تتكالب القوى الليبية ولاسيما تيار الإسلام السياسى على مقدرات الشعب الليبى، وتسعى لتحقيق مصالحها الشخصية عبر إبرام تحالفات مع قيادات الجماعة الليبية المقاتلة "القاعدة" وقادة جماعة الإخوان الليبية، إضافة لمحاولة إبرام تحالفات مع عناصر النظام الليبى السابق الذين لا يمتلكون رؤية صائبة لتطورات الأوضاع السياسية الليبية.
الإرهابى عبد الحكيم بلحاج
الغريب فى الأمر أن أنصار النظام الليبى السابق كانوا على إطلاع كامل ببرنامج "ليبيا الغد" الذى كان يقوده سيف الإسلام القذافى الذى قرر التصالح مع قادة الجماعة الليبية المقاتلة وجماعة الإخوان فى ليبيا، وقرر الإفراج عنهم وصرف تعويضات ضخمة لهم إلا أنهم لم يحفظوا العهد وانقلبوا على سيف الإسلام القذافى وقتلوا والده العقيد الليبى معمر القذافى، ويثير تحرك بعض أنصار النظام السابق للتحالف مع الإسلاميين الدهشة لعدم التزام الإسلام السياسى الليبى بأى تحالف أو عهد والدليل تنكيلهم بأسرة العقيد الراحل معمر القذافى.
سيف الإسلام القذافى وبلحاج والصلابى
وفى تحرك خبيث يقوده تيار الإسلام السياسى الليبى للقفز على المشهد وإبرام تحالفات جديدة، تنظم المخابرات القطرية والتركية مؤتمر فى العاصمة السنغالية داكار، يوم الجمعة المقبل، اجتماعات بين الأطراف الليبية وتحديدا تيار الإسلام السياسى وبعض أنصار النظام الليبى السابق.
وأكدت مصادر ليبية مطلعة لـ"اليوم السابع" ان المؤتمر ينسق له تاجر السلاح العالمى جون ايف اوليفى، وذلك بتخطيط وإشراف تيار الإسلام السياسى وتمويل قطرى تركى، موضحة أن الاجتماع سيحضره الإخوانى الليبى صالح المخزوم، والإخوانى على دبيبه، والقيادى فى الجماعة الليبية المقاتلة الإرهابى عبد الحكيم بالحاج ، إضافة لبعض أنصار النظام الليبى السابق ومنهم عبدالله عثمان القدافى وهو مقيم بالقاهرة، إضافة لمشاركة الشيخ حسن المبروك الزنتانى وهو أحد أنصار النظام الليبى السابق.
وأشارت المصادر الليبية إلى أن مشاركة بعض أنصار الليبى السابق خطأ جسيم ويكشف عن تشتت أنصار النظام الليبى السابق فى عدة اتجاهات وعدم قدرتهم على قراءة المشهد السياسى بشكل صحيح، موضحة أن بعض أنصار القذافى لا يدركون أن الدول التى تدعم جماعة الإخوان الليبية بدأت تتخلص منهم والابتعاد عنهم رويدا رويدا، مؤكدة أن تيار الإسلام السياسى بدأ يعى أن المصالحة الوطنية هى سبيله الوحيد للعودة للمشهد الليبى.
عبد الحميد الكزة
وحذرت المصادر أنصار النظام الليبى السابق من تيار الإسلام السياسى الذى لا يحفظ عهدا أو كلمة، مشيرة إلى موقف سيف الإسلام القذافى من الإسلاميين وتحركه للعفو عنهم وصرف لهم تعويضات ضخمة، معربة عن دهشتها من تعامل بعض الدوائر الغربية باستحياء مع جماعة الإخوان الليبية وعدم التنصل منها، مؤكدة أن الجماعة تورطت فى دماء الشعب الليبى وسيؤدى الدعم الغربى لها لدفع المواطن الليبى والأوروبى فاتورة هذا الدعم الأعمى للإخوان.
وأشارت المصادر إلى أن خمسة قيادات ليبية من الإسلاميين سيتحركون بطائرة خاصة من العاصمة تونس، مؤكدة أن 6 قيادات مدعومة من المخابرات التركية ستشارك فى الاجتماع وفى مقدمتهم عبد الحميد الكزة وهو أحد أنصار النظام الليبى السابق، موضحة أن الكزة كان يقيم فى القاهرة لعدة سنوات وقرر فجأة العودة إلى طرابلس ومنها إلى تركيا للارتماء فى أحضان المخابرات التركية والتنسيق مع الإرهابى على الصلابى.
ويبلغ عدد المشاركين فى مؤتمر داكار 14 شخصا من تيار الإسلام السياسى وأنصار النظام الليبى السابق، وقد اعتذر عن المشاركة عدد من أنصار النظام الليبى السابق وفى مقدمتهم أحمد قذاف الدم وخالد الخويلدى.
وأوضحت المصادر الليبية أن اجتماع داكار يهدف إلى العمل ضد خطة المبعوث الأممى إلى ليبيا غسان سلامة، وإفشال خطة المبعوث الأممى التى تحظى بدعم دولى وإقليمى لإرساء الأمن والاستقرار فى الدولة الليبية، مؤكدة أن الاجتماع يهدف للقضاء على اتفاق الصخيرات وشن حملة شرسة ضده للقضاء عليه وإدخال ليبيا مستنقع الفوضى من جديد.