الدكتور أحمد الطيب فى جولة آسيوية.. دفع الدبلوماسية الشعبية واستعادة دور الأزهر العالمى أبرز نتائج زيارة الإمام الأكبر للقارة الكبرى.. وتقديم منح لطالبات إندونيسيات.. ولقاءات رسمية برؤساء إندونيسيا وسنغافورة

الأحد، 06 مايو 2018 11:00 ص
الدكتور أحمد الطيب فى جولة آسيوية.. دفع الدبلوماسية الشعبية واستعادة دور الأزهر العالمى أبرز نتائج زيارة الإمام الأكبر للقارة الكبرى.. وتقديم منح لطالبات إندونيسيات.. ولقاءات رسمية برؤساء إندونيسيا وسنغافورة شيخ الأزهر والرئيس الاندونيسيى فى طريقهم لتناول الغداء
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"قم فى فم الدنيا قم فى فم الدنيا وحى الأزهرا.. وانثر على سمع الزمان الجوهرا".. هكذا قال الشاعر الكبير أحمد شوقى، فالأزهر الشريف الذى يمتد عمره لأكثر من ألف عام حتى صار كعبة المسلمين العلمية لثقتهم فى علومه ووسطيته، فالأزهر الشريف هو أحد أدوات وقوى مصر الناعمة، تلك المؤسسة العالمية التى ينظر لها العالم بعين الاحترام والتقدير، وهو ما يتضح جليا فى الاستقبالات الرئاسية التى يحظى بها الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف.

"العالم بيبصو على الأزهر يافضيلة الإمام".. "أنا حريص على دور الأزهر قوى" عبارات تحدث بها الرئيس عبد الفتاح السيسى، متحدثا عن الأزهر الشريف ليبرز تقدير القيادة السياسة لتلك المؤسسة العالمية، الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الازهر الشريف، اتخذ على عاتقه نشر ثقافة السلام فى العالم من خلال قيامه بجولات لم يسبق لشيخ للأزهر القيام بها فقد زار تقريبا معظم قارات العالم، وحرص أن ينتشر علماء ورجال الأزهر فى جميع أرجاء المعمورة مبلغين وناشرين للسلام بين بنو البشر جميعا.

الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بدأ يوم الأحد الماضى زيارة إلى إندونيسيا حتى يوم الخميس حيث غادرها متوجها لسنغافورا، حيث تعتبر اندونيسيا هى الثانية له إلى أكبر دولة مسلمة من حيث عدد السكان، وكذلك الدولة الأكبر من حيث عدد الطلاب الوافدين الذين يدرسون فى الأزهر الشريف، وقد اشتغل متابعوا مواقع التواصل الاجتماعى بمتابعة زيارة شيخ الأزهر لإندونيسيا معربين عن فخرهم واعتزازهم بما لاقاه شيخ الأزهر من استقبال يؤكد على مكانة وتقدير العالم للأزهر وشيخه وبالطبع مصر.

 

 
الرئيس الاندونيسى وحديث ودى مع شيخ الأزهر بقصر الرئاسة
الرئيس الاندونيسى وحديث ودى مع شيخ الأزهر بقصر الرئاسة
 
واستمرت زيارة الإمام الأكبر إلى إندونيسيا أربعة أيام، التقى في بدايتها مع الرئيس الإندونيسى "جوكو ويدودو"، الذي حرص على استقبال الإمام الأكبر فى شرفة القصر الرئاسى فى جاكرتا، حيث عقدا لقاء ثنائيا، أعقبه جلسة مباحثات موسعة بحضور عدد من كبار المسئولين الإندونيسيين والوفد المرفق للإمام الأكبر، كما أقام الرئيس مأدبة غداء حرص خلالها على قيادة سيارة جولف بنفسه ويجلس بجواره شيخ الأزهر حتى وصلا لمأدبة الغداء التى أقامها تكريما لزيارة شيخ الأزهر.
 
مأدبة غذاء رئيس اندونيسيا تكريما لشيخ الازهر
مأدبة غذاء رئيس اندونيسيا تكريما لشيخ الازهر

 

الرئيس الاندونيسيى يقود السيارة وبجانبه شيخ الازهر
الرئيس الاندونيسيى يقود السيارة وبجانبه شيخ الازهر
 
مواقع التواصل الاجتماعى اشتعلت بفيديو قيام فتيات إندونيسيا بعزف وإنشاد النشيد الوطنى لمصر فى حضور شيخ الأزهر، حيث عبر المتابعون عن فخرهم ببلدهم وبالأزهر الشريف وشيخه. 
 
وفى اليوم الثانى للزيارة استقل شيخ الأزهر الطائرة الخاصة بنائب الرئيس الإندونيسى إلى مدينة سولو، حيث ترأس المؤتمر العام لخريجى الأزهر فى إندونيسيا الذين يقدر عددهم بأكثر من 30 ألف خريج، يتقلدون العديد من المناصب الرفيعة فى إندونيسيا، ويساهمون بقوة فى نهضة البلاد.
 
وفي اليوم الثالث، زار الإمام الأكبر فرع "الجامعة المحمدية" في مدينة سولو، والتى تعد من أكبر الجامعات فى إندونيسيا، حيث عقد  حوارا مفتوحا مع أساتذة وطلاب الجامعة، ثم انتقل لحضور الاحتفال الذى أقامه جناح الفتيات فى الجمعية المحمدية، للترحيب به، حيث اصطفت المئات من الفتيات على جانبى الطريق، للترحيب بوفد الأزهر الشريف.
 
استقبال طلاب الجامعة المحمدية بإندونيسيا لشيخ الازهر
استقبال طلاب الجامعة المحمدية بإندونيسيا لشيخ الازهر
 
واختتم  الإمام الأكبر جولته فى مدينة سولو بزيارة كلية "دار السلام كونتور للبنات"، التى تضم نحو 3 آلاف طالبة، وقد نظمت فتيات الكلية استقبالا غير مسبوق للإمام الأكبر، حيث اصطففن لمسافة تتجاوز 300 متر على جانبى الطريق، يحملن أعلام مصر وإندونيسيا.
 
وخلال لقائه مع الطالبات، أعلن الإمام الأكبر أنه يحمل هدية من مصر ومن رئيسها إلى بناته في إندونيسيا، عبر الأزهر الشريف، تتمثل فى تخصيص 30 منحة للدراسة فى الأزهر الشريف لطلاب وطالبات الكلية.
 
طالبات كلية "دار السلام كونتور للبنات" خلال استماعهن لشيخ الازهر
طالبات كلية "دار السلام كونتور للبنات" خلال استماعهن لشيخ الازهر
 
وفى ختام زيارته لإندونيسيا، التقى الإمام الأكبر فى القصر الرئاسى بجاكرتا مع أعضاء جمعية "اﻟﺑﺎﻧﺗﺷﺎﺳﻳﻼ"، وهي الجمعية المعنية بالحفاظ على المبادئ الخمسة لدستور إندونيسيا، وتضم في عضويتها رئيسة إندونيسيا السابقة "ميجاواتي سوكارنو"، وعدد من رموز وممثلى مختلف الأديان والعرقيات فى إندونيسيا.
 
اصطفاف الاندونيسيين على جانبى الطريق احتفاء بشيخ الازهر
اصطفاف الاندونيسيين على جانبى الطريق احتفاء بشيخ الازهر
 
لم يختلف الحال كثيرا عند زيارته لسنغافورا حيث أستقبله فور وصوله إلى مطار "شينجاى" السنغافورى، الدكتور محمد مالكي عثمان، كبير وزراء الدولة لشئون الخارجية والدفاع، الوزير المرافق لفضيلة الإمام، والدكتور محمد فتريش، مفتى جمهورية سنغافورة، والسفير محمد أبو الخير، سفير  مصر فى سنغافورة، وحاج عبد الرزاق مايكار، مدير المركز الإسلامى فى سنغافورة.
 
وعقد الإمام الأكبر خلال الزيارة سلسلة لقاءات، شملت: رئيسة جمهورية سنغافورة، ورئيس الوزراء، ونائب رئيس الوزراء لشئون الأمن القومى، كما ألقى محاضرة بمقر المركز الإسلامى السنغافورى، حول دور الأديان في تعزيز الوحدة والعيش المشترك.
 
واحتشد المئات من مسلمى سنغافورة حول الإمام الأكبر، عقب أدائه صلاة الجمعة فى مسجد السلطان، أكبر مساجد سنغافورة وحرصوا على السلام عليه فى مشهد يؤكد على تقدير المسلمين لشيخ الأزهر الشريف. 
 
احتشاد المئات من مسلمي سنغافورة حول الإمام الأكبرعقب أدائه صلاة الجمعة في مسجد السلطان
احتشاد المئات من مسلمي سنغافورة حول الإمام الأكبرعقب أدائه صلاة الجمعة في مسجد السلطان
 
مع كل زيارة يقوم بها شيخ للأزهر إلى إندونيسيا تسلط الأضواء مجددا على تلك العلاقة الفريدة التى تربط الأزهر بإندونيسيا وشعبها، فمع أن الاحترام والتقدير هو القاسم المشترك فى علاقة الدول الإسلامية، وحتى غير الإسلامية، مع الأزهر الشريف، إلا أن الأمر مع إندونيسيا يتجاوز الاحترام والتقدير، حيث يكن الإندونيسيون مشاعر حب وإجلال ذات نهكة خاصة للأزهر الشريف وشيوخه، يصبح معها كسر البروتوكول الرئاسى، من أجل الترحيب بالضيوف القادمين من الأزهر أمرا معتادا، فيما يحتشد آلاف المواطنين بشكل عفوى على جوانب الطرق للترحيب بهم فى مشهد مهيب، يعكس قيمة ومكانة الأزهر فى قلوب الإندونيسيين.
 
جانب من استقبال شيخ الازهر
جانب من استقبال شيخ الازهر

وتعود العلاقات بين إندونيسيا والأزهر إلى عدة قرون، فحتى قبل أن يفد أبناء إندونيسيا إلى الأزهر للدراسة فى أروقته، فإنهم كانوا يستغلون مواسم الحج للقاء علماء الأزهر وسؤالهم عما يشغل بالهم من مسائل الفقه والشريعة، ثم بدأ الإندونيسيون قبل أكثر من قرن ونصف فى القدوم إلى مصر لينهلوا من علوم الأزهر وشيوخه الأجلاء.

وقد سكن طلاب إندونيسيا فى أحد أروقة الأزهر، وهو "الرواق الجاوى"، نسبة إلى جزيرة جاوة، أكبر جزر الأرخبيل الإندونيسى وموطن معظم سكان البلاد، وما زال هذا الرواق متواجدا حتى اليوم فى حرم الجامع الأزهر.

وثمة رواق آخر للإندونيسيين، يسمى "رواق إندونيسيا" أسسه الطلاب الإندونيسيون منذ قرابة أربع أعوام، يقوم بعدد من الأنشطة منها: إصدار مجلة تسمى "أزهرى" باللغة الإندونيسية لتغطية أنشطة الأزهر، بالإضافة إلى إصدار كتيبات عن المنهج الأزهرى، كما دشن طلاب إندونيسيا فى الأزهر موقعين إلكترونيين للدفاع عن الفكر الوسطى.

وقد تأثر الإندونيسيون عبر أبنائهم الدارسين فى الأزهر بحركات تجديد الفكر الإسلامى وتعرفوا على أفكار الإمام محمد عبده وتلاميذه من بعده، كما كان الأزهر الشريف أيقونة لانطلاق حركة التحرر الوطنى فى إندونيسيا، إذا شارك فى إشعالها كثير من الطلاب الإندونيسيين الذين درسوا بالأزهر.

ومن أروقة الأزهر وكلياته تخرج العديد من رجالات إندونيسيا البارزين، حيث وفدوا إليه طلابا وباحثون سعيا للتزود بعلوم الدين والدنيا، قبل أن يعودوا إلى بلادهم سفراء لرسالة الإسلام، ويتقلدوا أعلى المناصب الدينية والسياسية فى بلادهم.

 
جانب من استقبال الإمام الأكبر
جانب من استقبال الإمام الأكبر
 

وبناء على اتفاقية تعاون بين الأزهر الشريف ووزارة الشئون الدينية الإندونيسية تم إنشاء العديد من المعاهد الابتدائية والإعدادية والثانوية، التى تقوم بتدريس مناهج الأزهر، كما ارتبطت جامعة الأزهر بموجب تلك الاتفاقية بعلاقات تعاون مشترك مع الجامعات الإندونيسية فى كافة المجالات العلمية والأكاديمية من خلال تبادل أعضاء هيئة التدريس لإلقاء المحاضرات الثقافية وإجراء البحوث العلمية، كما تم إنشاء كلية الدراسات الإسلامية لتدريس المناهج الأزهرية بجامعة "شريف هداية الله الإسلامية" الحكومية فى جاكرتا.

وفى مايو 2010 تم تأسيس فرع للرابطة العالمية لخريجى الأزهر فى إندونيسيا، ويقوم الفرع منذ إنشائه بالعديد من الأنشطة مثل ترجمة الكتب الخاصة بموقف الأزهر من بعض القضايا الشائكة مثل كتاب "بيان للناس"، كما قام الفرع بعقد العديد من الدورات التدريبية والندوات الثقافية والعلمية، بالإضافة إلى تنظيم المؤتمرات الطلابية والملتقيات العلمية.

وشهد عام 2016م زيارة تاريخية للإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، دولة إندونيسيا، حيث لقى استقبالًا حافلًا، من حيث البروتوكولات والتشريفات الرئاسية بما يعكس عُلُو مكانة وقيمة وقامة الأزهر الشريف وشيخه فى قلوب الإندونيسيين، حكومةً وشعبًا، وقد توجت تلك الزيارة بمنحه الدكتوراه الفخرية من جامعة مولانا مالك إبراهيم الحكومية، تقديرا واعتزازا بإسهاماته وجهوده العلمية والدينية فى نشر قيم الوسطية والسلم والتعايش ونبذ العنف والإرهاب.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة