قالت الكاتبة البريطانية كاملة شمسى، باكستانية الأصل، إنها حينما كتبت رواية "حريق المنزل" الفائزة بجائزة المرأة للخيال لعام 2018، لم تكن تتصور أن وزير داخلية بريطانيا سوف يكون مواطنا بريطانيا باكستانى الأصل مسلما، مثلما كتبت ضمن أحداث روايتها.
وأشارت كاملة شمسى، خلال حوار أجرته معها صحيفة الجارديان، بعد فوز روايتها "حريق المنزل" بجائزة المرأة للخيال لعام 2018، إلى أنها حينما سئلت من جمهور القراء حول الأسباب التى جعلتها تتوقع فى روايتها التى بدأت فى كتابتها عام 2015، أن يكون وزير داخلية بريطانيا مواطنا باكستانى الأصل مسلما، أو أن يكون عمدة لندن أيضا، مواطنا باكستانيا مسلما، يحمل الجنسية البريطانية، علقت قائلة: "أنا لست كاهنة.. هذه الأمور كانت فى الماء".
وقالت كاملة شمسى: "بعدما صدر روايتى Burnt Shadows وA God in Every Stone، والتى تدور أحداثهما فى منطقة تاريخية كنت حريصة على كتابة شىء ما يتعلق بأيامنا هذه، رواية لا تتطلب الكثير من البحث. كنت على استعداد للكتابة ولكننى كنت غير متأكدة من ذلك ومما أريد أن أكتب".
وتشير كاملة شمسى إلى أنها خلال هذه الفجوة الإبداعية قرأت مسرحية مأساة أنتيجون الكلاسيكية، وهى من الأساطير اليونانية، وخلال القراءة فوجئت بظهور أبطال الرواية. محمد أموازى، المولود فى بريطانيا، والمعروف أيضاً باسم الجهادى جون، وكان اسمه يتصدر عناوين الأخبار، وبأنه منفذ عملية الإعدام بحق الرهائن الأجانب، إلى جانب سلسلة من القصص حول الشباب البريطانيين الهاربين إلى الجماعات الدينية.
كما تشير كاملة شمسى إلى أنه حينما أعلنت تيريزا ماى، وزيرة الداخلية البريطانية، عن مشروع لتعديل قانون الهجرة يوسع صلاحياتها فى سحب الجنسية عن أى مواطن متجنس فى حال تم اعتباره متورطا فى أى نشاط يلحق الضرر بمصالح لندن، شعرت بأنها تعرضت لضربة قوية، وأدركت أنها استقرت على الفكرة الأساسية للرواية.
وتعتمد الفكرة الأساسية لرواية "حريق المنزل" على مأساة "أنتيجون" وهى من الأساطير اليونانية، والتى تحكى عن قصة أميرة تُجبر على الاختيار بين طاعة الملك، وهو عمها، أو إصرارها على دفن شقيقها، الذى تُركت جثته لتتعفن كعقوبة له على خيانته وجرائمه الإرهابية على المملكة التى ينتمى إليها.
وفى هذا الإطار، تدور رواية "حريق المنزل" حول "أنيكا" التى سافر شقيقها سراً إلى سوريا للانضمام إلى مقاتلى الدولة الإسلامية فى سوريا، وفى نفس الوقت تحاول شقيقتها الأكبر سنا حماية الأسرة من معرفة الشرطة البريطانية بأمر شقيقها، إلا أن "أنيكا" تتجه لإجبار وزير الداخلية البريطانى، المسلم، على السماح لشقيقها الخائف بحق العودة إلى المملكة المتحدة.
ومن يتضح سؤال رواية "حريق المنزل" للكاتبة كاملة شمسى، وعلاقتها بمستقبل بريطانيا متعددة الثقافات اليوم، حسبما ذكرت الجارديان، وهو ما علقت عليه كاملة شمسى، التى تعيش فى لندن، والحاصلة على الجنسية البريطانية، قبل عامين من بدء العمل على رواية "حريق المنزل"، حيث تقول: "كنت أدرك تمامًا ما كان يحدث بشأن المواطنة وكيف كان من السهل أن يسقط المرء بين الشقوق. وحتى ذلك الحين، فى كل مرة كنت أقوم فيها بتوقيع نموذج تجديد الإقامة كنت أشعر بالتوتر بشكل لا يصدق: ما الذى كان سيحدث لو أننى وضعت علامة على مربع واحد بشكل خاطئ؟".
وبسؤالها إذا ما كانت متشائمة أم متفائلة؟ قالت كاملة شمسى: أنا أميل إلى أن أكون متفائلة بشأن الطبيعة البشرية ولكننى متشائمة من السياسة، فعلى الرغم من أننى نشأت فى باكستان وأعرف أن هناك عنفًا فى كل مكان، وأعيش فى لندن الآن، وأعود في كل شتاء لقضاء عدة أسابيع فى مدينة تشكل فيها الاغتيالات حقيقة يومية، إلا أننى أعتقد بأننا نعيش فى أوقات مخيفة للغاية ويجب أن نجد طرقًا للنظر فيها بشكل مباشر وإيجاد أسباب للتفاؤل".