عائلة محمد الكهربائى غيرت جدولها من أجل مشاهدة مباراة المنتخب الوطنى أمام الأوروجواى فى افتتاح لقاء الفراعنة بالمجموعة الأولى فى المونديال المحدد له الإقامة بالفترة من 14 يونيو الجارى إلى 15 يوليو المقبل، فقد قررت تلك الأسرة النوم لعدة ساعات بعد صلاة العيد ثم الاستيقاظ لصلاة الجمعة بعدها حجز موقعه على أقرب مقهى من أجل مشاهدة المباراة التاريخية.
ليست عائلة الرجل صاحب الـ 38 عامًا وحدها من غيرت جدولها فقد اتبع نفس النظام الكثيرون من المصريين الذين يعتادون الخروج للحدائق والمنتزهات أول يوم العيد، مفضلين البقاء فى المنازل أو التوجه للمقاهى من أجل متابعة المباراة بعدها الخروج كما يحلو لهم.
المشاهدات الأولى عندما تتجول فى شوارع مصر صباح اليوم تكشف طغيان تأثير المباراة على الكثيرون فقد انتشر الباعة الجائلون فى الميدان من أجل بيع الأعلام وألعاب الفوفوزيلا وهى أداة للتشجيع يستخدمها الكبار والصغار فى المباريات كأحد سبل الدعم والمؤازرة فى مباريات كرة القدم. وفى ميدان الجيزة يقف "أحمد" شاب فى عقده الثانى من عمره ليبيع "الفو فوزيلا" للأطفال الصغار وعن تفضيله لبيع هذه الأداة دون غيرها من الألعاب المعتاد تداولها خلال أيام العيد كالمسدسات بالنسبة للذكور والعرائس بالنسبة للإناث، يقول :"بكل تأكيد هذا موسم كرة القدم وتشجيع المباريات فقد كنت أبيع مثل هذه البضائع خلال فترة بطولة أمم أفريقيا الماضية، والآن الموسم يعتبر أهم لأنه عيد وفى الوقت ذاته يوجد مباريات كأس العالم، ويعتبر هذا الأمر حدث استثنائى ينتظروه الكثيرون".
على صعيد الحدائق والمنتزهات التى يعتبرها المصريون متنفسا لهم فى الأعياد فإن حديقة الحيوان تعتبر فى الصدارة خصوصا أنها من المعالم الرئيسية لمحافظة الجيزة التى يفضل الآلاف زيارتها فى أول أيام العيد وفى فترات الأجازات بشكل عام.
وكشفت الجولات الميدانية لـ"اليوم السابع" لحديقة الحيوان أن الإقبال عليه ليس كالمعتاد فى كل عام، وهذا ما أكده عدد من موظفى حجز التذاكر على أبواب الحديقة المتعددة قائلين :"إلى حد كبير نسبة الإقبال على الحديقة تأثرت هذا العام بسبب المباراة واقتصر الحضور على الأطفال صغار السن القادمين من الأقاليم القريبة من محافظة الجيزة"، مضفين :"نتوقع زيادة الإقبال بعد انتهاء المباراة وفى أيام العيد القادمة ستكون هناك أعداد أكبر".
فيما قال موظف آخر :"كل من شاهدتهم أمامى اليوم مجرد أطفال صغار وعائلات مكونة من أمهات وأبنائهم، وقد يبدو أنهم غير مهتمين بكرة القدم والمباريات على عكس الشباب الذين يكون مهتمًا كثيرًا بالمباريات ويحرص على متابعاتها، لذا فإن هذه الفئة لم تكن متواجدة اليوم".
لقطة لافتة للنظر حدثت أمام حديقة الحيوان عندما حاول أب إقناع أبنائه بشراء "بلالين" حمراء، ووجه حديثه لهم "اليوم مباراة منتخب مصر، والكل سيكون لديه أعلام ويرتدى قمصان حمراء من أجل تشجيع المنتخب الوطنى، ألا تحبون محمد صلاح سوف نذهب لمشاهدته يعلب اليوم"، وبالتالى أقنعهم واشتروا اللون الأحمر.
على الجانب الآخر، فإن المقاهى ازدهرت اليوم على عكس المعتاد فى أيام العيد، وهذا ما كشفته الجولة الميدانية على عدد من الكافيهات فى كل منطقتى "فيصل والجيزة" بأنهم حضروا تجهيزات وبعضهم أخرج شاشات كبيرة الحجم للشارع. وهنا قال ياسر يمتلك مقهى فى فيصل :"هذا العيد استثنائى بالنسبة لنا ففى كل عام كنا نعطى بعض من العاملين فى المقهى أجازة ليسافروا إلى ذويهم فى الأقاليم لكن هذا العام قمنا بزيادة العاملين من أجل تغطية الأعداد التى ستجلس على المقهى لمشاهدة مباراة مصر، وباقى اللقاءات فى اليوم الثانى من كأس العالم".
المشاهد السابقة يمكن أن تقودنا للقول بأن مواجهة مصر والأورجواى قد سحبت البساط كثيرًا من تحت أقدام الحدائق والمنتزهات فى اليوم الأول من العيد، خصوصا أن هذه الحدث الكروى الاستثنائى ولم تعاصره أجيال متعددة فقد كان آخر ظهور لمصر فى كأس العالم عام 1990 بمونديال إيطاليا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة