طالب وزير الخارجية والمغتربين الفلسطينى رياض المالكي، الولايات المتحدة الأمريكية أن تعلن دعمها لحل الدولتين، وأن القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، وأن موضوع الحدود يحسم بالتفاوض بين الجانبين طبقا لحدود الرابع من يونيو1967.
جاء ذلك خلال لقاء المالكى اليوم الأربعاء، مع وزير الدولة البريطانى لشؤون الشرق الأوسط اليستير بيرت لبحث العلاقات الثنائية، وتطورات الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط وعلى الساحة الفلسطينية.
وأكد المالكى أهمية تكثيف الجهود الدولية لاستئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، استنادا إلى المرجعيات الدولية المعتمدة ومبادرة السلام العربية، مؤكدا أهمية الدور البريطاني.
وعرض المالكى تطورات الأوضاع فى غزة وأهمية التوصل إلى حل سياسى يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية ووحدة وأمن التراب الفلسطيني.. وتناول الحديث بين الجانبين جهود إعادة إعمار غزة وضرورة المساهمة فى هذه الجهود للتخفيف من الأوضاع الإنسانية والاقتصادية الصعبة التى يعيشها سكان القطاع.
واستعرض المالكى العبء الكبير، الذى تتحمله الحكومة الفلسطينية فى ظل صمت المجتمع الدولي، على ما ترتكبه إسرائيل من جرائم وممارسات احتلالية استعمارية استيطانية فى الأرض الفلسطينية، وعلى رأسها القدس الشرقية المحتلة.. لافتا إلى ضعف الاقتصاد الفلسطينى بسبب ممارسات إسرائيل وسيطرتها على معظم الأراضى الفلسطينية وحصارها لقطاع غزة.
وشدد الجانبان على أهمية تكثيف الجهود الهادفة لتحقيق هدنة دائمة ومستمرة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، لتجنيب القطاع مآسى الحروب الثلاثة الماضية، خاصة وأن كل الأوضاع هشة بما فيه الكفاية، كما شدد الطرفان على ضرورة رفع الحصار المفروض على قطاع غزة.
وناقش الجانبان الدور الأمريكى فى عملية السلام والخطوات التى قامت بها الولايات المتحدة، وعلى رأسها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، والجهود التى بذلها المبعوث الأمريكى لعملية السلام فى الشرق الأوسط.
وأعرب بر بيرت عن تقدير بلاده ودعمه للدور المهم الذى تلعبه القيادة الفلسطينية لتحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة، ودورها فى عمل كل ما يلزم لتحسين وتقديم الخدمات للمواطنين الفلسطينيين على الرغم من الأوضاع الاقتصادية الصعبة التى تعانى منها السلطة الفلسطينية.. مشددا على تمسك بلاده بتحقيق حل الدولتين عن طريق التفاوض، وأن تكون القدس عاصمة للدولتين الإسرائيلية والفلسطينية، وذلك لإنهاء الصراع فى منطقة الشرق الأوسط، مؤكدا أن بلاده لن تقوم بنقل سفارتها إلى القدس.
كما أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية بأشد العبارات التصعيد الإسرائيلى الخطير ضد أبناء الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، واعتبرته امتدادا للعدوان الشامل والمستمر على قضية الشعب الفلسطينى وحقوقه الوطنية العادلة والمشروعة، وحلقة جديدة من المخططات والمؤامرات التى تحاك بهدف تصفية القضية الفلسطينية تحت مُسميات وشعارات مختلفة.
كما أدانت الخارجية الفلسطينية، فى بيان اليوم الأربعاء، حملة التحريض العنصرية المتطرفة التى عبر عنها أركان حكومة اليمين فى إسرائيل، بدءا من رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ووزير جيشه افيجدور ليبرمان، مرورا بوزير ما يسمى بالأمن الداخلى جلعاد أردان، والوزيرة المتطرفة اييلت شكيد، وانتهاء بالوزيرين يوفال شتاينتس ويسرائيل كاتس، وغيرهم من المسؤولين الإسرائيليين، الذين طالبوا صراحة بتكثيف الاغتيالات والاجتياحات لقطاع غزة وإعادة احتلاله وتدميره، فى تصريحات ومواقف غير مسؤولة وعنصرية تعكس عقلية الإرهاب التى تسيطر على مفاصل الحكم فى إسرائيل.
واستهجنت الوزارة صمت المجتمع الدولى على هذا العدوان الوحشى والتصريحات العنصرية العنيفة التى تهدد أبناء الشعب الفلسطينى العُزل فى قطاع غزة بالقتل، معبرة عن سخريتها من "التحرك السريع" لسفيرة الحقد الأمريكى "نيكى هيلي" على مستوى مجلس الأمن لحماية المعتدى الإسرائيلى والدعوة إلى معاقبة الضحية.
وقالت الخارجية الفلسطينية أن هذا الموقف الأمريكى المنحاز والمساند للاحتلال وجرائمه يشكل استخفافا بمجلس الأمن، خاصة أنه يأتى بعد أسابيع قليلة من الموقف الأمريكى الذى أجهض صدور بيان عن مجلس الأمن يدين قتل أكثر من 120 شهيدا و4000 جريح برصاص القناصة الإسرائيليين أثناء مسيرات العودة السلمية على حدود قطاع غزة، وهو ذات الموقف المتحفز دائما للدفاع عن الاحتلال وجرائمه فى الأمم المتحدة ومنظماتها ومجالسها المختلفة، فى خروج فاضح ومستمر على القوانين والشرعية الدولية والقيم والمبادىء الإنسانية.
وأضافت الوزارة أن الولايات المتحدة الأمريكية تصر مجددا على أنها الحارس والحامى للاحتلال الإسرائيلى وجرائمه ما دام الفلسطينى هو الضحية، فى حين تنتفض دفاعا عن إسرائيل عبر ممثلتها فى الأمم المتحدة التى تقوم بدورها كسفيرة للاحتلال وأيديولوجيته الظلامية المتطرفة.
وأكدت "الخارجية والمغتربين" أن العدوان الإسرائيلى الشامل على الشعب الفلسطينى فى الضفة والقطاع، دليل على حاجة شعبنا الماسة للحماية الدولية، وتأكيد على صحة التوجه الفلسطينى الكويتى إلى مجلس الأمن، للمطالبة بتوفير الحماية الدولية لشعبنا فى وجه الاحتلال وجرائمه وبطشه.
من جانبه أدان بشدة متحدث باسم الخارجية الألمانية الهجمات على إسرائيل عند حدود غزة قبل اجتماع نتنياهو مع ميركل يوم الاثنين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة