بعد 24 ساعة من إعلان حركة النهضة الإسلامية – إخوان تونس – تصدرها لنتائج انتخابات البلدية التى جرت فى تونس يوم الأحد الماضى، وبعد أن احتفل أنصارها بالشماريخ أمام مقر الحركة وبدأت قياداتها فى ترتيب مرحلة السيطرة على مفاصل الدولة التونسية، فجرت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات مفاجأة فور الانتهاء من عملية الفرز اليدوى لجميع لجان الانتخابات بأن النهضة ليست فى المقدمة.
إعلان الهيئة العليا المستقلة للانتخابات جاء على لسان أحد أعضائها رياض بوحوشى الذى صرح للوكالة الرتونسية الرسمية اليوم الثلاثاء بان القائمات المستقلة حازت على المرتبة الأولى فى الانتخابات البلدية لعام 2018 متفوقة على كافة الأحزاب السياسية بنسبة 32.72%.
وقال بوحوشى إن حركة النهضة حصلت على المرتبة الثانية وحركة نداء تونس على المركز الثالث بينما التيار الديمقراطى المرتبة الرابعة متحفظا عن تقديم النسب فى هذا الإطار، وأضاف انه تم الانتهاء من عملية الفرز اليدوى وهى العملية الأهم فى الانتخابات البلدية قائلا فى هذا الصدد "لدينا كل الاحصائيات وسيقع الإعلان عن النتائج لاحقا باعتبار ان هناك مراجعات، بالاضافة الى القائمات التى قد قامت بمخالفات طيلة الحملة الانتخابية وطيلة الصمت الانتخابى ويوم الاقتراع".
وعن نوعية الخروقات التى رفعتها هيئة الانتخابات أبرز بوحوش ان الهيئات الفرعية راسلت فى العديد من التجاوزات والاخلالات موضحا ان مجلس الهيئة سيتثبت من مدى تأثيرها على نتائج الانتخابات، ومؤكدا ان نسبة الاقبال الرسمية فى الانتخابات البلدية تتجاوز 35% فى انتظار اجراء الانتخابات البلدية فى الدائرة البلدية بالمظيلة بولاية قفصة التى تم وقفها بسبب مخالفات.
إعلان الهيئة أربك قيادات إخوان تونس الذين رتبوا أوراقهم على أنهم منتصرون وتمكنوا من حكم تونس مجددا بعد سنوات من التراجع، هذا الإرتباك ظهر فى تصريح المتحدث الرسمى باسم الحركة عماد الخميرى والذى رفض التسليم بأن المستقلين فى مقدمة الانتخابات، وقال الثابت أن أغلب البلديات كان فيها التقدم لحركة النهضة وإذا أردتم القول أن المستقلين فى المرتبة الأولى إعطونا أرقام.
وقال الخميرى التونسيون لديهم العشرات من القائمات البديلة الحزبية منها والمستقلة لكن التصويت اتجه الى اختيار حركة النهضة، وأضاف أن القائمات المستقلة لا يمكن عدّها جسما انتخابيا مع احترامنا لهم، قائلا "عندما نتحدث عن 350 بلدية اريد ارقاما عن فوز المستقلين بالمرتبة الاولى"، فاغلب البلديات كان من نصيب حركة النهضة و البلديات الكبرى فى مراكز الولايات كانت من نصيب الحركة.
وكان حزب النهضة قد سارع منتصف ليل الأثنين الى الإعلان عن فوزه بالانتخابات وأعلن مسئولون من الحزب فوز حزبهم متقدما على منافسه المدنى نداء تونس – حزب الرئيس التونسى - فى أول انتخابات بلدية تجرى بتونس بعد ثورة 2011، وقال القيادى فى «النهضة» لطفى زيتون بعد فرز الأصوات فى مراكز الاقتراع: «النهضة فاز فى الانتخابات، متقدما على نداء تونس بفارق يصل 5% فوزنا هو تتويج لانفتاح النهضة وبحثها الخيار الديموقراطى والتوافق الذى عمل عليه رئيس الحركة راشد الغنوشي».
وسارع أنصار الحركة الى تثبيت هذه النتائج الغير رسمية بالتجمع أمام مقر «النهضة»، رافعين أعلام تونس وأعلام الحزب واشعلوا الألعاب النارية احتفالا بالفوز، وقدم راشد الغنوشى رئيس الحركة الشكر للشعب التونسى الذى صوت لصالح حركته الإسلامية.
وسيظل هذا السجال مسيطرا على الساحة السياسية التونسية حتى إعلان النتائج الرسمية من قبل الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بداية يونيو المقبل، وقال عضو الهيئة نبيل بفون، بأن الأجل الأقصى للإعلان النهائى عن نتائج الانتخابات البلدية سيكون فى بداية شهر يونيو القادم.
وأوضح بفون، أنّ الإعلانى النهائى سيكون بعد البت فى الطعون المعروضة لدى المحاكم الادارية، مشيرا إلى أن فترة التقاضى لدى المحكمة الادراية تتراوح بين 21 و27 يوما، لافتا الى أن آجال الطعون هو اختصاص مطلق للمحاكم الإدراية، حيث أنّ الإعلان عن النتائج الأولية سيكون غدا وتقديم الطعون فى النتائج لدى المحكمة الادارية سيتمد على مدى 3 أيام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة