمار الشريعى، ووجدته شيخًا إلى جانب كونه «موسيقار»، فقد سمعنى وأثنى على كثيرًا، وكنت وقتها أدرس الموسيقى فى «الكونسيرفتوار» وأدرس فى كلية اللغة العربية، فقال لى: «لن أعطيك ألحانا لأنك ملحن شاطر، ومن النادر أن أجد منشدا يدرس الموسيقى والمقامات».
البعض ينتقد احتكار الشيخ ياسين التهامى وأبناؤه ساحات موالد آل البيت؟
- نحن لا نحتكر الساحات، ولكن هل تعلم أن كل موالد آل البيت تمتد لأكثر من 5 أيام لماذا يريد هؤلاء المنتقدون أن يأخذوا اليوم الذى يأتى فيه الشيخ ياسين التهامى أو محمود التهامى، فأنا آتى يوم الثلاثاء ووالدى الأربعاء منذ 40 عامًا، والجمهور يأتى من جميع البلدان لسماع الشيخ ياسين فى هذا اليوم.
البعض يرى أن نجاحك كان بسبب شهرة الشيخ ياسين التهامى؟
- الموهبة لا تورث والشيخ ياسين التهامى، لن يتكرر، وكونى نجله فهذا مسؤولية على عاتقى، لأنه لا يجب أن أخطئ، فالناس تنظر إلى على أننى نجل التهامى، وأنا بفضل الله وبشهادة والدى استطعت أن أثبت ذاتى.
رسالة توجهها لشباب المنشدين؟
- يجب على المنشدين الشباب أن يتثقفوا روحيا وعلميًا وموسيقيًا، ولا يجب أن يكون المنشد صوفيًا لكن كلما كان مثقف روحيًا ووجدانيًا، أصبح أداؤه أقرب إلى القلوب.
حصلت على جوائز كثيرة فى مجال الإنشاد.. حدثنا عنها؟
- بالفعل حصلت على عدة جوائز، أبرزها لقب سفير الثقافة فى الوطن العربى من الرابطة الدولية للإبداع الفكرى والثقافى بفرنسا، وشهادات شرفية عليا من 7 دول تقديرا لجهودى فى نشر ثقافة السلام وإثراء الروحانيات من خلال الإنشاد الدينى، وحصلت على لقب أفضل شخصية عربية مؤثرة لعام 2016 ضمن تكريم أفضل 100 شخصية إنسانية، كما حصلت على درجة الدكتوراه الفخرية من المركز الثقافى الألمانى الدولى بلبنان، وتم تكريمى من الرابطة الدولية للإبداع الفكرى والثقافى بفرنسا، ومنحت لقب سفير الإبداع عام 2017، كما كرمتنى وزارة الشباب والرياضة للمشاركة فى تحكيم مجال الإنشاد الدينى لشباب الجامعات عام 2015، إضافة إلى تكريمى من الاتحاد العالمى لبيت العائلة المصرى الذى يشمل رؤساء جاليات 13 دولة أجنبية وعربية خلال انطلاق مؤتمره الأول فى مصر، كما كرمنى والدى الشيخ ياسين التهامى، عميد الإنشاد الدينى، عام 2014م نيابة عن جميع منشدى مصر والوطن العربى فى مهرجان نقابة الإنشاد الأول، لتأسيس أول نقابة فى الوطن العربى، وغيرها من الجوائز والتكريمات التى أفخر بها.
وما هو طموح فارس الإنشاد الدينى مستقبلاً؟
- الحمد لله أعطانى الله أكثر مما كنت أحلم، ومازلت أطمح لأن يصبح الإنشاد الدينى الفن الأول عالميا وتصنيفه كفن إنسانى، وأنا شاركت بثلاث أغانٍ مع الفنانة الأمريكية إليز ليبيك، وحصلت على جائزة الجلوبال ميوزك أوورد، واختيرت كأفضل ألبوم لعام 2017م.