بعد نحو مرور نحو عام ونصف العام على بدء اتفاق خفض إنتاج النفط بين دول منظمة أوبك وآخرون من خارجها، تظهر التوقعات بزيادة إنتاج المنظمة والدول المشاركة فى الاتفاق، وسط موجة من الخلافات بين مؤيدين ومعارضين لزيادة الإنتاج.
ففى الوقت الذى تبدى فيه السعودية وروسيا رغبة فى زيادة إنتاجهما النفطى للحفاظ على مستويات معقولة للأسعار التى تخطت مستوى 80 دولارا للبرميل المستوى الاعلى لها منذ 2014، تعارض كلا من العراق وفنزويلا وإيران أى خروج عن الاتفاق على الاقل حتى نهايته بنهاية 2018.
كان أعضاء منظمة الدول المصدرة للبترول أوبك على رأسهم السعودية اكبر مصدر عالمى للنفط، وعدد من كبار المنتجين المستقلين وعلى رأسهم روسيا أكبر منتج للنفط قد اتفقوا على تخفيض إنتاج النفط الخام بمعدل 1.8 مليون برميل يوميا وذلك منذ بداية يناير 2017 وتم تجديد الاتفاق لينتهى بنهاية 2018.وساعد الاتفاق على على ارتفاع أسعار النفط من مستوى يتراوح بين 45 -50 دولار إلى مستوى 77 دولار حاليا منخفضا من 80 دولار هو الاعلى لخام برنت منذ نوفمبر 2014.
توقعات زيادة الإنتاج من اوبك
وتعقد منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" اجتماعا الذى ينعقد فى 22 و23 يونيو الجارى لمناقشة خطط زيادة الإنتاج، وأن يحذو المنتجون الآخرون من خارج أوبك المشاركون فى إعلان التعاون حذو المنظمة، وهو ما علق عليه بنك باركليز فى تقرير بحثى عن السلع الأولية، متوقعا الاتجاه نحو زيادة الإنتاج بما يتراوح بين 700 و800 ألف برميل يومياً من الربع الثانى وحتى الربع الرابع من2018، متوقعا أيضاً ألا يسفر الاجتماع عن تغيير فى توقعات المنظمة لسعر برميل خام القياس العالمى مزيج برنت البالغ 70 دولاراً هذا العام و65 دولاراً العام القادم.
ما هو موقف روسيا والسعودية من هذه الزيادة؟
تشير السعودية وروسيا، قائدا اتفاق المنتجين لخفض الإنتاج نحو 1.8 مليون برميل يوميا منذ يناير 2017، إلى رغبتهما فى زيادة الإنتاج، فبعد محادثات وزير الطاقة الروسى مع نظيره السعودى فى موسكو قال الوزير الروسى أن أوبك وحلفاءها قد يتفقون على زيادة إنتاج النفط تدريجيا بدءا من أول يوليو المقبل.
حيث قال وزير الطاقة السعودى، خالد الفالح، أن "الاتفاق على زيادة تدريجية فى إنتاج النفط أمر حتمى"، كاشفاً أنه تلقى اقتراحاً بزيادة إنتاج النفط 1.8 مليون برميل يومياً من مصادر مختلفة.
فى حين قال وزير الطاقة الروسى أن البلدين يدعمان ”من حيث المبدأ“ الخروج التدريجى من الاتفاق، وقال: بوجه عام ندعم هذا... لكن التفاصيل ستكون محل نقاش مع الوزراء خلال أسبوع، مضيفا أن أحد الخيارات هو زيادة الإنتاج 1.5 مليون برميل يوميا بشكل تدريجى ربما من أول يوليو.
تعمل روسيا، أكبر منتج للنفط فى العالم، والسعودية، أكبر مصدر للخام فى العالم، عن كثب بشأن اتفاق الإنتاج وتقولان إنهما ستمددان هذا التعاون حتى بعد انتهاء أحدث اتفاق للمعروض النفطى
الأسباب تدفع السعودية وروسيا لزيادة الإنتاج
تلجا السعودية وروسيا إلى الضغط من أجل زيادة الإنتاج النفطى بسبب انخفاض المخزونات العالمية واستقرار الأسواق ووصول الأسعار العالمية للنفط إلى مستويات معقولة لم تكن تتوقعها اغلب البنوك والمؤسسات الدولية والاستثمارية، بالإضافة إلى الانهيارات المتتالية فى إنتاج فنزويلا النفطى الذى انخفض بنحو مليون برميل تقريبا، بالإضافة إلى النقص المتوقع فى إنتاج إيران بعد تخلى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن الاتفاق النووى مع طهران بداية شهر مايو الماضى.
الطلب على النفط
توقعت وكالة الطاقة الدولية أن ينمو الطلب العالمى على النفط بمقدار 1.4 مليون برميل يومياً هذا العام وفى 2019 وأن يتخطى 100 مليون برميل يومياً فى الربع الأخير من 2018.ووفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأميركية ارتفع انتاج النفط الأميركى الأسبوع الماضى إلى مستوى قياسى بلغ 10.9 ملايين برميل يومياً.
أسباب تدعم وصول أسعار النفط إلى مستوى 77 دولار للبرميل
ارتفعت أسعار النفط، بعد أن هوت دون 30 دولارا للبرميل فى 2016، متجاوزة الثمانين دولارا فى مايو، لتسجل أعلى مستوياتها منذ 2014. وجرى تداول خام برنت يوم الخميس فوق 76 دولارا.
وتدعم صعود أسعار النفط بانخفاض إنتاج فنزويلا بسبب الأزمة الاقتصادية والعقوبات الأمريكية التى تهدد إنتاج إيران. ويعارض كلا البلدين العضوين فى أوبك مقترح زيادة المعروض النفطى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة