روى اللبنانيون اليوم، الأحد، عطش عقد كامل تجمدت فيه العملية الانتخابية وألقت فيه الصناديق عمدا بسبب الخلافات الداخلية والأزمات الإقليمية التى عصفت ببيروت، حيث كشف إقبال الناخبون على مراكز الاقتراع فى "الأحد الكبير" لاختيار مجلس نوابهم المقبل رغبة حقيقة فى المشاركة بغض النظر عن التناحر الطائفى الذى ظهر فى خلف المشهد.
وكان السياسيون فى طليعة المشهد حيث احتلوا المراكز الأولى فى الطوابير الانتخابية، وأكد رئيس الجمهورية اللبنانى العماد ميشال عون بعد إدلائه بصوته فى مركز بلدية حارة حريك للتدريب أن "اللبنانيين يمارسون أهم عملية وطنية سياسية، مشيراً إلى أن "هذا اليوم يختار فيه اللبنانيون الأشخاص الذين سيمثلونهم 4 سنوات ومجلس النواب هو المؤسسة الأم التى تتوزع منها كل السلطات لذلك هذا الأمر مهم للبنانى وهذا واجب مقدس".
ولفت إلى ان "أغلب البلدان لديهم الاقتراع إلزامى، ونحن نعطى الحرية بالاقتراع لكن لا يجب إهمال هذا الحق"، وتوجه إلى الناخبين بالقول: "اختاروا اللائحة التي تريدون واختاروا الشخص التفضيلى لديكم، ونتمنى أن يكون الانتخاب وفق إرادتكم، كاشفاً عن أنه أدلى بصوته للعهد".
وكعادته انشغل سعد الحريرى، رئيس الحكومة وزعيم تيار المستقبل خلال وقوفه فى طابور الانتخابات انتظارا لدوره بالتقاط السيلفى مع الناخبين، وقال بعد الإدلاء بصوته أن "اليوم هو عرس ديمقراطى وقد قمت بواجبى الانتخابى"، قائلا: "إذا نظرنا إلى ما يحصل حولنا ونرى كيف تجرى انتخابات فى لبنان نقول إن البلد بألف خير"، مشيرا إلى أن "لبنان يقوم بانتخابات ديمقراطية وعلى كل مواطن أن يقدم على الانتخابات لتقديم واجبه الوطنى".
وأكد: "أننا بلد ديمقراطى ويحق لكل فريق إبداء رأيه وأحضّ اللبنانيين على الاقتراع والحكومة قامت بجهد كبير للوصول لتلك اللحظة"، لافتا إلى "أننى أواكب العملية الانتخابية وأؤكد أنها عملية ديمقراطية لمصلحة المواطن اللبنانى، ولا خوف على الأمن".
وبدوره أدلى رئيس مجلس النواب نبيه برى بصوته فى أحد أقلام الاقتراع فى بلدة تبنين الجنوبية، لكنه فضّل عدم الإدلاء بأى تصريح.
وأدلى مفتى الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان بصوته فى دائرة بيروت الثانية وقال: "نحن نشارك اليوم بالواجب الوطنى وبهذا الاستحقاق الذى انتظره اللبنانيون منذ تسع سنوات، ومشاركة اللبنانيين والبيروتيين أمر مهم لأن الناخبين هم من يختارون من يمثلهم للوصول إلى المجلس النيابى".
واشتعل الصراع بين تيار المستقبل وحزب الله فى دوائر ذات الأهمية السنية حيث حشد خصوم الحريرى لوائحهم الانتخابية بكثافة لمزاحمته فى معقله بدائرة بيروت الثانية، الممثلة بـ11 مقعدا فى البرلمان، ودفع حزب الله بمرشحيه المدعومين بقوى سنية، لحصار المستقبل فى دائرة الجنوب الأولى (صيدا – جزين)، والشمال الثانية (طرابلس - الضنية - المنية)، ودائرتى البقاع الأولى والثانية، وبالمثل قام الحريرى متحالفا مع حزب القوات اللبنانية بمنافسة حزب الله فى أحد أبرز معاقلها فى دائرة البقاع الثالثة (بعلبك الهرمل) بدعم مرشحين مستقلين شيعة.
وتفاوتت نسب الاقتراع بين الـ15 دائرة انتخابية فى كامل لبنان إلا أن إجمالى النسبة تخطى 40%، حيث "نسبة الاقتراع فى كسروان بلغت 43%"، وفى بلدات جرد عاليه تخطت نسبة التصويت 40%، وبلغت في بلدة عيتنيت حتى الساعة 50%، فى حين شهدت مراكز الاقتراع فى الدائرة الثانية فى بيروت معقل الحريرى، زحمة خانقة ما تسبب بتأخر المواطنين عن الإدلاء بأصواتهم.
أمين الجميل
باسيل عقب الادلاء بصوته
بهية الحريرى
نبيه برى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة