أعلنت الأكاديمية السويدية، اليوم الجمعة، عدم منح جائزة نوبل للآداب 2018، حسبما أفادت وكالة رويترز للأنباء، وجاء ذلك عقب الاجتماع الثانى للأكاديمية.
وترجع القصة إلى حركة "أنا أيضا" التى كشفت عن شهادات لـ18 امرأة تعرضن للتحرش الجنسى والاغتصاب من قبل رجل من أصل فرنسى يدعى جون كلود أرنو، متزوج من الشاعرة والكاتبة المسرحية كاترينا فروستنسن، وهى عضو فى الأكاديمية السويدية، بما فى ذلك أعضاء الأكاديمية وزوجاتهم وبناتهم.
وتوالت بعدها الأنباء بداية من استقالة ثلاثة أعضاء من الأكاديمية، وصولاً إلى استقالة الأمينة الدائمة لجائزة نوبل للآداب سارة دانيوس، على خلفية الواقعة السابقة، الأمر الذى دفع الأكاديمية لفتح تحقيق داخلى.
وبحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية، فإن الأكاديمية السويدية أنهت علاقتها مع زوج الشاعرة كاتارينا فروستنس، وقطعت مساعداتها لدار المعارض والعروض الفنية التى يديرها فى استوكهولم، وتشكل مقصدًا للنخب الثقافية السويدية، إضافة إلى أنها فتحت تحقيقاً داخلياً فى هذه الأزمة.
وقال أحد أعضاء الأكاديمية السويدية المستقيلين وهو بيتر إنجلوند، "إن المسألة أثارت انقسامًا عميقًا فى أوساط الأدب والشعر فى هذا البلد الاسكندنافى الذى تحوى محفوظاته أسرار نوبل منذ انطلاق هذه الجائزة العريقة"، كما كشف العضو المستقيل، فى رسالة بعث بها إلى صحيفة "أفتونبلاديت" السويدية، "مع الوقت، ظهرت بوادر شقاق لا يكف عن التوسع"، مشيراً إلى أن الأمينة الدائمة سارة دانيوس التى خلفته عام 2015 تواجه انتقادات داخلية "غير مبررة".
وأشار عضو الأكاديمية السويدية أندرس أولسون إلى أن الاستقالات جاءت عقب تصويت أفضى إلى تجديد الثقة من أكثرية أعضاء الأكاديمية فى كاتارينا فروستنسن، زوجة الرجل المعنى بأزمة التحرش والاغتصاب.
وأعلن الأعضاء الثلاثة قرارهم عقب الاجتماع التقليدى للأكاديمية يوم الخميس 5 أبريل الجارى فى مطعم باستوكهولم، وقال اسبمارك، "ببالغ الحزن، بعد 36 عاماً من العمل فى الأكاديمية بينها 17 بصفتى رئيساً للجنة نوبل، أرى نفسى مضطراً لاتخاذ هذا القرار، بما أن أعضاءً بارزين فى الأكاديمية يضعون الصداقة قبل المسؤولية والنزاهة، فأنا لم أعد قادراً على المشاركة فى الأعمال".
وفى نفس السياق، وصف أوسترجرين ما حدث بـ"خيانة لمؤسس الأكاديمية الملك جوستافو الثالث فى 1786 ولحاميها الكبير" والمخترع السويدى ألفرد نوبل الذى أورث المؤسسة جزءاً من ثروته.
من ناحية أخرى، أوضحت سارة دانيوس أنه على الرغم من أن الأكاديميين الثلاثة يتمتعون بعضوية دائمة، ولا يخول لهم الاستقالة، إلا أنه سيعاد النظر فى القواعد بغية السماح بهذه الخطوة، لافتة إلى أن هذه الاستقالات "محزنة جداً، لكننى أتفهم وجهة نظرهم"، موضحة أنها فكرت شخصياً بالتنحى عن منصبها، وهو ما حدث بالفعل بعد أيام من تصريحاتها.
لم تمر أيام على هذه الواقعة حتى استقالت الشاعرة والكاتبة المسرحية كاترينا فروستنسون من الأكاديمية السويدية المانحة لجائزة نوبل للآداب، بعد اتهام زوجها بالتحرش، بعدما خضعت لضغوط ومناشدات من ملك السويد ورئيس الوزراء ورئيس الجائزة لإنهاء الأزمة فى الأكاديمية السويدية من أجل مصلحة البلاد.
الملك كارل جوستاف السادس عشر لم يكتف بالمشاهدة، وهو الراعى الرسمى للجائزة، وقرر ملك السويد تغيير اللوائح السرية للأكاديمية السويدية التى تختار الفائزين بجائزة نوبل للآداب، حتى يتسنى انضمام أعضاء جدد بعد خلاف دفع عدداً من الأعضاء للاستقالة، وقال الملك كارل جوستاف السادس عشر فى بيان، "أعتزم تغيير لوائح الأكاديمية السويدية لتوضيح أنه يمكن ترك الأكاديمية بناءً على طلب العضو".
ويبدو أن تدخلات الملك أدت إلى سرعة إعلان نتيجة التحقيقات التى تجريها الأكاديمية السويدية، وقالت الأكاديمية فى بيان لها فى 20 أبريل الجارى، إن اتهامات بسوء سلوك جنسى وجهت لشخص متزوج من إحدى عضوات الأكاديمية، وأثارت جدلا واسعا داخل الأكاديمية التى تحيط نفسها بالسرية، لم تكن معروفة على نطاق واسع داخل المؤسسة، ومع التحقيق فى قضية سوء السلوك الجنسى المرتبطة بجون كلود أرنو، وهو مصور وشخصية ثقافية شهيرة، ظهرت مزاعم أيضاً بأن هويات فائزين سابقين بالجائزة انكشفت مسبقا.
وأتمت الجهة المانحة لنوبل "أن التحقيق أثبت أيضاً ارتكاب الرجل "سلوكا غير مقبول"، لكن الأمر "لم يعرف بشكل عام" داخل الأكاديمية، وقالت إن التحقيق سيحول إلى وكالات إنفاذ القانون".