على الرغم من الانتقادات الكبيرة التى كالها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لسلفه باراك أوباما، بسبب الاتفاق النووى الإيرانى، والذى تجاهلت فيه الإدارة الأمريكية السابقة، مخاوف حلفاء أمريكا فى منطقة الشرق الأوسط جراء الطموحات النووية الإيرانية، إلا أنه على ما يبدو أن ترامب وإدارته يسيران على نفس الخطى فيما يتعلق بالاتفاق المرتقب مع كوريا الشمالية، فى ضوء المخاوف الكبيرة لليابان من تداعيات الاتفاق المحتمل.
المخاوف اليابانية من نتائج القمة الأمريكية – الكورية الشمالية، التى عقدت اليوم الثلاثاء فى سنغافورة، كانت طاغية، على اللقاء الذي جمع الرئيس الأمريكى مع رئيس الوزراء اليابانى شينزو آبى، يوم الخميس الماضى، فى البيت الأبيض، والذى جاء قبل أيام عدة، من القمة، حيث سعى خلالها المسئول اليابانى إلى الحصول على تطمينات من قبل الجانب الأمريكى دون جدوى.
قضية اليابانيين المختطفين دفعت شينزو آبى لزيارة واشنطن
وبحسب ما ذكرت وكالة "كيوتو" اليابانية، فإن الهدف الرئيسى من الزيارة التي قام بها رئيس وزراء اليابان إلى الولايات المتحدة، هو التنسيق حول السياسات التى سوف يتم اتباعها تجاه كوريا الشمالية، بالإضافة إلى وضع قضية المواطنين اليابانيين المختطفين من قبل كوريا الشمالية فى أجندة المحادثات بين ترامب و"كيم جونج أون"، فى سنغافورة.
الرئيس الأمريكى التقى أهالى المختطفين خلال زيارته لليابان العام الماضى
وترجع قضية المختطفين اليابانيين فى كوريا الشمالية إلى حقبة الثمانينات من القرن الماضى، حيث سافر 17 يابانى إلى بيونج يانج لتعليم اللغة والعادات، والذين اختطفوا هناك، وفيما أعادت بيونج يانج 5 مواطنين يابانيين فى عام 2002، قالت إن 8 منهم قد لقوا حتفهم، فى حين أن هناك 4 آخرين لم يدخلوا إلى الأراضى الكورية الشمالية.
كوريا الشمالية رهان ترامب قبل موقعة الكونجرس
ورغم مخاوف طوكيو من التقارب بين واشنطن وبيونج يانج، إلا أن الرئيس الأمريكى لم يهتم كثيرا بالأولويات اليابانية، خلال المحادثات مع كوريا الشمالية، وذلك في ضوء حاجته إلى تحقيق انتصار دبلوماسى مهم فى المرحلة الحالية، لإنقاذ شعبيته قبل شهور قليلة من انطلاق انتخابات التجديد النصفى للكونجرس، والمقرر انعقادها فى شهر نوفمبر المقبل، وبالتالى، فإن التوصل إلى اتفاق نووى مع الجانب الكورى الشمالى يمثل أولوية قصوى لإدارة ترامب.
موقعة مرتقبة بين الجمهوريين والديمقراطيين قبل انتخابات الكونجرس
ومن جهته، يقول الكاتب الأمريكى إيدوين فينلر، إن ترامب ربما لم يلتفت إلى مصالح حلفاءه بصورة كبيرة، ليس فقط فى آسيا، ولكن فى مناطق أخرى من العالم سواء فى أوروبا أو أمريكا الشمالية، وهو الأمر الذى يبدو واضحًا فى تعامله مع العديد من القضايا وعلى رأسها فرض تعريفات جمركية على صادرات تلك الدول، ومن بينها اليابان، إلى الولايات المتحدة، بالإضافة إلى موقفه من الاتفاق النووى الإيرانى.
مصالح سول أولوية ترامب خلال المفاوضات مع كوريا الشمالية
وعلى الرغم من حرص الرئيس الأمريكى على الحصول على مباركة كوريا الجنوبية على أى اتفاق مع بيونج يانج، وهو الأمر الذى بدا واضحا فى الدور الكبير الذي لعبته سول فى مختلف مراحل المفاوضات مع النظام الحاكم فى كوريا الشمالية، بالإضافة إلى تشديده خلال اللقاء على ضرورة نزع السلاح النووى بالكامل من شبه الجزيرة الكورية، إلا أن اليابان كانت بعيدة تماما سواء فى ماراثون المفاوضات، أو حتى فى المحادثات المباشرة بين ترامب وكيم.
ولعل السبب الرئيسى فى استبعاد أمريكا لليابان، يتمثل فى تحقيق المصلحة الأمريكية، حيث أن نزع السلاح النووى يمثل أولوية قصوى للولايات المتحدة، كما أن إدارة ترامب تخطط كذلك للانسحاب العسكرى من شبه الجزيرة الكورية، وهو الأمر الذى أعلنه ترامب صراحة، موضحا أن الوجود العسكرى الأمريكى فى كوريا الجنوبية يكلف الخزانة الأمريكية الكثير من المال، بالتالى كانت الأولوية فى المحادثات "الأمريكية - الكورية الشمالية" هى للمصالح الأمريكية، وهو ما تجسد فى الشعار الذى سبق وأن رفعه ترامب إبان حملته الانتخابية "أمريكا أولا".
زعيما الكوريتين