من بين حكايات الغرام التى ربطت بين نجوم الفن والأدب، كانت قصة غرام الأديب الكبير الراحل عباس محمود العقاد، بالفنانة الكبيرة مديحة يسرى، والتى غابت عن عالمنا أمس الثلاثاء عن عمر ناهز 97 عاما.
وتناول العديد من الفنانين والكتاب والنقاد، تفاصيل هيام العقاد عشقا بمحبوبته السمراء "هنومة" أو كما يعرفها الجمهور مديحة يسرى، فبحسب كتاب "أعلام الأدب العربى المعاصر" للكاتب محمد الهوارى، فإن العقاد كان فى حياته ثلاث قصص حب هى الأديبة مى زيادة، وسارة وهى فتاة لبنانية تدعى "أليس داغر" وهى بطلة روايته الشهيرة "سارة"، والنهاية كان مع موعد مع علاقة أخرى عنيفة، فقد جمعته الصدف عام 1940، مع ممثلة ناشئة فى العشرين من العمر تدعى "هنومة خليل"، فوقع فى حبها رغم فارق السن الكبير بينهما، واختلاف المشاعر، لأنها كانت تنظر إليه بإعجاب بينما هام بها حبا، مع أنه كان يعرف أن هذا الحب لن يكتب له الاستمرار، فقد أصبحت نجمة مشهورة، ثم تزوجت عند أول فرصة من زميل لها فى التمثيل وتركت العقاد يصارع مشاعر الخيبة والألم.
وكانت البداية التى لا يعرف عنها الكثير، بدأت بعدما نشرت مديحة صورتها فى إحدى المجلات المصرية كوجه فنى جديد عام 1939، وقد رأى العقاد الصورة، وظلت متعلقة بذهنه حتى أن أحد تلاميذه أكد له أنه يعرفها، فطلب منه باندفاع العاشق أن يحضرها إلى صالونه الأدبى الأسبوعى، وأغدق عليها بعطاء فكر وأدبى كبير، وفتح أمامها أبواب من العلم والمعرفة، حتى أنه يقال إن العقاد الذى كان عازفا عن الزواج، وقع فى غرام تلك الفتاة التى لم تكن تعدى سنها العشرين عاما، بينما هو رجلا فى الخمسين من عمره.
الناقد الكبير طارق الشناوى، ذكر فى مقال له نشر بعنوان "مديحة يسرى وقصة حبها للعقاد"، على لسان الفنان التشكيلى الكبير صلاح طاهر أن الحب الحقيقى للعقاد هى نجمة سينمائية سمراء، بدأت حياتها كمسئولة عن مكتب الكاتب الكبير، ووقع فى حبها وكانت هى تريد الاتجاه للتمثيل، وهو يرفض، حتى جاءت الفرصة فغادرت مكتبه وحياة العقاد، لكن الأخير لم ينسها ولم يكن يستطيع النوم، فلم ينقذه سوى صديقه الذى رسم له لوحة عبارة عن تورتة كبيرة تحوم حولها الحشرات، وضعها العقاد فوق سريره مباشرة، فكلما دخل الغرفة نظر إليها وتأملها قبل أن يستسلم للنوم.
ورمز صلاح طاهر إلى هذه النجمة بالتورتة أما الحشرات فهو المجال الفنى الذى تكاثر حولها، وكان صلاح طاهر أراد أن يجعلها بقدر ما هى مرغوبة فهى أيضاً مستحيلة ولم تكن هذه الفنانة سوى مديحة يسرى.
ويقال أن العقاد، كان كلما ينظر لتلك اللوحة يقول: "وبكيت كالطفل الذليل أنا الذي/ ما لان في صعب الحوادث مقودى".
وذكر الشناوى حينها أن الفنانة مديحة يسرى لا تنكر فى أحاديثها حب العقاد لها وتذكر الكثير من أشعاره التى كتبها عنها إحدى تلك القصائد تناولت كوفية ومعطف كانت قد نسجتها له على "التريكو".