العيدية أيا كانت ثمنها تظل مفتاح بهجة القلب خاصة للأطفال فى الأعياد سواء كانت جنيها أو ألف جنيه، وهناك تساؤل يراود الكثيرون حول العيدية ومتى ظهرت وسببها خاصة إذا حاول الآباء التهرب من إعطاء الأولاد العيدية فيسألهم عن أصلها وفى الغالب تكون هذه الأسئلة من منطلق المزح، ولكنها تتحول فى عقول البعض إلى سؤال جاد ليبدأ البحث عن أصل العيدية، وفى هذا الإطار نوضح حقيقة العيدية على مدار التاريخ فى مصر وفقًا للروايات التاريخية لنجد أنها ليس موضة أو تقليعة ولكن لها تاريخًا طويلاً.
فى العصر الفاطمى
وهو العصر الذى ظهرت فيه العيدية لأول مرة فى مصر وكان يطلق عليها "الرسوم" أو "التوسعة" وكانت عبارة عن نقود أو ثياب وهدايا توزع على الأهالى فى الأعياد، حيث كان الشعب يذهب إلى منزل الخليفة للتهنئة فكان يوزع عليهم بنفسه الدنانير والدراهم والهدايا بمناسبة العيد.
فى العصر المملوكى
أخذت العيدية شكلا رسميا أكثر فى هذا العصر، حيث كان من المقرر توزيع ما أطلقوا عليه حينها "الجامكية" فكان يوزع على الناس دنانير ذهبية ولم يقتصر الأمر على الأطفال بل للشعب بأكمله وكانت تختلف قيمتها حسب المكانة الاجتماعية لمن يحصل عليها فكبار رجال الدولة كانوا يحصلون على دنانير ذهبية والأمراء كانوا يحصلون على طبق مملوء بالدنانير الذهبية، أما باقى الشعب فكان يأخذها على هيئة دنانير فضية.
وبعد ذلك تحرف اسمها من "الجامكية" إلى العيدية لتصبح عادة متفق عليها للجميع ولكنها اقتصرت فى العصر الحالى على الأطفال بشكل كبير، ومع تطور الموضة والتقاليع الجديدة أصبحت واجبًا لابد منه على الخطيب والحبيب أن يعطى شريكة حياته العيدية أو على شكل هدية تختلف من عام إلى آخر حسب الموضة.