أثار نجاح القمة التاريخية التى جمعت بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والزعيم الكورى الشمالى كيم جونج أون والتى توجتها التوقيع على وثيقة مشتركة عقب مباحثاتهما فى سنغافورة، قلق إيران التى أطلقت تحذيرات قبل القمة على لسان المتحدث باسم الخارجية ونصائح لبيونج يانج وأبدت شكوكًا فى نتائج القمة ومستقبلها، معتبرة أن نموذج انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووى 8 مايو الماضى دليل على عدم احترام هذا البلد لتعهداته.
دونالد وكيم
وبعد ساعات من الإعلان عن نتائج القمة، ورغم ترحيب البعض بنزع السلاح النووى فى كوريا الشمالية لما سيترتب عليه من الأمن والسلاح فى المنطقة، جددت طهران تحذيراتها للزعيم الكورى الشمالى من الثقة فى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الذى قالت إنه يمكن أن يلغى اتفاقهما على نزع السلاح النووى خلال ساعات، وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية محمد باقر نوبخت أمس الثلاثاء، "نحن نواجه رجلا يتراجع عن توقيعه قبل أن يعود إلى بلاده"، وقالت وكالة فارس الإيرانية، إن إيران حذرت كوريا الشمالية من قبول أى اتفاق نووى مع الرئيس دونالد ترامب.
متحدث الحكومة الايرانية محمد باقر نوبخت
إيران الضلع الأخير فى محور الشر
وبعد نجاح القمة باتت إيران الضلع الأخير المتبقى من محور الشر الذى أعلنه الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش الابن عام 2002 بعد إطاحة الرئيس العراقى الراحل صدام حسين، وتوصل ترامب لاتفاق مع بيونج يانج، وترى طهران أن الضغوط ستتضاعف على طهران، وستتجه واشنطن لفرض عقوبات أشد عليها على نحو ما قال ترامب خلال مؤتمر صحفي عقد بعد القمه فى سنغافورة اليوم: "أمل بأنهم سيعودون (الإيرانيون) لبحث صفقة جدية في الوقت المناسب بعد فرض عقوبات، سبق أن قلت إنها ستكون شديدة.. لكن الوقت لم يحن لذلك بعد".
كما ترى طهران أن التوصل لاتفاق بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية وتخلى الأخيرة عن سلاحها النووى قد يمهد الطريق أمام من أثار إعجابهم نموذج كوريا الشمالية من داخل المعسكر الإصلاحى، للمطالبة بالسير على خطاها والتخلى عن برنامج طهران الصاروخى الباليستى لإبعاد خطر العقوبات التى تشل حركة الاقتصاد، على غرار مصطفى تاج زاده منظر التيار الإصلاحى وعضو جبهة الاصلاحات، الذى كتب تغريدة فى الـ 4 من مايو تؤكد فيها إعجابه بالنموذج الكورى الشمالى الذى اختار التنمية الاقتصادية على النووى. الأمر الذى يرفضه بشكل قاطع هرم النظام والحرس الثورى.
الفرق بين كوريا الشمالية وإيران
فى غضون ذلك سلط دبلوماسيون سابقون وخبراء فى نزع السلاح النووى الضوء على الاختلافات الجوهرية بين قضيتى كوريا الشمالية وإيران، وذكرت وكالة "بلومبرج" الأمريكية أن المقارنة بين كوريا الشمالية وإيران فيما يخص امتلاك السلاح النووى قد تكون مضللة؛ نظرا للاختلاف الكبير فى الجغرافيا وتاريخ كل منهما فى المفاوضات.
وأوضحت الوكالة أن الدول المجاورة لكوريا الشمالية عاشت فى وجود ترسانتها النووية لسنوات عديدة لكن إيران يجاورها دول ضعيفة بحدود هشة، إضافة إلى إسرائيل، ما يجعل أى تجارب نووية أو صاروخية لطهران إنذار اندلاع حرب محتملة.
ونقلت "بلومبرج" عن الدبلوماسى الأمريكى السابق فى كوريا الجنوبية مارك فيتزباتريك، إن الأمر يتوقف على الجغرافيا والدول المجاورة، خاصة وأن إسرائيل، الحليف الأقرب للولايات المتحدة فى الشرق الأوسط، لن تقبل امتلاك إيران لأسلحة نووية.
وأشار مجموعة أبحاث دولية مقرها بروكسل أمس، إلى أن الاختلاف الآخر بين كوريا الشمالية وإيران يكمن فى مدى تطور وحجم الترسانة النووية لكلا منهما، وأوضح التقرير -الذى نقلته "بلومبرج"- أن الترسانة النووية والصاروخية لكوريا الشمالية أكثر تعقيدا وتوسعا بدرجة كبيرة من إيران؛ ومع ذلك استغرق الاتفاق النووى الإيرانى 20 شهرا من المفاوضات قبل توقيعه فى منتصف 2015.
عدد الردود 0
بواسطة:
صلاح
ايران
عدو السعودية عدوا لمصر .