يبدو أن الصين وأمريكا على وشك الوقوع فى خلاف جديد فبعد فترة وجيزة من بدء مباحثات بين الطرفين فى الصين لمناقشة الأزمة الحالية والتى تهدد بوقوع حرب تجارية بين الطرفين، بدأت الصين بإلزام شركات الطيران الأجنبية بتغيير الطريقة التى تشير بها إلى تايوان وهونج كونج ومكاو بالصين.
ووصفت أمريكا بحسب رويترز جهود الصين لضبط الكلمات التى تشير إلى الأقاليم ذات الحساسية السياسية بأنها “هراء استبدادى ”. بحسب بيان صادر عن البيت الأبيض أمس.
وقال البيت الأبيض فى البيان إن الرئيس دونالد ترامب “سيقف إلى جانب الأمريكيين الذين يقاومون جهود الحزب الشيوعى الصينى الرامية إلى فرض رأى سياسى صينى على الشركات والمواطنين الأمريكيين”.
وأضاف “هذا هراء استبدادى وجزء من اتجاه متنام للحزب الشيوعى الصينى نحو فرض آرائه السياسية على الشركات الخاصة والمواطنين الأمريكيين”.
وتعد تايوان القضية الأكثر حساسية للصين، إذ تعتبر بكين تلك الجزيرة الديمقراطية المتمتعة بحكم ذاتى إقليما تابعا لها. وكانت هونج كونج ومكاو مستعمرتين أوروبيتين فى السابق وهما الآن جزء من الصين لكنهما تتمتعان بالحكم الذاتى إلى حد كبير.
وقالت وزارة الخارجية الصينية إن كبير الدبلوماسيين الصينيين يانغ جيه تشى ووزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو تحدثا هاتفيا بشأن العلاقات الثنائية وإن يانغ قال أن العلاقات فى “مرحلة مهمة”.
ولم يتضح ما إذا كانت المكالمة جاءت قبل بيان البيت الأبيض أم لا أو إذا كان الاثنان ناقشا الأمر.
وقال بيان الخارجية أن يانغ أبلغ بومبيو بضرورة أن يعزز البلدان التبادلات وأن يحافظا على التواصل بشأن القضايا الاقتصادية والتجارية وأن يحترما “المصالح الأساسية وبواعث القلق الرئيسية” لبعضهما البعض.
وقال يانغ إن على الصين والولايات المتحدة “حل الخلافات والقضايا الحساسة بالشكل الملائم” والإبقاء على التواصل والتنسيق بشأن القضايا الدولية والإقليمية “ودفع العلاقات الثنائية على المسار الصحيح”.
يأتى هذا الانتقاد الحاد من البيت الأبيض بعد مباحثات تجارية بين مسؤولين كبار من الولايات المتحدة والصين الأسبوع الماضى شهدت الكثير من الخلاف.
وقالت مصادر على دراية بالمباحثات إن إدارة ترامب طلبت خفض الفائض التجارى الصينى مع الولايات المتحدة بقيمة 200 مليار دولار بحلول عام 2020، وخفض الرسوم الجمركية بشدة ووقف دعم التكنولوجيا المتقدمة.
وقال ترامب خلال مناسبة فى كليفلاند يوم السبت “مجموعتى عادت لتوها من الصين. سيكون علينا العودة للعمل مع الصين لأن هذا ظل طريقا فى اتجاه واحد لعقود… لا يمكننا المضى فى ذلك الطريق ”. لكنه قال إنه يكن احتراما كبيرا للرئيس الصينى شى جين بينغ.
هذه ليست المرة الأولى فى الخلاف بين الصين وأمريكا على تايوان، فالأولى اعترضت بشدة على "قانون السفر إلى تايوان"، الذى أقرته واشنطن، بحسب سبوتنك والذى يعد تدخلا فى شؤونها الداخلية فى حين هدد الرئيس الصينى شى جين بينغ، بـ"معركة دموية" لاستعادة الأراضى الصينية.
وأقرت واشنطن فى 16 مارس "قانون السفر إلى تايوان"، الذى يسمح للمسؤولين الأمريكيين بالسفر إلى تايوان للقاء نظرائهم التايوانيين، رغم اعترافها بمبدأ "صين واحدة" منذ عام 1979.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة