بالرغم من أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب دائم الانتقاد للاتفاق النووى الذى أبرمته إدارة الرئيس السابق باراك أوباما مع إيران فى صيف 2015 خاصة أنه لم يأت إلا على البرنامج النووى فقط من دون التطرق إلى البرامج التسليحية الأخرى، إلا أنه من الواضح أن ترامب كرر فى صفقة سنغافورة التى أبرمت مع كوريا الشمالية صباح أمس الثلاثاء الأخطاء نفسها بالحرف الواحد.
فمن خلال قراءة نص الاتفاق الذى حصلت عليه "اليوم السابع" لم يتضمن إعلان سنغافورة أى حديث عن البرنامج الصاروخى الباليستى الكورى الشمالى المثير للجدل والمزعزع للاستقرار فى إقليم جنوب شرقى آسيا، واكتفى فقط بالبرنامج النووى والمواقع ذات الصلة.
نص اتفاق سنغافورة
نص الاتفاق الأمريكى ـ الكورى الشمالى الذى جرى فى سنغافورة صباح الثلاثاء على ما يلى:
"أجرى الرئيس ترمب والرئيس كيم جونج أون تبادلاً معمقاً ونزيهاً للآراء حول المسائل المتعلقة بإقامة علاقات جديدة بين الولايات المتحدة وجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية وإقامة نظام ثابت ودائم للسلام فى شبه الجزيرة الكورية. تعهد الرئيس ترمب تقديم ضمانات أمنية إلى جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية وأعاد الرئيس كيم جونج أون تأكيد التزامه الثابت والحاسم نحو نزع السلاح النووى بالكامل من شبه الجزيرة الكورية.
وإدراكاً منهما لأن إقامة علاقات جديدة بين الولايات المتحدة وجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية ستساهم فى إحلال السلام والازدهار فى شبه الجزيرة الكورية، وإقراراً منهما بأن الثقة المتبادلة يمكن أن تعزز نزع السلاح النووى من شبه الجزيرة الكورية، يعلن الرئيس ترمب والرئيس كيم جونج أون التالى:
1 ـ تتعهد الولايات المتحدة وجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية إقامة علاقات جديدة بين الولايات المتحدة وجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية وفقاً لرغبة شعبى البلدين فى السلام والازدهار.
2 ـ الولايات المتحدة وجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية ستوحدان جهودهما من أجل إقامة نظام دائم ومستقر للسلام فى شبه الجزيرة الكورية.
3 ـ التأكيد مجدداً على إعلان بانمونجوم فى 27 إبريل 2018 (الذى نشر بعد قمة الكوريتين)، تتعهد جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية العمل نحو نزع السلاح النووى بالكامل من شبه الجزيرة الكورية.
4 ـ تتعهد الولايات المتحدة وجمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية العثور على رفات أسرى الحرب والمفقودين والإعادة الفورية لمن يتم تحديد هوياتهم.
5 ـ إقراراً منهما بأن القمة بين الولايات المتحدة وجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية للمرة الأولى فى التاريخ هو حدث ذو أهمية كبرى فهو يطوى صفحة عقود من التوتر والعداء بين البلدين ويبشر بمستقبل جديد، يتعهد الرئيس ترمب والرئيس كيم يونغ أون تطبيق مواد هذا البيان المشترك بشكل كامل.
6 ـ تتعهد الولايات المتحدة وجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية بإجراء محادثات للمتابعة فى أقرب فرصة يقودها وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو ونظير رفيع المستوى من جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية لتطبيق نتائج القمة بين البلدين.
7 ـ يتعهد الرئيس دونالد ترمب والرئيس كيم يونغ أون التعاون من أجل تطوير علاقات جديدة بين الولايات المتحدة وجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية وتعزيز السلام والازدهار والأمن فى شبه الجزيرة الكورية والعالم".
تفادى أخطاء الاتفاق النووى
من جانبها نصحت مجلة فورين بوليسى الأمريكية الرئيس دونالد ترامب بتفادى تكرار خطأ الاتفاق النووى مع إيران فى مباحثاته مع كوريا الشمالية، مضيفة أن الأسلحة النووية ليست نهاية ترسانة كوريا الشمالية، وأن هناك برامج عسكرية أخرى لا تقل ضراوة ولا فتكا عن الأسلحة النووية، وذلك بعد انعقاد القمة التاريخية بين واشنطن وبيونج يانج اليوم الثلاثاء فى سنغافورة.
وتوصلت المجلة من خلال الخبرة الإيرانية إلى إن صفقة نووية كورية شمالية لا تعالج برامج الأسلحة الكيميائية والبيولوجية الشاملة للبلاد، فضلاً عن عملياتها العدوانية على الإنترنت، يمكن أن تفقد الدعم السياسى بمرور الوقت أيضاً.
وألمحت المجلة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة مع إيران "الاتفاق النووى" كانت ضعيفة لأنها وفرت تخفيف العقوبات بينما فشلت فى معالجة برنامج الصواريخ البالسيتية فى طهران ودعم النظام للميليشيات فى أماكن أخرى.
وأوضحت فى تقرير لها نشرته من خلال موقعها على الإنترنت أن الصفقة الأمريكية ـ الكورية الشمالية تحتاج إلى أن تذكر واشنطن بيونج يانج بضرورة التخلى عن برامجها العسكرية الأخرى الفتاكة.
ونوهت المجلة إلى أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أعرب فى تغريدة نشرها من خلال حسابه الرسمى على موقع تويتر للتدوينات المصغرة يوم 5 يونيو عن أمله فى أن تكون قمة 12 يونيو مع الزعيم الكورى الشمالى كيم جونغ أون فى سنغافورة "بداية شىء كبير".
وأوضحت أن الوعد بإزالة الأسلحة النووية سيكون خطوة مهمة حقا، نحو المضى قدما فى منع الانتشار النووى لكن هذا ليس التهديد الوحيد الذى تشكله كوريا الشمالية، وإذا كان ترامب يهتم حقا بالصورة الكبيرة، فإنه يحتاج إلى أن يتذكر ذلك.
وشددت المجلة على أن أى صفقة محتملة لا يمكن أن تكون مجرد كلمات على الورق، فالكلام يحتاج إلى تضمين الحماية الحقيقية ضد ارتدادات ما بعد الاندماج الكورى الشمالى فى النظام الدولى مرة أخرى.