لكل مملكة تاج، وكذلك الحال فى مصر قبل ثورة يوليو لكن فى كل صور الملك فاروق وقبله والده الملك فؤاد لم يظهر أى منهما وهو يرتدى تاجا بل طربوش، فى حين كان التاج المصرى توضع رسومات له مع الشعار الملكى فى الأوراق والوثائق الملكية وحتى الشعار الملكى نفسه موجود حاليا فوق مبان تاريخية فى منطقة وسط القاهرة، منها الشهر العقار نفسه، لكن لا أثر للتاج، فلماذا لم يكن الملك فاروق يرتدى تاجا.
الملك فاروق والعائلة المالكة المصرية كانت عادة ما تتعامل مع أفضل صناع المجوهرات فى العالم على رأسهم "كارتييه" التى يخطئ البعض فى كتابتها أحيانا بالعربية "كارتير"، وفى بداية حكم الملك فاروق كان يريد صناعة تاج يشبه التاج الرسمى فى الصور والوثائق، ويكون مزينا باللوتس المصرية، لكن عارضت الحكومة المصرية عام 1936 بسبب التكلفة العالية وبعد مفاوضات تخلى الملك فاروق عن الفكرة وقرر الالتزام بالطربوش كنوع من احترام التقاليد، خاصة أن والده نفسه لم يرتد مجوهرات غيره.
والحقيقة أن الوثائق التاريخية تقول إنه كان هناك تاجان لمصر الأول هو "تاج الخديوية" والثانى هو "تاج المملكة"، تاج الخديوية كان الشكل الرسمى المرسوم على الوثائق الخاصة بخديوى مصر منذ أصبح لقب الخديوى مرتبطا بحاكم مصر تحت الدولة العثمانية وحتى 1914، وبعدها ظل شكل التاج كما هو، وإن كان أصبح اسمه هو "تاج السلطنة".
تاج الخديوي
شكل تاج الخديوية أو السلطنة كان يحمل شعارات الدولة العثمانية "الهلال والنجمة" فى الأعلى وفى محيط الرأس. وفى عام 1922 أصبح لقب حاكم مصر "ملك"، وذلك دليل على استقلال مصر عن الدولة العثمانية وبريطانيا، حتى لو كان الاحتلال البريطانى موجودا فى أرض الواقع.
التاج الملكي المصري
ومع صعود نداءات الاستقلال تغير شكل التاج حتى أصبح يحمل اللوتس المصرية بدلا من الهلال والنجمة العثمانى، وإن كان الهلال والنجمة ظلا موجودين أعلى التاج كبديل عن الرسم شكل الصليب الموجود فى أغلب التيجان الأوروبية ومنها البريطانى، فصر وقبلها الدولة العثمانية صممت التيجان فى القرنين التاسع عشر والعشرين بأسلوب أوروبى وبالتحديد بأسلوب بريطانى، كنوع من الندية أمام الإمبراطورية البريطانية.
على نحو آخر كانت النساء فى العائلة المالكة المصرية يرتدين التيجان بشكل عادى، وكان لديهن مجموعة متنوعة من التيجان تم عرض بعضها للبيع فى مزادات عام 1954.
لكن هناك تاجا مصريا واحدا فقط ما زال ضمن ملكية عائلة مالكة، ويحمل اسم "تاج الخديوى" ولا تجعل الاسم يختلط عليك بالتاج المذكور فى الأعلى فهذا التاج هو فى الحقيقة "تيارا" أو - تاج غير رسمى - كانت هدية من الخديوى عباس حلمى الثانى للأميرة مارجريت كونوت حفيدة الملكة فيكتوريا، بمناسبة زواجها من الأمير جوستاف أدولف أمير السويد.
وكان التاج الهدية تم تصميمه عام 1905 من "كارتييه" أيضا، وحرص الخديوى عباس حلمى الثانى تقديم مثل هذه الهدية لسببين الأول أنه كانت نوعا من التقارب مع بريطانيا، والثانى هو أن الأميرة مارجريت والأمير جوستاف كانا التقيا لأول مرة فى القاهرة، حيث وقعا فى الحب.
الأميرة مارجريت مع التاج على شكل بروش
التاج الماسى كان تصميمه مميزا فهو مرن جدا لدرجة أن الأميرة مارجريت كانت ترتديه أحيانا كقطعة حلى على الصدر، ومن بعدها توارث العائلة المالكة السويدية التاج حتى انتقل للدنمارك أصبح تاج الزفاف للعائلة المالكة ترتديه كل أميرات العائلة، والآن هو ملكية خاصة لملكة الدنمارك مارجريت الثانية.