روى الكاتب الصحفى خالد صلاح، رئيس مجلس إدارة وتحرير "اليوم السابع"، فى الحلقة الـ17 من برنامجه الإذاعى "ولا يوم من أيامه"، اليوم، السبت، قصة الصحفى الكبير فتحى غانم مع الزعيم جمال عبد الناصر، عقب حادث المنشية بعدما كتب "غانم" تحقيقا صحفيا ممزوجا بالرأى حول الجانى الذى حاول استهداف الزعيم الراحل، فظهر كبطل ما أغضب القيادة السياسية وقتها.
وبدأ خالد صلاح حديثه قائلا: "هل تتصور حضرتك إن فيه صحفى كان يجرؤ على أن يغضب الرئيس جمال عبد الناصر.. طيب الرئيس جمال عبد الناصر لو كان زعل كان عمل إيه.. الصحفى ده كان الروائى والكاتب الكبير فتحى غانم سنة 54 الرئيس جمال عبد الناصر تعرض لمحاولة الاغتيال الشهيرة فى المنشية بالإسكندرية، وقتها كان كل جريدة كانت بتشوف طريقة للمعالجة الخبرية للحدث ده.. الأستاذ الكبير على أمين كبير الصحفيين بجريدة الأخبار كلف فتحى غانم اللى كان لسا بيبدأ حياته الصحفية أنه يعمل موضوع عن هذا المجرم الذى حاول اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر".
وتابع خالد صلاح: "ولأن فتحى غانم كان روائيا بالأساس فالطبيعة الروائية غلبت على طبيعته الصحفية، فاختار أن يزور البيت الذى اختمرت فيه فكرة الجريمة، فزار بيت هذا الجانى فى منطقة إمبابة فى حارة ضيقة وصف فتحى غانم كل تفاصيل البيت وحياة هذا الجانى وأهله وأفكاره كل شئ وصفه بطريقة روائية بديعة ولما قرأ الرئيس عبد الناصر، هذا التحقيق تانى يوم فوجئ أنه أمام رواية، وأن هذه الرواية لها بطل وأن هذا البطل هو الجانى وليس المجنى عليه فساعتها اتصل بدار أخبار اليوم وقال لهم ازاى موضوع زى ده ينزل شوف أد إيه الرئيس جمال عبد الناصر كان حريصا على هذا التواصل، ولما شرح له على أمين تأثير هذا الموضوع من الناحية الإنسانية على القراء فى مصر بدأ الرئيس عبد الناصر يقتنع رويدا بأن التحقيق ممكن أن يأتى بنتيجة فى الآخر وأن فتحى غانم أكبر المناصرين للرئيس عبد الناصر، ولم يكن يقصد أى إساءة.. وبعد سنوات قليلة أصبح فتحى غانم هذا الروائى العظيم من أشهر الصحفيين المصريين وتولى رئاسة تحرير عدد من المجلات والصحف زى صباح الخير والجمهورية وروزاليوسف بل ووكالة أنباء الشرق الأوسط اللى هى الوكالة الرسمية فى مصر".
وختم الكاتب خالد صلاح حديثه قائلا: "ظل فتحى غانم محافظا على هذا الخط.. ده واحد يا جماعة من الصحفيين والكتاب والروائيين شديدى التميز.. ليه لأنه فضل يخلط الصحافة بالرواية والرواية بالصحافة.. فيكتب الرواية وكأنه يحقق.. ويكتب القصة الصحفية وكأنه يروى رواية.. هذا الإبداع فى الكتابة لم يعد موجودا الآن معدش موجود بالطريقة دى.. معدناش نشوف رؤساء التحرير اللى قادرين يطلعوا أدب وقصة وشعر ونجوم جداد.. فتحى غانم كان أعجوبة من أعاجيب العمل الصحفى.. وأنتم فاكرين رواية زينب والعرش التى حققت أعلى مبيعات وقتها وتحولت إلى مسلسل تليفزيونى 30 حلقة، وكانت الحلقات بتشغل بال ناس كتير جدا لأن فتحى غانم، قدمها بطريقة ذكية جدا والناس مبقتش عارفة هو بيكتب قصة حقيقة أو خيالية وهل هو يقصد الصحفيين الكبار ولا يقصد أنه يخلق شخصيات روائية.. هذا الخلط ما بين الخيال والحقيقة فى زينب والعرش هو من قوة فتحى غانم وهذه الرواية أهدت مهنة الصحافة فى زمن عبد الناصر وزمن السادات أبعادا كثيرة مختلفة، وجعلت الناس مهتمة بكواليس وأسرار كبار نجوم الصحافة، زى ما احنا مهتمين بيهم دلوقتى، وبنقول لفتحى غانم ولا يوم من أيامك".
برنامج "ولا يوم من أيامه" الإذاعى لخالد صلاح، يتناول المواقف الشخصية والخبطات الصحفية لجنرالات الصحافة بداية من التوأمين على ومصطفى أمين ومحمد حسنين هيكل ومحمد التابعى وأحمد رجب وموسى صبرى وغيرهم، وكواليس علاقتهم برجال السياسة والفن والثقافة.
ويركز خالد صلاح فى برنامجه الجديد على أهمية الصحافة فى تطور حركة التنوير، ودور كبار الكتاب فى تغيير وتشكيل الوعى العام المصرى فى الجوانب الاجتماعية والثقافية.
ويأتى البرنامج برعاية شركة we للاتصالات، وهايد بارك، ويذاع يوميا فى الثالثة والنصف عصرا.