"العمدة" ذلك الرجل الوقور الذى يتسم بالهيبة ويحظى بثقة جميع أهل القرية، ليكون ممثلا رسميا باسمهم لدى الجهات الرسمية وفى ذات الوقت يكون عون لتلك الجهات لاسيما الأمنية منها مما يجعله الرجل المناسب فى المكان المناسب، ولا يعيب العمدة أن يكون ميسور الحال طالما هو نظيف اليد.
"اليوم السابع" انتقل إلى قرية منشأة أبووافية، التابعة لمركز شرطة الدلنجات بمحافظة البحيرة، والتقى العُمدة "خالد عبدالسلام أبووافيه" عضو لجنة العمد والمشايخ بمديرية أمن البحيرة للتعرف على العوامل التى تساعد العمدة فى النجاح وأيضا معرفة أسباب تراجع دور العمدة فى الآونة الأخيرة فى أَغْلِبُ القرى الأخرى.
يقول العمدة خالد، إن العُمدية فى عائلته فِى غُضُون أكثر من 70 سنة، حيث توارثها عن أجداده فمنذ 11 سنة وهو عمدة لقرية منشأة أبووافية، مضيفا أن أهالى القرية يقدرونه ويلجأون إليه لحل مشاكلهم سواء كانت نزاعات رى زراعة أو ماليه أو أسرية، فيتم عقد لهم الجلسات فى الدوار والعمل على حلها دون تحرير محضر شرطة بالمركز.
وأكد أبووافية أن العمدة فى الماضى كان بمثابة رئيس للقرية أو الحاكم الإدارى الذى يمكن التوجه إليه من قبل الأهالى لمعالجة كل كبيرة وصغيرة، وإيجاد الحلول لجميع المشاكل وكان هو من يتفقد شؤون الأرامل والأيتام ويزرع التسامح والترابط بين سكان القرية، وكان وجهاء الحوارى وميسورى الحال وأصحاب الأفكار النيرة يعاونونه فى أعمال الخير حسب ظروف كل منهم. الأوضاع الأمنية فى مصر تحسنت كثيرا وتشهد استقرارا ملحوظا.
وعن أهمية دور العمدة قال إن دور العمدة فى الحاضر لا يقل عن دوره فى الماضى، حيث يتركز فى أمرين رئيسين، أولًا: القيام بدورة بالحفاظ على الأمن كعنصر أساسى، ثانيًا: اجتماعيا فى البحث عن المحتاجين والغلابة، ومساعدة المستفيدين من الضمان الاجتماعى، وتسهيل إجراءاتهم حال البحث عنهم أو طلبهم والتصديق على أوراقهم لتسجيلهم فى الضمان الاجتماعى أو التأمينات الاجتماعية وحل المشاكل الاجتماعية بين الجيران أو المشاكل الأسرية ومحاولة احتوائها دون الرجوع لمراكز الشرطة أو المحاكم، ومشاركة الأهالى فى مناسباتهم وأفراحهم وأعيادهم، وكذلك مشاركته لهم فى أحزانهم والوقوف بجانبهم للتخفيف عنهم وحث المواطنين على تطوير العلاقات بين أفراد المجتمع الواحد ونبذ الخلافات التى من شأنها إشعال الفتن بيهم.
وعن مكافحة تجارة السلاح والمخدرات والآثار قال العمدة: إنه عقب ثوره يناير، وما تبعها من انفلات امنى، وانهيار الأوضاع الأمنية والسياسية على الجانب الليبى، نشطت هذه المنافذ بشكل غير مسبوق، وبعد ثورة 30 يونيو الأوضاع الأمنية فى مصر تحسنت كثيرا وتشهد استقرارا ملحوظا بعد غلق جميع المنافذ بفضل القيادة الحكيمة للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، مشيراً إلى قيام الأمن، على قطع هذه الإمدادات والمصادر لهذا السلاح من الوصول وتغليظ العقوبات على التجار ومن يضبط معهم أى أسلحة نارية، والدور الاجتماعى عن طريق عمل حملات توعية للشباب لخطر تلك الأسلحة على الأمن الاجتماعى والاستقرار.
وتابع: غياب الخفير النظامى بالقرية عاملا أساسيا فى انتشار أعمال السرقات بالإكراه وترويع المواطنين، استفضالا عن عدم إقامة العمدة داخل قريته بما يؤثر على عدم التواصل مع أهل القرية فى حل مشكلاتهم والنزاعات والخصومات التى قد تؤثر على أمن الأهالى بالقرية؛ ويشير العمدة إلى أنه متواجد داخل القرية لحل المشكلات التى يمكن حلها فى حينه والانتقال إذا لزم الأمر إلى مكان الحادث أو الواقعة لوأد اى خلاف فى مهده ومنعه من التصعيد، وعقد المصالحات فى المشاجرات بين الأهالى.
ورَسَّخَ العمدة خالد، أن من أهم عوامل نجاح عمدة القرية، وجود ترابط وتلاحم بين الخفراء ومشاركتهم فى الأفراح والأحزان، بالإضافة إلى عدم قبول الوساطة أو المحسوبية فى حل النزاعات والخلافات بين الأهالى، وأن يعمل العمدة على إعطاء كل مواطن حقه دون مجاملة أحد على حساب الآخر؛ مضيفا أنه يوميا يوجد الْكَثِيرُونَ من المشكلات الصعبة داخل القرية والتى تحتاج بذل مزيد من الجهد والوقت لحلها قبل تحرير محضر داخل مركز الشرطة.
وأكد العمده أن اللواء علاء الدين عبد الفتاح مدير الأمن خلال الاجتماع بهم ركز على أهمية الدور الحيوى الذى يقوم به العمد والمشايخ وثقة وزارة الداخلية بهم ودورهم الوطنى فى حفظ الأمن كما وضح صلاحيات العمد والمشايخ والدور المنوط قيامهم به حتى يكونوا قادرين على التحرك والتصرف فى إطار القانون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة