أحمد المالكى

أوفوا بعهدكم

الأحد، 17 يونيو 2018 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مضى رمضان، سريعًا جميلًا كما الحلم.
فى القريب كنّا نهنئ بَعضنا ونقول (رمضان.. أهلًا)، وما هى إلا أيام قليلة مرت كلمح البصر، وإذ بِنَا نستطلع هلال شهر شوال ونقول للعيد (أهلًا). وها نحن نهنئكم بعيد الفطر المبارك «كل عام أنتم بخير» داعين الله عز وجل أن يعيده على أهل مصر وعلى الأمة كلها بالخير واليمن والبركات، و أن يملأ بيوتنا فرحًا وسعادة.. آمين. ولكن..
 
مازلنا- وسنظل- بإذن الله ندعو الله ونرجوه أن يتقبَّل منَّا رمضان وأن يبلغنا إياه فى الأعوام القادمة بحوله وقوته فإنه ولىّ ذلك والقادر عليه.كما نسأله سبحانه أن يكون قد كتبنا فيه من الفائزين ممن شملتهم الرحمة وأُعتقت رقابهم من النار. وهنا يأتى سؤال... هل سنعود إلى الكسل والخمول عن الطاعات والعبادات؟ ونكتفى بأداء الفروض فقط؟ ألم نستشعر لذة الطاعة والوقوف بين يدى الله عز وجل فى القيام؟
 
ألم نجاهد أنفسنا- ولشهر كامل- كانت معظم أيامه شديدة الحرارة وقمنا بصيامه؟
 
ألم نتمسك بالمصحف الشريف ونتسابق فى قراءته؟ فتجد الناس حريصين على ترتيله فى كل مكان؟ ألم تعمر بيوت الله بزوارها آناء الليل وأطراف النهار فى القيام والفروض؟
 
ألم نشاهد الكثير يتسابقون لإطعام صائم وتوزيع الصدقات على الفقراء والمساكين؟
 
ألم نتذكر من غاب عنَّا لفترة من الأصدقاء والأقارب، فسارعنا بالاتصال بهم والسؤال عنهم وتجديد أواصر المحبة؟
 
فعلنا كل هذا.. نعم استطعنا وفعلنا كل هذا خلال شهر كامل، كثفنا فيه الجهود، وقللنا من ساعات النوم طمعًا فى رضا الله عز وجل، وأملاً فى العطاء الربانى، ولنتزود من رمضان ليوم الحساب. والسؤال الآن!! لماذا يتوقف كثير منَّا عن هذه الأعمال بعد أن يمضى رمضان؟! فرمضان شهر من اثنى عشر شهرًا! فكيف نجتهد ونعمل فى شهر ونركن إلى الكسل عن العبادات فى أحد عشر شهر؟! فربنا رب كل الشهور والأعمال نؤجر عليها فى كل وقت، فلماذا نبخل على أنفسنا؟
 
فأنت جاهدت نفسك جهادًا شديدًا، واستطعت أن تفعل كل ما ذكرناه بلا كلل خلال شهر كامل. هدفنا الآن هو تحويل «العبادة» إلى «عادة» تلازمنا فى كل أيامنا، وهذا هو أفضل وقت لنكمل ما بدأناه، فهل تظن أن الإنسان يسمى «صوامًا أو متصدقًا أو واصلًا لرحمه» إذا كان يفعل هذا حينًا ويتركه أحيانًا؟! لا، فلا بد هنا من المداومة كما قال النبى صلى الله عليه وسلم:
 
(عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ سَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَاعْلَمُوا أَنْ لَنْ يُدْخِلَ أَحَدَكُمْ عَمَلُهُ الْجَنَّةَ وَأَنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ).. صحيح البخارى.
 
-فلنعاهد أنفسنا أمام الله أن نستمر على ما بدأناه قدر المستطاع فمن السهل المواظبة على الطاعات بعد ما اعتدنا عليها، ونشد من أزر بَعضنا حتى لا يتراجع منَّا أحد ونكون ممن قال فيهم الله: «وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِى نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا».. النحل. فلا تترك قراءة القرآن إلى العام القادم.. فهل نحن مدركوه؟
 
- ولا تترك قيام الليل ما استطعت إليه سَبِيلًا، ولو ركعتين فى جوف الليل تختلى فيهما بربك.
- صُمْ لله يومًا يباعد الله به بينك وبين النار، حاول أن تقتدى برسولنا الكريم إذ كان يصوم يومى الاثنين والخميس من كل أسبوع وثلاثة أيام من منتصف كل شهر.
 
- تصدّق- قدر ما استطعت- فالأجر كبير.
- صِل رحمك، واسأل عن أصدقائك، وعُدْ المريض، فكل هذا له أجر عظيم عند الله تعالى، ويقبله «سبحانه وتعالى» طوال العام ما كان خالصًا لوجهه. ولا تتحجج بأنك لا تستطيع، فلقد استطعت بالفعل من قبل.
 
ومن أجمل وأصدق ما قيل عن هذا «إنك لو عشت حياتك كلها كأنك فى رمضان فتوقع أن تكون الآخرة هى عيدك». كن من السابقين المسارعين فى الخيرات.
- كن من الذين قيل فيهم «والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا».
 
- كن من المتصدقين «الذين فى أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم».
 
- كن رحيمًا «فأما اليتيم فلا تقهر».
 
- كن كريمًا «وأما السائل فلا تنهر». واعلم: إن كان العهد مع رمضان فلك أن تسوف أو تؤجل، ولكن العهد مع الله أى أنه ماضٍ معنا طوال حياتنا، تذكر أنك ستعشق شخصيتك وطريقة حياتك، وستجد ثمار ما تزرعه فى طريق حياتك فى كل ما يحيط بك، وفِى حُب الناس لك.. اللهم كما بلغتنا رمضان، فنسألك يا كريم أن تتقبله منَّا، وبلغنا إياه أعواما عديدة.. آمين.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة