تعود تحقيقات التدخل الروسى فى الإنتخابات الرئاسة الأمريكية لصدارة المشهد مجددا، وسط دخولها مرحلة أكثر إثارة، حيث يتجه المحقق الخاص روبرت مولر لاستجواب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بشأن شبهات التنسيق بين حملته وموسكو، وهو ما دفع الفريق القانونى للبيت الأبيض لاتخاذ موقف صارم من مولر.
وقد أبدى الفريق القانونى للرئيس ترامب نغمة أكثر صارمة تجاه روبرت مولر، معلنين أن الرئيس قد يرفض التعاون مع المحققين التابعين للمحقق الخاص، وتقول صحيفة وول ستريت جورنال، إن هذا الموقف يأتى فى الوقت الذى يواجه فيه التحقيق بالفعل أزمة زمنية بسبب اقتراب موعد الانتخابات النصفية.
وقال رودولف دبليو جيوليانى، المحامى الرفيع المنضم حديثا لفريق ترامب القانونى، إن الرئيس قد يستعين بالتعديل الخامس للدستور لتجنب الإدلاء بشهادته فى التحقيق الخاص بالتدخل الروسى.
وأشار جوليانى، المدعى العام الاتحادى السابق ورئيس بلدية نيويورك اللذان استعان به ترامب للتواصل السلس بين البيت الأبيض والمحقق الخاص، إلى إن الرئيس يمكن أن يتحدى أمر الاستدعاء للإدلاء بشهادته. وقال، فى مقابلة على قناة إيه بى سى: "ليس علينا ذلك.. إنه رئيس الولايات المتحدة.. يمكننا تأكيد نفس الامتيازات التى يتمتع بها الرؤساء الآخرون ".
وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد كشفت الأسبوع الماضى، أن مولر لديه أكثر من 40 سؤالًا حول مجموعة شاملة من الأمور التى يريد أن يعرفها من الرئيس الأمريكى بشأن علاقته بروسيا، ويقرر ما إذا كان ترامب قد عرقل التحقيق نفسه، ذلك وفقا لقائمة الأسئلة التى أطلعت عليها الصحيفة.
وتركز الأسئلة بشكل رئيسى على إقالة جيمس كومى، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالى F.B.I، وهى الخطوة التى وصفها البعض بعرقلة سير العدالة نظرا إلى أن مولر وقت إقالته كان يحقق فى الملف الروسى، وكذلك إقالة مايكل فلين، أول مستشار للأمن القومى ومعاملته مع المدعى العام جيف سيشنز واجتماع برج ترامب الشهير فى يونيو 2016 بين مسؤولى الحملة والروس وعرض الروس تقديم مواد تضر بمنافسته الديمقراطية هيلارى كلينتون.
وقال جوليانى، الذى التقى بمكتب المحقق الخاص بعد فترة وجيزة من انضمامه إلى الفريق القانونى لترامب ، إنه هو ومحامى آخر، جاى سيكلو، اتفقا على أن الرئيس لا ينبغى أن يتكلم مع مولر. لكنه أقر بأنه لا يملك سوى القليل من السيطرة على الرئيس الذى قال إنه لا يزال يريد التحدث إلى المحقق الخاص الخاص.
وتقول نيويورك تايمز إن إستخدام ترامب التعديل الخامس يقوض إدعائه القديم بأنه ليس لديه ما يخفيه حول علاقات حملته مع روسيا. وخلال الحملة الانتخابية الرئاسية، سخر من خصمه الديموقراطى هيلارى كلينتون عندما استحضر بعض مساعديها التعديل الخامس خلال تحقيق فى الكونجرس حول استخدامها لخادم بريد إلكترونى خاص خلال عملها وزيرة للخارجية.