"الحلقة15"..سرقة المساعدات الغذائية وانتهاك الأعمال الإغاثية باليمن..الحوثى متورط والمنظمات الدولية متهمة بالتواطؤ..مسئولة بالإغاثة:الشعب جاع..المنظمات ترد: استمرار الصراع يصعب مهمتنا..والوضع فى الحديدة الأسوأ

الأحد، 06 مايو 2018 11:00 ص
 "الحلقة15"..سرقة المساعدات الغذائية وانتهاك الأعمال الإغاثية باليمن..الحوثى متورط والمنظمات الدولية متهمة بالتواطؤ..مسئولة بالإغاثة:الشعب جاع..المنظمات ترد: استمرار الصراع يصعب مهمتنا..والوضع فى الحديدة الأسوأ اليوم السابع فى اليمن
رسالة اليمن- إيمان حنا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إيمان حنا
 
 

 

 

ـ أين تذهب مساعدات الشعب اليمنى؟ ..أهل اليمن لا يحصلون على الإغاثات المخصصة لهم !!

 

ـ يمنيون: الأسر العالقة بمناطق الاشتباك تموت جوعًا..وأهل الحديدة: الرُضع ماتت من نقص اللبن

 

 

ـ انتهاكات العمل الإنسانى.. 16 واقعة اعتداء على منظمات أممية.. وعاملون بالإغاثة: نحن معرضون للموت كل لحظة..الحوثى ينهب قوت الغلابة والشعب جاع..هناك مناطق لم تصلها مساعدات منذ بداية الحرب

 

 

ـ 13

منظمة تعمل باليمن تندرج تحتها 34 منظمة فرعية أوروبية و20 منظمة مجتمع مدنى

 

 

ـ إحصائيات "العليا للإغاثة": احتجاز 65 سفينة ( 2015 ـ 2018) وتفجير 4 شاحنات.. و565 قافلة غذائية تعرضت لانتهاكات

 

 

ـ "العليا للإغاثة": الحوثيون سرقوا 13815 سلة غذائية..وشهود عيان: الإغاثات تباع بالسوق السوداء..

 80% من إغاثات الأمم المتحدة تصل عن طريق ميناء الحديدة

 

ـ المنظمات الدولية ترد..«اليونيسف»: استمرار الصراع يصعب مهمتنا..و"العالمى للأغذية": 8 ملايين نسمة هم الأكثر احتياجاً

 

 

ـ وزير الإدارة المحلية رئيس "العليا للإغاثة": 22 مليون يمنى بحاجة إلى إغاثات..«الحديدة» بها أكبر مخزن للغذاء العالمى وتعانى المجاعة

 

ـ "الحديدة" كارثة إنسانية نازحوها بلغوا 3 ملايين منهم 6 آلاف فى عدن بدون مخيمات

 

ـ منظمات حقوقية: أكثر من 10 ملايين طفل يمنى يحتاجون رعاية طبية

 

 

 
 

الإغاثات فى اليمن، إشكالية كبيرة، فالمبالغ المرصودة لها، سواء من المجتمع الدولى أو المنظمات الإقليمية ضخمة للغاية، بلغت العام الماضى إلى 2.1 مليار دولار.

إذا قارنت هذه المبالغ المالية بأوضاع اليمنيين ستجد فجوة كبيرة، وبناءً على آراء عديدة رصدناها من قطاعات مختلفة عشوائية  بـ5 محافظات، فإن كثيرا من اليمنيين لا تصلهم إغاثات، وأكدوا أن الحوثى يحتجزها ولا يسلّم أى جزء منها لغير أتباعه، وعندما بحثنا تفاصيل الأزمة وجدنا ـ على سبيل المثال ـ أن حوالى 80% من المعونات تصل للحوثيين من المنظمات الدولية، عبر ميناء الحديدة فى الوقت الذى تعانى فيه هذه المحافظة من مجاعة كبيرة.

هناك مناطق عدة على حافة المجاعة، بل فى الحديدة توجد مجاعة بالفعل، وفى لحج تحاصر أمراض سوء التغذية الأطفال، كما أن هناك أسر تنام ليالى بدون طعام، فى المخيمات والشوارع والمنازل والمستشفيات بمختلف المناطق.

الفجوة الكبيرة بين أرقام الإغاثات المعلنة، والوضع على الأرض يطرح عدة تساؤلات: أين تذهب أموال الإغاثات؟ وما قنوات مرورها وآليات توزيعها؟

 
 
 
 
 
التحالف مستمر فى تقديم الدعم الغنسانى للشعب اليمنى
التحالف مستمر فى تقديم الدعم الإنسانى للشعب اليمنى
 
 

كما أن القوافل الإغاثية تتعرض لاعتداءات، تتنوع بين الاحتجاز لتحصيل إتاوات أوالسرقة، وبيعها فى السوق السوداء، بالإضافة للمخاطر التى يتعرض لها العاملون بتلك المهمات الإنسانية، آخرها مقتل حنا لحوج بمنظمة الصليب الأحمر.

 
 
 
 

هناك 65 سفينة تم احتجازها خلال الفترة من 2015 حتى 2018، طبقًا لإحصائيات اللجنة العليا للإغاثة، وخلال الفترة نفسها تم الاستيلاء على 615 شاحنة إغاثية وتفجير 4 منها، بالإضافة إلى 16 واقعة اعتداء على منظمات أممية والعاملين بها، تنوعت بين القتل والخطف وإغلاق المكاتب، وتركزت الانتهاكات بصنعاء وتعز ثم الحديدة وإب.

 
أزمة الغذاء إحدى الأزمات التى يعانيها اليمنيون
أزمة الغذاء إحدى الأزمات التى يعانيها اليمنيون
 
 

أعلنت الأمم المتحدة أن الاحتياج الإنسانى فى اليمن لهذا العام 2.96 مليار دولار، تم تحصيل 2.1 مليار منها بينما تعهدت الدول بالمبلغ الباقى..فكيف يتم توزيع هذه الأموال؟ وما ضمانات وصولها لمستحقيها؟

 

من جهة أخرى، فإن المنظمات الدولية متهمة بتسليم الإغاثات للحوثيين الذين يسرقونها ويقومون ببيعها فى السوق السوداء، وطبقًا للجنة العليا للإغاثة اليمنية، فإنه خلال ثلاث سنوات منذ 2015 إلى 2018، تمت سرقة 13815 سلة غذائية، وتاجروا بها وشهود عيان أكدوا أنها تباع وعليها «لوجو»  المنظمة التى قامت بتوزيعها، فلماذا تستمر المنظمات الدولية فى منحها للحوثيين إذن؟

وقائع رصدناها من لقاءاتنا مع الأهالى والعاملين بالإغاثة، وأسئلة عديدة طرحناها على المسؤولين بعدة قطاعات وعلى منظمات الإغاثة الدولية والمحلية..

اليمنيون يموتون جوعاً!

عدد من اليمنيين أكدوا أنهم لا يصلهم شيئا من تلك المساعدات، فخلال رحلتنا إلى تعز أكدت ـ ناجية محمد ـ أنها لا تجد من يسدد احتياجاتها، فهى تبلغ من العمر 60 عامًا، تعانى أمراضا بالقلب والكلى، تذهب إلى مستشفى الثورة، فلا تجد علاجا، وفى النهاية ظلت بمنزلها تنتظر من يطرق الباب ليساعدها، سألناها هل يأتى أحد من منظمات الإغاثة لتقديم الأغذية أو الأدوية إليها، فأجابت: «لا نرَ أحدًا، فقط بعض الجيران يعرفون ظروفى ويمررون علىّ الطعام كل عدة يوم».

 

 
معاناة اليمنيين عرض مستمر
معاناة اليمنيين عرض مستمر
 
 

أسر عالقة لا تصلها الإغاثات !

فى تعز أيضًا أسر عالقة بمناطق الاشتباك مع الحوثى يموتون جوعًا، فالمنظمات لا يمكنها الوصول لهذه المناطق، هذا ما أكده لنا محمود بدر، مقيم بتعز.

يقول محمود، فى المناطق القريبة من الاشتباك مع الحوثيين قد لا نستطيع الخروج من المنازل لأيام بل أسابيع فنجبر على البقاء داخل منازلنا، ولا تصلنا الإغاثات التى تعيننا على الحياة!

مرارة العيش دون أبسط الاحتياجات تستطيع أن تتلمسها بين كلمات "عبد الله سيد"، أحد سكان تعز والعضو المتبقى من أسرته التى قتلها الجوع لعدة أيام فى خندق ترابى، فيقول:" حاولت أسرتى المكونة من 4 أفراد أن تحتمى بخندق ترابى ضمن العديد من الخنادق التى حفرها اليمنيون و تلجأ لها الأسر وقت اشتداد القصف،هربت أسرتى من ضربات الهاون وفى ظل عدم وجود معونات تصل لهذه المناطق، حاولت الاحتماء بالخندق ومن ثم الهرب منه لخارج تعز، لكنها فشلت وظلت عالقة لعدة أيام ما بين القصف والجوع فقتلها الجوع! 

 

 

معاناة أهل الحديدة

 

معاناة أهل محافظة "الحديدة" لخصها لنا "عم حسن"، أحد نازحى الحديدة، وجدناه جالسا على قارعة الطريق..توجهنا إليه، فقال «نزحت إلى عدن مع أسرتى منذ أسبوعين بعد مرار عيشتنا..والحوثة بيأخدوا العيال والشباب من الشوارع للتجنيد وبيستخدموهم دروع بشرية فى الحرب واللى يحاول يهرب من الجبهة يقتلوه عشان كده هربت ولادى لعدن».

53747-عم-حسن-نازح-من-الحديدة-يصف-مرارة-العيش-تحت-حكم-الميليشيا
عم حسن يروى قصته

 

 واستكمل حديثه قائلا: «عشنا الجوع والمرض وحتى الرُضع مش لاقيه لبن، واللى قدروا ينزحوا هربوا على جعولة وعدن..الحوثيون يسرقوا قوتنا وبيبيعوا الإغاثات، الناس بتقاسى الجوع خاصة فى الريف زى قرية عين زبيب، حتى أسعار السلع مضاعفة، كيلو الرز بـ 500 ريال ولتر البترول بـ800 ريال ".

 
 
الطفولة تعانى الحرمان بما تعنيه الكلمة
الطفولة تعانى الحرمان بكل ما تعنيه الكلمة
 
 

 

جمال الفقيه، المنسق العام للجنة العليا للإغاثة باليمن، أكد أن المكاتب الرئيسية للمنظمات الدولية فى صنعاء، ونناشدها العودة إلى عدن لتكون قريبة من عملية توزيع الإغاثات.

 
 
جمال الفقيه
جمال الفقيه

 
 

وتأتى المساعدات من عدة دول، ومهمتنا التنسيق وفتح قنوات لإيصال المساعدات للمحتاجين، وبالنسبة للمنظمات الدولية فهى تعمل تحت رعاية «الأوتشا»، وهى تضم 13 منظمة تندرج تحتها 34 منظمة فرعية أوروبية، ومن 15 إلى 20 منظمة مجتمع مدنى فاعلة.

آلية توزيع الإغاثات

 وعن آلية توزيع الإغاثات قال الفقيه: « تعلن الأمم المتحدة سنوياً خطة استجابة إنسانية تتضمن الاحتياج الفعلى لليمن، وهذا بناء على بحوث ميدانية ـ بلغت 2.96 مليار دولار هذا العام مقابل  2.1 مليار  العام الماضى ـ ثم يتم توزيع الإغاثات من خلال المنظمات.

 وعن كيفية إيصالها إلى الأماكن تحت سيطرة الحوثى، قال: نستعين بشركائنا المحليين، فمثلًا قمنا بتوزيع مساعدات فى التحيتا والحديدة، رغم قربها من ميناء الحديدة، الذى تصل عن طريقه 80% من حجم الإغاثات، وهناك 18 محافظة محررة تصلها الإغاثات عبر 37 معبرًا بريًا، وموانئ عدن والمكلا وجيزان والمخا، و نعول على المنظمات الأممية لإيصال المساعدات للأماكن الواقعة تحت سيطرة الحوثى، لأن المنظمات العربية تتعرض لانتهاكات جسيمة، منها 65 سفينة تم احتجازها، و565 قافلة غذائية تعرضت لانتهاكات من الحوثيين خلال ثلاث سنوات (من 2015 إلى 2018).

 

 
معاناة اليمنيات
معاناة اليمنيات
 
 

"الحديدة"

وعن الأوضاع بـ"الحديدة"، قال " الحديدة كارثة إنسانية، فتعانى من مجاعة والاحتياج بها كبير ، ونعول على المنظمات الدولية للوصول لها، فالمساعدات التى تصلها غير كافية.

أفرزت "الحديدة" أزمة أخرى، هى "النازحين"، حيث بلغت أعداد من نزحوا من الحديدة 3 ملايين، منهم 6 آلاف فى عدن، و5 آلاف فى مأرب، لا توجد مخيمات تستوعبهم، لذا نناشد المنظمات الدولية إنشاء مركز لاستقبال الفارين من الحديدة، لفحصهم وإعادة توزيعهم.

وعن مساعدات المنظمات الدولية، أوضح الفقيه: للأسف المنظمات الدولية تواجه ضغوطًا، لكون مقراتها فى صنعاء، فيتم تسليم الجزء الأكبر من الإغاثات للحوثيين، ويتم توزيعها عبر جمعيات تابعة لهم، وبالآليات التى يضعونها.

 
3e91baeb-1de4-4e75-9c95-83232fda9ef9
 
 

سرقة قوت اليمنيين

 أضاف الفقيه: لقد وجدنا فى منطقة حيس 2000 سلة غذائية مسروقة، وتم ضبط خمس قوافل محملة بمواد غذائية تابعة لليونيسف فى أبين، مهربة من صنعاء لبيعها بأسواق عدن، أيضًا يتم بيع المساعدات الطبية، وقد رصدنا هذه الانتهاكات فى مذكرة تم رفعها لمندوب الأمم المتحدة، وأمام كل هذه الانتهاكات تصر المنظمات الأممية على الصمت ولم تصدر بيانا واحدا لإدانة ما تتعرض له بعثاتها، ما يؤكد أن هناك خلل فى عمل تلك المنظمات، وأضاف، كما نحتاج مزيدا من المنافذ البرية.

رد المنظمات الدولية

توجهنا لبعض من المنظمات الدولية العاملة فى اليمن، لنعرف ردها على ما أثير حول سرقة الإغاثات، وضعف دورهم فى اليمن..بعضها مثل «الأوتشا» و«الصليب  الأحمر» رفض الرد بخصوص عملها باليمن و الاتهامات الموجهة لها بمهادنة الجانب الحوثى.

أما منظمة "اليونيسف"، فقد أكدت لنا حرصها على توصيل مساعداتها لكل المناطق المحتاجة فى اليمن، وبالتالى تحتاج لإيصال إمدادات كبيرة عبر الموانئ والمطارات، ويتم توزيعها بحسب الاحتياج.

أضافت المنظمة، "أن استمرار الصراع أحد أبرز معوقات العمل الإنسانى، ويصعب من مهمتنا، بجانب المعوقات اللوجستية، ونقل الإمدادات بين المدن والمحافظات بسبب انقطاع الوقود، وارتفاع الأسعار، والمخاطر الأمنية.

وعن آلية عملها قالت،"هناك جهات تنسيقية تقوم بالتفاوض مع السلطات المختلفة، سواء الحوثى أو  قوات التحالف، لتيسير سبل الحركة، و الإجراءات، كما تقوم اليونيسف بالتنسيق المباشر مع السلطات المعنية فى القطاعات التى تعمل فيها.

إغاثة اليمن

 

وفيما يتعلق بميزانية المنظمة المخصصة لليمن، أوضحت لنا "اليونيسيف" أن تمويل خطة الاستجابة الإنسانية فى اليمن يقوم على المنح المقدمة من المانحين، فقد أطلقت اليونيسف خطتها للاستجابة الإنسانية فى اليمن لعام 2017 بمبلغ 339 مليون دولار، فيما بلغت قيمة الخطة للعام الجارى 2018 ما مقداره 278 مليون دولار، يتم توزيعها على قطاعات الصحة، والتغذية، والمياه، والحماية، والتعليم، والبحوث والحملات الهادفة للتغيير السلوكى.

 
 
 
الأطفال فى اليمن يعانون منذ الانقلاب الحوثى
 
 
 

وحول تسليمها جزءًا كبيرًا من المعونات للحوثيين، والتى لا تصل لجموع اليمنيين، أوضحت المنظمة أن توزيع المعونات يتم عبر شركاء محليين ودوليين، ورغم الصعوبات الميدانية بالغة التعقيد، فإنها تصل للمحتاجين، وأكدت" نؤمّن الاحتياجات الأساسية للطفل اليمنى".

"اليونيسف" أوضحت أنها تعمل مع جميع السلطات، أما بالنسبة للوضع الإنسانى فى الحديدة فاعتبرته الأسوأ بجانب مناطق أخرى، هناك فقر وتخلف تنموى مزمن، ولا يمكن إغفال الأثر السلبى الكبير على الأسر جراء انقطاع رواتب موظفى الدولة منذ أكثر من سنة ونصف السنة حتى الآن، كما أن المساعدات الإنسانية مهما كان حجمها لا يمكن أن تكون بديلًا للخدمات الأساسية التى تقدمها الدولة، خاصة فى ظل تدهور قطاعات الصحة، والمياه، والرعاية الاجتماعية، كما أن الجهود المبذولة تواجه تحديات يومية، فاستمرار الحرب، وغلاء الأسعار، وتدهور الاقتصاد الوطنى تجعل الجهود الإغاثية تبدو قاصرة.

 

اليمن يعانى من قبل الحرب

من جانبه قال أشرف حمودة، أحد ممثلى "برنامج الغذاء العالمى"، نحن أكبر منظمة تعمل فى اليمن منذ 20 عامًا، ليس فى مجال توزيع الأغذية فقط، لكن الأعمال اللوجستية أيضا فى 19 محافظة ، مثل إيصال الوقود للمستشفيات والمرافق الأساسية، وخلال 3 سنوات من 2015 حتى 2018 وزعنا مليونًا و253 ألف طن أغذية، بمعدل 15 مليون سلة غذائية على متوسط 8 ملايين يمنى هم الأكثر احتياجًا.

 
ممثل برنامج الاغذية العالمى يتحدث عن معوقات العمل الإغاثى فى اليمن
ممثل برنامج الاغذية العالمى يتحدث عن معوقات العمل الإغاثى فى اليمن
 
 
 

وأكد أن اليمن يعانى أوضاعا سيئة من قبل بدء الحرب، لكن حتى الآن لم نعلن رسميا أن هناك مناطق فى اليمن تعانى من مجاعة، ونحن نصل لجميع المناطق باليمن .

ة

وفى تعليقه حول شكاوى المواطنين فيما يتعلق بقصور عمل المنظمات الإغاثية، قال حمودة: «لا توجد لدينا الميزانية الكافية، رغم أن الدعم كبير، إلا أن الاحتياج أكبر».

أما بالنسبة لآلية وصول المساعدات إلى صنعاء وتعز والحديدة، وهى مناطق تحت سيطرة الحوثيين، أو مناطق اشتباك معهم، فأوضح حمودة: لنا شركاء محليون يسهلون وصولها، فهدفنا المواطن اليمنى، ونتعامل مع جميع الأطراف، والتوزيع يتم تحت إشرافنا، أما بالنسبة لما يتردد عن سرقة الحوثيين للمعونات الغذائية فهو لم يثبت بأدلة حتى الآن، ونحن حريصون على تتبع وصول الأغذية لمستحقيها، وسنطبق قريبًا نظام البصمة الإلكترونية لاستلام السلال الغذائية لضمان وصولها للمستفيد.  

الشعب جاع!

من جانبها، وصفت ليليان الشمدرى، أحد مسئولى توزيع الإغاثات بتعز، الأوضاع الإنسانية قائلة: "الشعب جاع"، وهناك مناطق فى تعز لم تصلها مساعدات غذائية منذ بداية الحرب، لأن الوضع كان عشوائيًا، والمنظمات الدولية لا يمكنها الدخول لأماكن الاشتباك، والآن البرنامج العالمى للغذاء أصبح يتعاون معنا.

وعن معاناتهم كعاملين فى مجال العمل الإنسانى، أكدت ليليان: نحن معرضون للموت بكل لحظة، ونواجه كثيرًا من الانتهاكات أثناء عملنا، وأضطر للدخول متخفية إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، خوفا من الاعتداءات.

 

كما نواجه مخاطر القصف العشوائى، وتحمل جدران منزلى علامات لآثار الطلقات النارية، كما نجد صعوبات للوصول للمناطق المستهدفة ، فمثلا منطقة "الحوبان" على بعد 10 دقائق من منزلى، لكن نظرا لسيطرة الحوثيين أضطر أن أسلك طرقًا بعيدة تصل المسافة عبرها إلى 7 ساعات.

 
 
مسئولة بالعمل الإغاثى
مسئولة بالعمل الإغاثى
 
 

وعن دور المنظمات الدولية باليمن، قالت: دورها مازال قاصرا، فأين تلك المنظمات من الناس الجائعة؟، فتعز يخصص لها أكبر نسبة من المساعدات، لأن تعدادها يمثل خُمس سكان اليمن، ولا نعلم أين تذهب المساعدات؟!

أوضحت ليليان، أن الإغاثات تصل من خلال طريقين، الأولى عبر ميناء الحديدة إلى نقطة الحوبان ثم تعز، أو من خلال وكلاء محليين، فالمنظمات الدولية ترفض الدخول للمدينة، ويتذرعون بعدم وجود الأمن.

 

وتستكمل ليليان: اقترحنا على مكتب «الأوتشا» تسليم المساعدات عبر عدن بدلا من الحوبان، ورفضوا لأن تعز إداريًا تتبع إب، ولا يمكن تمرير الإغاثات عبر عدن. أضافت، نحتاج فتح منفذ جديد لتمرير المساعدات، والمواطنين الذين لا يجدون ممرات آمنة للخروج والدخول من تعز، وأكدت ليليان أن السياسة تلعب دورًا كبيرًا فى توجيه المنظمات الدولية.

عبر عبد الملك سعد ـ ضمن فريق العاملين بمجال العمل الإغاثى، ومنسق حكومى مع المنظمات الدولية الإغاثية ـ عن معاناته قائلا، نتعرض أثناء عملنا لاعتداءات يومية من الحوثى وكل يوم يسقط ضحايا من العاملين بالإغاثة، ويعد "البرنامج العالمى للغذاء"، و"أطباء بلا حدود"، أكبر المنظمات العاملة هنا، أما الباقى فتواجدها ضعيف، و يرجعون ذلك لصعوبات التأمين ووعورة الطريق، خاصة أن هناك عناصر من "القاعدة" على طريق تعز لكنها محدودة.

 
 
أحد العاملين فى المجال الإغاثى فى تعز
أحد العاملين فى المجال الإغاثى فى تعز
 
 

أطفال على حافة الموت!

الدكتور عرفات الحمير، رئيس منظمة رصد لحقوق الإنسان، يرى أن المنظمات الأممية تدعم الحوثيين، فأغلب المساعدات ترسل عبر ميناء الحديدة الخاضع لسيطرتهم، رغم أنهم يوزعونها على جبهات القتال دون المدنيين، ومازالت اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية ترصدان أكبر عدد من المصابين بأمراض سوء التغذية فى إب، والحديدة، وصعدة، وعمران، وصنعاء، ما يؤكد  أن الإغاثات لا تصل للشعب.

ويرى محمد المقرمى رئيس مركز «سكوب» للدراسات الحقوقية والإنسانية باليمن، أن هناك خلل كبير فى آلية الرقابة على العمل الإغاثى، و لابد من نظام رقابى صارم على المنظمات ووكلائها المحليين لضمان وصول الإغاثة لمستحقيها، فلدينا أرقام احتياجات مفزعة مثلا هناك أكثر من 10 ملايين طفل يمنى يحتاجون للرعاية الطبية، ويعانون سوء التغذية.

إشكاليات العمل الإغاثى

 ومن جانبه أكد د. إيهاب القرشى أحد مسئولى الرقابة على المشروعات الإغاثية فى اليمن، أن غياب التقارير الدقيقة والمسوحات الميدانية بمجال العمل الإنسانى، والدراسات الإحصائية المنهجية نظرا لصعوبة الوصول لكثير من المناطق خاصة مناطق الاشتباك والمناطق التى يسيطر الحوثى عليها، كان له أثر سلبى على العمل الإغاثى وأربك العاملين به.

أضاف، مؤخرا قررنا إنشاء مركز يضم فريق للرقابة والتقييم فى كل المديريات بأكثر من 360 نقطة اتصال تمكّنه من إجراء المسوحات الميدانية بأرجاء اليمن، والتحقق من قوائم الاحتياجات، حتى يتم رسم خطط دقيقة للتوزيع .

وزير الصحة: الإغاثات الطبية أيضًا تُنهب

الحوثى لم يكتف بنهب واحتجاز المساعدات الغذائية، بل الطبية أيضًا، فالأزمة حسبما يلخصها لنا وزير الصحة اليمنى، الدكتور ناصر باعوم، هى أن الحوثيين يستولون على الأدوية ويبيعون جزءا منها  بالسوق السوداء بأسعار مضاعفة، أو يخزنونها بطريقة خاطئة فتصبح فاسدة، وتوزع هكذا على الشعب، والجزء الآخر يوجهونه للمجندين دون بقية الشعب.

 
 
الدكتور ناصر باعوم
الدكتور ناصر باعوم
 
 

22 مليون يمنى بحاجة إلى إغاثات

حملنا كل الاستفسارات الخاصة بأزمة الإغاثات للدكتور عبدالرقيب فتح، وزير الإدارة المحلية، رئيس اللجنة العليا للإغاثة، الذى أكد لنا أنه جارٍ التفاوض بشأن  آلية جديدة لتوزيع الإغاثات.

 

أشار عبد الرقيب، أنه لا يمكن فصل الأوضاع الإنسانية المذرية باليمن عن العوامل السياسية، فهناك  كوارث إنسانية نتجت عن الحرب، ووفقًا لتقارير للأمم المتحدة فهناك 22 مليون يمنى بحاجة إلى إغاثات، منهم 7 ملايين مهددون بالمجاعة و2 مليون طفل على حافة الموت بسبب أمراض سوء التغذية.ولذلك أى جهود تبذل لن تكفى.

محمد المقرمى رئيس مركز «سكوب»

عبدالرقيب فتح

كما أن هناك تعنت من قبل الحوثيين تجاه المنظمات الإغاثية بما فيها الدولية، حتى برنامج الأغذية العالمى يتعرض لانتهاكات، لكنه لا يعلنها و لدينا وثائق بهذا، وتم رفع تقارير للأمم المتحدة بالانتهاكات الحوثية بحق هذه المنظمات، منها احتجاز 250 قافلة تابعة لبرنامج الغذاء العالمى، وهم بذلك يخالفون القوانين الدولية.

 

وأضاف، نحن نصل بالإغاثات للمحافظات الواقعة تحت سيطرة الحوثى، بالمشاركة مع المنظمات المحلية، وأؤكد أنه لولا مساندة الدول العربية الشقيقة لأصبح 70% من اليمنيين يقاسون المجاعة.

 وأضاف، أن الحوثى يستثمر الإغاثات فى السوق السوداء و المجهود الحربى، بدليل أن المجاعة تظهر فى الحديدة التى بها أكبر مخزن لـ"الغذاء العالمى"، وتصلها 80% من سفن الإغاثة.

وعن كيفية إيجاد حلول لهذا الوضع قال، إن المركزية فى العمل الإغاثى زادت من فرص استيلاء الحوثى على المساعدات، لذا تقدمنا برؤية اللامركزية فى العمل الإغاثى، من خلال إنشاء خمسة مراكز لتوزيعها، كل منها يغطى مجموعة من المحافظات، وبالتالى نبطل عمل الحوثيين ضد القوافل الإغاثية، لأن المسافات ستكون قريبة.

أضاف، كما أن تواجد الأمم المتحدة فى اليمن مهم للغاية لكنها ارتكبت بعض الممارسات الخاطئة، وعلى المنظمات الأممية أن تتوقف عن تسليم الإغاثات لمن يسرقونها، كما أن الأمم المتحدة مسؤولة عن الوصول لعمق مناطق الاشتباك مثل تعز، مؤكدا أن تلك المنظمات تقع تحت ضغوط الحوثي نظرا لوجود مقراتها  بصنعاء، وسبق أن اعتدوا على ممثل الأمين العام للأمم المتحدة، ومنعوه من زيارة تعز، وعلى الأمم المتحدة أن تعلن عن هذه الاعتداءات، فالاتفاقيات الدولية تمنحها الحماية.

وعن أزمة "تعز" قال، أزمتها عميقة فسكانها 4200 ألف مواطن، وهناك 2200 ألف طالب لا يذهبون لمدارس، و3200 ألف نازح، منهم فى الصومال وجيبوتى ومناطق الجوار، والتواجد الأممى الفعلى فى عدن سيساهم فى حل أزمة وصول المساعدات إلى أهالى تعز.

 

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
أزمة الغذاء فى اليمن
أزمة الغذاء فى اليمن
 
 
 
 

 
 
 
اليوم السابع
 
 
 
 
الفريق محمد على المقدشى القائم بأعمال وزير الدفاع اليمنى

الحلقة الأخيرة..

الفريق محمد على المقدشى القائم بأعمال وزير الدفاع اليمنى لـ«اليوم السابع»: التحالف استطاع إنقاذ اليمن.. واستعدنا 85% من الأراضى







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة