ان الله تعالى أعطى جميع عباده القدر الكافى من الرزق ولكنه لحكمة بالغة علمها من علم وجهلها من جهل وضع مال الفقراء واليتامى تحت ايدى الاغنياء ثم امرهم ان يعيدوا هذه الامانه الى مستحقيها وانظروا كيف يقرر المصطفى صلى الله عليه وسلم هذه الحقيقة فى حديث رواه على بن ابى طالب كرم الله وجهه:
(إن الله تعالى جعل فى أموال الأغنياء القدر الذى يسع فقراءهم ولن يجهد الفقراء إذا جاعوا أو عروا إلا بما يصنع أغنياؤهم. إلا وان الله محاسبهم على ذلك فيعاقبهم ويعذبهم عذابا شديدا)
ونتساءل لماذا وضع الله مال هذا الفقير فى يد الغنى ؟ لقد وضعه فى يده امتحانا وابتلاء واختبارا فهل يكون أمينا عليه ويؤديه الى اصحابه فيثيبه الله اعظم الثواب أم يكنز المال كله ويحرم الفقير فيعاقبه الله أشد العقاب.. فقد قال الله تعالى: "والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها فى سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم يوم يحمى عليها فى نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لانفسكم فذوقوا ماكنتم تكنزون".
هذه هى الحقيقة التى ينبغى ان نعلمها حتى نقضى على الفقر الذى كاد أن يكون كفرا والذى يشكل خطرا كبيرا على عقيدة الإنسان فهو قد يدفع العبد الفقير – والعياذ بالله إلى سوء الظن فى العدل الالهى وهو خطر على الأسرة أيضا حيث يندفع الى قتل اولاده خشية عليهم من الجوع والضياع وهو مانهى عنه الاسلام .
والنفس البشرية بصفة عامة قد تتزعزع ثقتها فى قضاء الله إذا وجدت من يملك المال الكثير وأخر يعانى من الفقر المدقع والجوع المفزع ولا يجد ماينفقه على نفسه واولاده فيغدو ضعيفا فى مواجهة الأزمات فيحقد ويحسد بسبب الفوارق الاجتماعية وتقصير الأغنياء فى أداء واجبهم .
حق الفقراء على الاثرياء أن يعينوهم فى التكسب بالقرض الحسن حتى يتعففوا عن سؤال الناس ويعتمدون على أنفسهم فى سد احتياجاتهم ونتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم " الصدقة برهان " أى دليل على صدق الايمان والثقة فى الثواب الذى يعده الله للمنفقين .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة