هيمنت السوشيال ميديا على كل شيء فى مصر تقريبًا حتى العادات الراسخة منذ سنوات طويلة بدأت فى التغيير وتزلزلت عروشها تحت وطأة مواقع التواصل الاجتماعى والانغماس داخل، والآن ونحن فى انتظار شهر رمضان المبارك بعد أيام قليلة نرصد كيف يستعد المصريون لهذه الأيام المباركة فى عصر التكنولوجية؟.
ميزانية الشهر والتدبير الإلكترونى !
ومن منطلق أن أغلب الأمور فى حياتنا اليومية بدأت تتحكم فيها التكنولوجية فإن الاستعدادات لرمضان اتسمت بهذه الصبغة، سواء تدبير ميزانية الشهر الكريم وشراء مستلزماته من أطعمة ومأكولات المعروفة من ياميش وخلافه باتت تتم عن طريق الأونلاين من خلال التعرف على العروض المقدمة من قبل سلاسل السوبر ماركت الشهيرة أو الأسواق المختلفة، بعد تحديد الأسعار ومعرفة ما هو أفضل؟ وما هو مناسب، تدون كل أسرة ما تريده قبل النزول للشراء، فلم يعد التسوق العشوائى والتجول بين المحلات المختلفة لربات البيوت مثلما كان، فقد غنى عنه التعرف على العروض المختلفة عبر الإنترنت وصفحات السوشيال ميديا فى كثير من الأوقات.
فانوس وزينة رمضان.. كله من على النت
"فانوس رمضان المصنوع يدوياً".. اعتقد الكثيرون أنه موضة وانتهت ولم يعد له مكانا فى عصر هيمنة المنتجات الصينية واندثار شكل الفانوس التقليدى وحل محله أشكال أخرى سواء شخصيات كرتونية ولاعبى كرة، تدار بالبطاريات وأحيانًا الأغانى المختلفة من رمضان جانا وغيرها من الأغانى التراثية المتعلقة بالشهر الفضيلة، إلا أن الغريب عودة الفانونس التقليدى المصنوع يدوياً فى الظهور مرة أخرى عبر صفحات تنتشر على "السوشيال ميديا" وتعلن عن تصميمات تحمل صور الأشخاص أو وضع الأسماء عليها، والبيع والشراء والاتفاق كله عبر الإنترنت، وحتى زينة رمضان باتت هناك صفحات تعلن عن تصميمات خاصة للراغبين فى الشراء.
اختار مسلسل الشهر من صفحة نجمك !
وبعد الانتهاء من وضع الميزانية الشهر وشراء المستلزمات وحتى الكماليات من فانوس وزينة وغيرها من الأمور الخاصة بالطقوس الروحانية لشهر رمضان يتبقى للمصريين أمر آخر متعلق بمشاهدة المسلسلات والبرامج المفضلة، فلم يعد للدعاية التليفزيونية تأثير على المشاهدين بنفس الطريقة للصفحات على مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" أو تويتر، فعلى سبيل المثال لا الحصر استطاع النجم الكوميدى محمد هنيدى الترويج لمسلسله أرض النفاق عبر حسابه على تويتر من خلال عرض مقتطفات منه وصور منه بشكل يومى والتجاوب مع معجبيه وليس هذا فحسب إنما أعلن عن مسابقة جماهيرية والفائزة جائزة تصوير مشهد معه فى هذا العمل.
وعلى نفس طريقة سار محمد رمضان بعمل دعاية على صفحته على فيس بوك لمسلسل نسر الصعيد، وكما تم إنشاء صفحة خاصة بالعمل الفنى وتبث أغانى المسلسل سواء تترات البداية أو النهاية أو الأغانى الأخرى التى سيتم إذاعته على مدار الحلقات، وليس هنيدى ومحمد رمضان فقط إنما كل الفنانين تقريبا وصانعى مسلسلات رمضان اتبعوا نفس الطريقة فى الدعاية للترويج لأعمالهم خصوصا فى ظل عددها الكبير يحتاج المشاهد لتحديد عمله الذى سيتابعه قبل بداية شهر رمضان.
المشاهدة اونلاين!
وحتى بعد انطلاق المسلسلات الرمضانية، فإن الكثيرين يلجئون للمشاهدة اونلاين فى ظل كثرة عدد الأعمال الفنية المقدمة وكذلك طول مدة الفقرات الإعلانية التى يمل منها المشاهد فى بعض الأحيان أثناء متابعته للمسلسل عبر التلفزيون، وعدم مناسبة مواعيد العرض سواء فى الإذاعة الأولى أو الإعادة، وهنا يكون الحل السحرى متابعة الأحداث بالكامل عبر الإنترنت.
وبعد قيام المصريون بكل الخطوات السابق إشارة إليها فإن قطاع عريض منهم لن ينسى بالتأكيد نسيان تغيير صورة بروفيلاتهم، ووضع صور تتناسب مع الشهر الكريم سواء فانوس أو غيرها من الأمور المتعلقة برمضان، وكذلك يستعدون لكتابة الأدعية لدينية فى نهار رمضان ثم الكتابة عن المسلسلات والبرامج المفضلة بعد الإفطار.
وبشكل عام فى ظل هذا التغير الجزئى للعادات والطقوس الخاصة بشهر رمضان فى ظل الهيمنة التكنولوجية وتدخل السوشيال ميديا إلى أبعد مدى فى حياتنا، تدول تساؤلات فى الأذهان عن المستقل، وما مدى تأثير تلك التطورات الفنية على حياتنا وكيف يمكنها تبديل حياتنا واقتلاع عادات ظل راسخة لعقود من الزمن!.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة