يراود بعضنا فى بعض الأحيان شعور بالخوف من أن يتم اختراق حسابه على فيس بوك، أو أن يتمكن أحد من الدخول على واتس آب وقراءة رسائله الخاصة، أو حتى أن يرى شخص ما سجل تصفحه على الإنترنت ويكون قريبا للغاية من معرفة تفاصيل حياته، وتدرك شركات التكنولوجيا هذا جيدا، لذا تعمل على طمأنة المستخدمين من فترة لأخرى بأن بياناتهم وحساباتهم مؤمنة ولا يمكن لأحد الاطلاع عليها، وهذا الأمر به جانب من الصحة فى ظل تقنيات التشفير، وفريق الموظفين الذين يحيلون دون هذا الأمر، ولكن هل تثق تماما فى هؤلاء الموظفين الذين لديهم صلاحيات كبرى فى الدخول على حساباتك وقراءة رسائلك ومعرفة أدق التفاصيل عنك؟، فعليك ألا تثق لأن هناك تاريخا سيئا للغاية لهؤلاء الموظفين الكبار مع مستخدمين خدماتهم.
فيس بوك تطرد موظفا يتعقب النساء
طردت شركة فيس بوك خلال الشهر الحالى أحد مهندسيها، بناءً على مزاعم مفادها أنه استخدم موقعه فى الشركة للوصول إلى معلومات شخصية بغرض ملاحقة النساء على الإنترنت، واتضح هذا الأمر بعد أن قامت "جاكى ستوكس"، مؤسس شركة الأمن السيبرانى Spyglass Security، بالتغريد بأن لديها نسخًا من المحادثات التى تثبت ذلك من تطبيق Tinder للتعارف.
وأوضحت أنها تمكنت من معرفة أن مهندسًا أمنيًا يعمل حاليًا فى Facebook يستخدم بعض صلاحياته للوصول وتعقب السيدات عبر الإنترنت، وبعدها كتبت أنها تمكنت من تحديد هوية المهندس، وشاركت بعض اللقطات من محادثات تجمع بين المهندس وأحد ضحاياه.
ووفقا لموقع "إندبندنت" البريطانى فأعلنت فيس بوك أنها تحقق فى الحادث، وقال أليكس ستاموس، رئيس الأمن فى فيس بوك، فى بيان: "إننا نحقق فى هذا الأمر على وجه السرعة"، وبعدها قالت الشركة إنه تم فصل مهندس الأمن، وأضافت: "من المهم أن تظل معلومات الأشخاص آمنة خاصة عندما يستخدمون Facebook، ولهذا السبب لدينا ضوابط صارمة على السياسات وقيود فنية حتى يتمكن الموظفون فقط من الوصول إلى البيانات التى يحتاجون إليها للقيام بوظائفهم".
موظفو أوبر يتجسسون على المشاهير
فى عام 2016 كشف تقرير من موقع bbc البريطانى، عن نقص فى الأمن الداخلى سمح للموظفين بالتجسس على رحلات العملاء، وقال وارد سبانجيرنبيرج، محقق جنائى سابق، فى دعوى تم رفعها ضد الشركة: "ضعف الإجراءات الأمنية فى أوبر فيما يتعلق ببيانات عملائها مكن الموظفين فيها من تتبع سياسيين بارزين ومشاهير، وحتى معارف شخصية للموظفين فى أوبر، بما فى ذلك أصدقاء وصديقات سابقين وأزواج سابقين."
وعلى الرغم من نفى الشركة والدفاع عن نفسها، وتوضيحها بأن هناك تسجيلا لدخول الموظفين على البيانات وتتم مراجعة ذلك بشكل دورى، إلا أن هناك عددا كبيرا من الخبراء الأمنين الذين قالوا إن أوبر سمحت بإمكانية الوصول لبيانات الركاب بشكل كبير.
ولم تكن هذه هى الاتهامات الوحيدة لأوبر بل فى عام 2014 تم تعقب إحدى رحلات مراسلة موقع buzzfeed، عن طريق أداة "جود فيو" دون إذن منها.
موظفو تويتر يطلعون على الرسائل الخاصة
بدأ المستخدمون يشكون فى موقع التغريدات القصيرة "تويتر" مع بداية هذا العام عندما قالت منظمة "Project Veritas" إن موظفى الموقع يتقاضون نقودا مقابل متابعة الرسائل الشخصية للمستخدمين، وأن هذا يتم من خلال استخدام رموز خاصة تساعد فى الدخول إلى الرسائل الشخصية لجميع المستخدمين، وليس هذا فقط بل حتى الرسائل المحذوفة الخاصة ببعض المستخدمين المحددين يتم الاطلاع عليها لأنه يتم حفظها فى الخادمات.
كما نشر الناشط السياسى الأمريكى "جيمس أوكيف" فى يناير الماضى مقطع فيديو على موقع يوتيوب يزعم فيه أن موظفى تويتر يتجسسون على رسائل المستخدمين المباشرة، ويتم الدفع لهم مقابل مراقبة ما ينشره المستخدمون على الموقع، ونفت شركة "تويتر" ما تم ذكره بالكامل داخل الفيديو، وقالت إنها مجرد ادعاءات كاذبة، وأوضحت أن تويتر بتطبيق القواعد التى يفرضها دون تحيز، ويعمل على تمكين الجميع من أن يكون له صوت على الموقع.
الطرد والنفى سلاح الشركات
فى أغلب الحالات التى تم الكشف فيها عن تجسس موظفين على المستخدمين بهدف شخصى أو بأمر من الشركة، قامت الشركات بإطلاق تكذيبات وتوضيحات فى محاولة للحفاظ على سمعتها، ولكن هناك حالات أخرى كان القرار فيها هو الطرد من الوظيفة بعد ثبوت تهمة تجسس الموظف الذى يمتلك صلاحيات واسعة على المستخدمين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة