فلسطين أرض عربية لن تتغير هوايتها وعاصمتها القدس.. حقيقة تتوارثها الأجيال فى الوطن العربى رغم أنف أى قرارات دولية تصدر من أى دولة فى العالم حتى لو كانت أمريكا نفسها، والتى حاولت تبديل الأوضاع عبر قرار لرئيسها دونالد ترامب بنقل سفارة واشنطن للقدس والاعتراف بها كعاصمة لدولة إسرائيل.
الرئيس الأمريكى يحب دائمًا الظهور فى دور التاجر الشاطر خصوصا أن حياته كلها أدارها على أساس البيع والشراء، وبهذا المنطق يريد إدارة الملف الفلسطينى، وبناءً عليه يحاول إيهام العالم أن كل الأطراف ستدفع من أجل شراء السلام، وهذا ما قاله تقريبًا فى بداية توليه مقاليد الأمور داخل البيت الأبيض، حين أعلن خلال مؤتمر صحفى عقده مع رئيس الوزراء الإسرائيلي في واشنطن 15 فبراير 2017 إن بلاده ملتزمة بالعمل على تحقيق السلام بين اسرائيل والفلسطينيين، مضيفًا :"هذا يتطلب من الطرفين الدخول فى مفاوضات جادة وتبادل التنازلات بينهما".
وبالفعل مثلما أراد ترامب منذ البداية ووعد خلال حملته الانتخابية بأنه سيعترف بالقدس عاصمة إسرائيل فقد فعل وحقق حلم غال للإسرائيليين الذى يزعمون أن القدس هى عاصمتهم الأبدية وغير قابلة للتقسيم لذا يريدون نقل سفارات كل الدول فيها لكن دول كبرى.
والآن بعدما نفذ الرئيس الأمريكى الجزء الأول من خطته يستكمل طريقه، ووفقا لوكالات الأنباء فإن هناك تكهنات عن إعلان وشيك لترامب عن خطة سلام لحل الصراع الفلسطينى الإسرائيلى عقب فترة زمنية قصيرة من الافتتاح المحدد له 14 مايو الجارى.
مسرحية هزلية
وفيما يبدو محاولات للتمهيد للجزء المتبقى لخطة ترامب فإن وزير الدفاع الإسرائيلى إفيجدور ليبرمان خرج بتصريحات لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية زاعمًا :"سوف نضطر إلى تقديم تنازلات للفلسطينيين بعدما تنقل الولايات المتحدة سفارتها من تل أبيب إلى القدس"، مضيفًا :"سيكون هناك ثمن لافتتاح السفارة الأمريكية فى القدس وهو أمر يستحق أن يُدفع لأجله"، لافتًا إلى أنه كان يأمل بالطبع ألا تطالب واشنطن بتقديم أى تنازلات.
تصريحات ليبرمان تدفع للتساؤل أى تنازلات ستقدمها إسرائيل، ومنذ متى وهى تفعل أو تقدم على فعل حسن من الأساس؟، طالما أخبرتنا السنوات أن العدوانى والاستيطان هى اللغة الوحيدة التى يعلمها الإسرائيليون داخل الأراضى المحتلة، واستكمالات لتلك الصورة الهزلية فإن صحيفة "جيروزاليم بوست" الاسرائيلية زعمت فى تقرير نقلته عنها وكالة "سبوتنيك" إن مسئولين أمريكيين قالوا لوزير الدفاع الإسرائيلى إن إدارة ترامب ستطلب الانسحاب من 4 أحياء عربية بالقدس الشرقية التى من المرجح أن تصبح عاصمة لدولة فلسطينية مستقبلية!.
ووفقاً للصحيفة فإن المسئولين الأمريكيين طالبوا من ليبرلمان تقديم نقل السيطرة على الأحياء جيل المكبر وشعفاط وأبو ديس والعيسوية كقطعة واحدة فقط من خطة السلام الأكبر التى ظلت الإدارة الأمريكية تعمل عليها خلال العام الماضى.
ولفتت الصحيفة إلى أنه مقابل التنازلات المتوقعة من إسرائيل امتثالا للرغبة أو الخطة الأمريكية، وعدت إدارة ترامب بتزويد الجيش الإسرائيلى بأسلحة متطور حال نشوب صراعات واسعة فى الشرق الأوسط فى ظل تعقد الأوضاع على الأراضى السورية أو احتمال اشتعال صراع ما بين الولايات المتحدة وإيران فى أعقاب القرار المتوقعة بالانسحاب من الاتفاق النووى الإيرانى.
مقاومة فلسطينية
تقرير الصحيفة الإسرائيلية يكشف عن مواجهة الشعب الفلسطينى لمسرحية هزيلة متمثلة فى التنازل المزعوم إسرائيل عن أحياء هى فلسطينية من الأساس!، وفى ظل انكشاف جانب من أوراق اللعبة بالنسبة للولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل، يطرح مراقبون للقضية الفلسطينية أسئلة من نوعية، ماذا عن الفلسطينيين هل سيقبلون هذا الواقع المفروض عليهم أم أنهم سيكون لهم رأى أخر فى المستقبل، خصوصا أن الأيام علمتنا أن الشعب الفلسطينى لم ولن يستسلم لأمر واقع أبدًا رغم كل ما يمارس ضده من أعمال عنف من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية يوميا فى الأماكن المختلفة.
وعلى الصعيد الرسمى فإن الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن طالب بإيقاف النشاطات الاستيطانية فى الأرض المحتلة عام 1967 وبما فيها القدس الشرقية، وتجميد القرار الذى يعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ووقف نقل السفارة الأمريكية للقدس، وقد تم إعلان تلك الرؤية أمام مجلس الأمن فى 20 فبراير الماضى، كما أن وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية نددت مؤخرًا بالهجوم الأمريكى الإسرائيلى المتصاعد ضد الرئيس محمود عباس، والحملة المعادية لنهج وثقافة السلام التى يتبناها، معتقدين أن ذلك سيوفر لهما فرصة ومناخات مناسبة لتمرير ما يسمى بـ"صفقة القرن" التصفوية للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطينى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة