فى السطور التالية نقدم أهم المحطات التاريخية فى حياة خالد محى الدين السياسية والعسكرية الذاخرة:
1936 المشاركة الأولى فى السياسة
فى عمر الـ14 كانت المشاركة الأولى لخالد محى الدين بالسياسة حين انتظم فى مدرسة فؤاد الأول، والتى كانت أكثر المدارس إسهاما فى التحركات الطلابية والمظاهرات، وكانت مصر فى هذا الوقت تشهد مرحلة ما بعد تفجر انتفاضة عام 1935 والمطالبة بعودة الدستور، فى هذا الوقت بدأ خالد محى الدين إعجابه بحزب "مصر الفتاة" وكان حزبا قوميا على الطراز الفاشى، وكان حريصا على قراءة مجلة الحزب "الصرخة".
نوفمبر 1938 خالد محيى الدين ينضم إلى الجيش
فى عمر السادسة عشر تقدم خالد محى الدين إلى الكلية الحربية، رغم أن آمال والده كانت سفره إلى الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة الزراعة والاستمرار فيها حتى الحصول على الدكتوراة لكن الانضمام إلى الكلية الحربية وتوسيع قاعدة الجيش الوطنى بعد توقيع معاهدة الاستقلال فى عام 1936 كانت تلهب حماسه، ودخلها مصرا رغم رفض والده.
تخرج خالد محى الدين من الجامعة بعد عامين، وانضم إلى "سلاح الفرسان".
ديسمبر 1944 خالد محى الدين يلتقى جمال عبد الناصر
فى نهاية عام 1944 وعن طريق الضابط عبد المنعم عبد الرؤوف التقى خالد محى الدين بالصاغ محمود لبيب الضابط الإخوانى، والذى حاول استمالة خالد محى الدين وضباط آخرين إلى الجماعة، عبر عدد من اللقاءات انعقدت فى بيت الفنان أحمد مظهر والذى كان ضابطا بسلاح الفرسان فى هذا الوقت، وهناك التقى جمال عبد الناصر، وكمال الدين حسين، وعبد اللطيف بغدادى، وحسين الشافعى، وهى العناصر التى ستشكل فيما بعد الضباط الأحرار.
فيما بعد التقى خالد محى الدين وجمال عبد الناصر وآخرون بحسن البنا، الذى حاول أن يضمهم إلى الجماعة، ورغم انهم بايعوا الجماعة حسب مذكراته، إلا أن علاقتهم لم تكن سوى علاقة باهتة لم تستمر طويلا.
1949 تشكيل الضباط الأحرار
فى النصف الثانى من عام 1949 وبعد رحلة بحث طويلة بين الحركات والأحزاب والجماعات، قررت مجموعة الضباط أن تشكل تنظيما خاصا بها، وهو تنظيم الضباط الأحرار.
1952 اجتماعات فى منزل خالد تخطط لثورة
كان الموعد الأولى للثورة هو نوفمبر من عام 1952، حيث كانت الشائعات تسرى بأن نواب الوفد سيقومون باقتحام البرلمان فى شهر نوفمبر لعقد جلساته بالقوة بعدما علق الملك فاروق جلساته، لكن حل نادى الضباط فى يوليو، ثم اكتشاف عناصر الضباط الأحرار، دفع الضباط الأحرار بتقديم موعد الثورة.
وكانت الاجتماعات كلها تدور فى منزل خالد محى الدين فى 21 شارع فوزى المطيعى بمصر الجديدة، وكانت المجموعة تسابق الزمن بعد اكتشافها من قبل الملك فاروق وعناصر الأمن، وللمصادفة فإن ساعة واحدة فقط كانت تفصل الثورة عن النجاح والفشل، فقد تحرك الضابط يوسف صديق بالخطأ مبكرا ساعة واحدة، واستطاع اقتحام مبنى قيادة الجيش، فى الوقت الذى كانت مجموعات أخرى تحاول عرقلة الأسلحة وتصدر اوامر بعدم التحرك.
2 أبريل 1954 خالد محيى الدين يستقيل من مجلس قيادة الثورة
بعد أزمة مارس الشهيرة عام 1954 ازداد الخلاف الشهير بين خالد محى الدين ومجلس قيادة الثورة، وعندها قرر أن يستقيل من المجلس، وبالفعل فى 2 إبريل 1954 زار خالد محى الدين عبد الناصر فى بيته، وقدم له استقالته، وبحسب مذكرات خالد محى الدين "الآن اتكلم" فإن الرئيس جمال عبد الناصر قال له: "اسمع يا خالد احنا أصدقاء لكن المصلحة العامة حاجة تانية، وانت عارف انك زى العسل وسوف يتجمع حولك كل الذباب وتبقى مشكلة ونتصادم، وأنا لا أحب أن اتصادم معك وأفضل أن تسافر للخارج".
طلب خالد محى الدين السفر إلى باريس لكن عبد الناصر قال إن باريس بها حركة سياسية يسارية نشيطة سوف تدفعه للانغماس فيها، واقترح بدلا منها جينيف، وطلب منه ألا يخبر أحد غير زوجته بأنه مسافر حتى لا يثير أى قلاقل وألا يهاجم النظام من الخارج، ووافق خالد محى الدين على الطلبين مشترطا فى الطلب الثانى ألا يهاجموه هم أيضا وهو فى الخارج.
وفى أثناء وجوده فى الخارج بدأ أنور السادات فى شن حملة صحفية ضد خالد محى الدين فى جريدة الجمهورية، ومطلقا عليه لقب "الصاغ الأحمر" فاتصل بالقاهرة منبها إلى أن هذا خروج على الاتفاق وبالفعل أبلغوه بأن قرارا صدر بإيقاف هذه المقالات.
1956 خالد محى الدين يعود إلى مصر
فى عام 1956 وبعد عامين فى المنفى الاختيارى فى سويسرا، عاد خالد محى الدين من جديد إلى مصر، بعد أن عانى كثيرا بسبب الإقامة فى سويسرا التى لم يحب طقسها وبرودته، وبعد عودته ساهم فى تحرير أول صحيفة مسائية فى مصر وهى "المساء" والتى رأس تحريرها ، ثم ترشح فى اول برلمان للثورة عام 1957 عن مقعد كفر شكر، وبالفعل دخل إلى مجلس الأمة الذى تم حله عند الوحدة فى عام 1958، وفى عام 1964 رأس خالد محى الدين جريدة أخبار اليوم لمدة عام واحد فقط.
مارس 1976 خالد محى الدين يرأس منبر اليسار
فى مارس من عام 1976 قرر الرئيس أنور السادات السماح بعودة الحياة السياسية إلى مصر، بحيث يتم تأسيس 3 منابر فى مصر هى اليمين واليسار والوسط الذى ترأسه السادات، وترأس خالد محى الدين منبر اليسار، والذى خاض اول انتخابات تعددية فى مصر بعد ثورة 23 يوليو لينعقد البرلمان 22 نوفمبر 1976.
نوفمبر 1976 تأسيس حزب التجمع
فى أول جلسات برلمان عام 1976 أعلن السادات عن تحويل المنابر إلى أحزاب، وقرر خالد محى الدين تأسيس حزب التجمع باعتباره امتدادا لمنبر اليسار، على أن يكون مظلة واسعة لكل التيارات اليسارية بداية من التيارات اليسارية الماركسية، وانتهاء بالتيارات اليسارية المتحفظة أو المتدينة.
1990 خالد محيى الدين يعود إلى مقعد كفر شكر
بداية من عام 1990 بدأ خالد محى الدين الترشح فى انتخابات مجلس الشعب على مقعد دائرة كفر شكر، وظل محتفظا بالمقعد حتى عام 2005 حين خسر أمام مرشح جماعة الإخوان تيمور عبد الحميد.
1992 والآن خالد محيى الدين يتكلم.. ويكتب أهم وثائق الأيام الأولى لثورة يوليو
فى عام 1992 أصدر خالد محى الدين مذكراته تحت عنوان: "الآن أتكلم" وهى المذكرات التى وصفت بالوثيقة الأهم لما دار فى العامين الأولين للثورة، واختار خالد محى الدين ان يتكلم بعد 10 أعوام كاملة من رحيل السادات، الذى لم يكن هناك "تفاعل" أو "كيمياء" بينهما، كما تصف عائلته، حيث أن السادات فى أواخر أيامه وصف خالد محى الدين بـ "العميل لموسكو".
2002 خالد محى الدين يترك رئاسة التجمع
بعد 26 عاما من قيادة حزب التجمع، تراجع خالد محى الدين خطوة إلى الخلف تاركا رئاسة حزب التجمع إلى خليفته الدكتور رفعت السعيد، مكتفيا بما قدمه خلال السنوات الماضية.
2011 صحة خالد محيى الدين تتراجع والثورة تقوم
بداية من عام 2011 بدأت صحة خالد محى الدين فى التراجع، وتذكر ابنته فى حوار صحفى أن أبناؤه كانوا يمنعونه من متابعة أخبار ثورة يناير نظرا لطبيعته العاطفية، وبكاؤه عند مشاهدته الأحداث.
2018 خالد محيى الدين يصمت
فى صباح السادس من مايو عام 2018 رحل عن عالمنا صاحب "والآن اتكلم" أهم مذكرات وصفت ثورة يناير، وقائد اليسار التاريخى فى مصر، والرجل الذى اختار بنفسه الرحيل عن القيادة فى ذروة تألقها.