صفاء : لن أنسى تضحية والدى وتعلمت منه الصبر وتحمل الصعاب وأتمنى أن أكون مهندسة
تعددت صور التضحيات التى يقدمها الآباء للأبناء وخاصة الأمهات التى تفضل بعضهن التضحية بشبابها عقب طلاقها أو وفاة زوجها لتربى أبنائها، وترفض الزواج وترضى بنصيبها، ولكن هذه المرة يضحى الرجل من أجل أبنائه، متحملا أصعب اللحظات والظروف القاسية.
هنا فى عزبة القبايل، إحدى قرى مركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ قصة قد تكون لدى البعض من درب الخيال ولكنها حقيقة وواقع، قصة تحمل فيها الأب من ذوى الاحتياجات الخاصة مسئولية طفلته، التى تخلت عنها والدتها ، وعمرها 3 شهور فقط وتركته لعجزه مع طفلته.
الزوج كرس حياته من أجلها، ورفض الزواج من أخرى، رغم حاجته الشديدة لمن تساعده فى عجزه وتربى طفلته، وأصبح الرجل العاجز الأب والأم لتلك الطفلة التى تتذكر جيداً تضحية والدها من أجلها، ففى منزل بالدور الأرضى مكون من حجرتين فقط، لا يوجد بهما أدوات كهربائية، وخاليتين من الأوانى المنزلية، يعيش حمدى ونجلته صفاء.
قال حمدى إبراهيم مصطفى ، 48 سنة ، إنه يعانى من ضمور بعضلات الساقين والفخذ الأيمن والأيسر والساعد والعضلات منذ طفولته ، مما جعله يعجز عن الوقوف، وينتقل من حجرة لحجرة زحفاً على يده اليمنى لعجز فى يده اليسرى، وعندما أصبح شابا تمنى أن يكون مثله مثل بقية الشباب يتزوج، وتكون له شريكة حياة تساعده فى حياته، وتخفف عنه مما يعانيه، فتقدم للزواج من إحدى فتيات قريته، ووافقت، ولكنه زواج لم يدم طويلاً فبعد عام فضلت زوجته الانفصال عنه، وطلبت الطلاق وتركت له طفلة عمرها 3 أشهر، ورفضت استكمال حياتها الزوجية، واستجاب لزوجته فهو لا يستطيع أن يجعل إنسانة أن تعيش معه رغماً عنها، وبرغم طلبها للطلاق إلا إنها استولت على القائمة كاملة من أدوات كهربائية وأوانى منزلية، وأصبح منزله خاوياً إلا من حصيرة وعدد من الوسائد وسرير، ولم يهتم بكل ما أخذته، ولكن كان شغله الشاغل كيف يربى اللحمة الحمراء ،وهو عاجز القدمين واليد اليسرى وهى طفلة تحتاج للرضاعة، ودب الله فى نفسه مشاعر الأمومة قبل الأبوة فصمم على تربية نجلته الصغيرة، فلم يغضب أو يشكو لاحد ما ألم به، وأمام تلك الظروف التى يمر بها، صمم على قبول التحدى ليربى نجلته التى أتت لدنيا لا ذنب لها .
وأضاف حمدى، لـ"اليوم السابع" إنه لا يعمل ويعتمد فقط على 360 معاش الضمان الاجتماعى، وبدأ يتكيف مع حياته الجديدة مع نجلته "صفاء"، فكان يحمل صفاء من ملابسها بأسنانه لينقلها من مكان لآخر كأنه قطة تربى أبنائها، وينتظر جرعة اللبن التى تجلبها له والدته وجيرانه وأشقائه وكانت والدته تساعد برغم أنها لا تسطيع حمل أى شىء لإجرائها عددا من العمليات فى يديها، وكبرت شيئا فشيئا حتى حصلت على الشهادة الإعدادية بتفوق، وكان أملها الالتحاق بالثانوى العام ، ولكنه لا يستطيع الإنفاق عليها فهو يتقاضى 360 جنيها فقط من الشئون الاجتماعية، ولا يمتلك أراض ويقيم وأشقائه فى منزل مساحته أقل من نصف قيراط ويعيش فى حجرتين فقط خاليتين من أى أثاث أو أدوات كهربائية ، إلا سرير فى حجرة ، وحصير فى الحجرة الأخرى، ودورة مياه بدون باب، وينتظر مساعدة الآخرين خاصة أن حالة أشقائه لا تختلف كثيراً عن حالته ويأمل أن يساعده أهل الخير فى توفير أدوات كهربائية وراتب شهرى ليكمل مسيرته مع ابنته، وعلاجه من مرضه لإصابته بقرحة فى المعدة، مؤكداً أن ما يسعده رغم ظروفه الصعبة تفوق ابنته فى دراستها.
قالت صفاء حمدى ، الطالبة بالصف الثانى الثانوى الصناعى، إن والدها ضحى كثيراً من أجلها وقام بدور الأم والأب برغم ما به من عجز، وتفتخر به، ويكفى أنه وفر لها كل ما تحتاجه برغم ظروفه الصعبة، فكان يحرم نفسه من تناول الطعام ليوفر لها طعامها، وتأثرت بما يفعله والدها لها، فتفوقت فى دراستها، وتأمل أن تكون مهندسة، لتبدل حياتهما، وترد لوالدها جزء مما بذلهامن أجلها فى تلك السنوات الماضية ، ومازال يضحى ، فحان وقت جنى ثمار عمره طيلة تلك السنوات من عمرها .
وأضافت صفاء، أنها تفتخر أمام جيرانها بوالدها الذى ضحى من أجلها ولقت احترام وتقدير أساتذتها ، وأهالى القرية ، وكل من يعرف قصتها يحب أن يرى والدها الذى تحمل كثيراً من أجلها ، وأحياناً تنفرد بنفسها لتتذكر أو تتخيل ما كان يفعله والدها له من حملها بأسنانه وتشطيفها، وتسريح شعرها، وارتداء ملابسها، وعنايتها، برغم عجزه ، وبالرغم من إصابته بقرحة فى المعدة، وكل ما تتمناه فقط أن يُعالج والدها من مرضه.
للتواصل مع الحالة ومساعدتها ت / 01062352746
![اليوم السابع مع صفاء ووالدها اليوم السابع مع صفاء ووالدها](https://img.youm7.com/ArticleImgs/2018/6/1/59619-1--اليوم-السابع-مع-صفاء-ووالدها.jpg)
اليوم السابع مع صفاء ووالدها
![صفاء ووالدها يطلبان المساعدة من ذوى القلوب الرحيمة صفاء ووالدها يطلبان المساعدة من ذوى القلوب الرحيمة](https://img.youm7.com/ArticleImgs/2018/6/1/40828-2--صفاء-ووالدها-يطلبان-المساعدة-من-ذوي-القلوب-الرحيمه.jpg)
صفاء ووالدها يطلبان المساعدة من ذوى القلوب الرحيمة
![صفاء بمدرستها التى يشهد لها مدرسوها بالتفوق صفاء بمدرستها التى يشهد لها مدرسوها بالتفوق](https://img.youm7.com/ArticleImgs/2018/6/1/86480-3--صفاء-بمدرستها-التي-يشهد-لها-مدرسوها-بالتفوق.jpg)
صفاء بمدرستها التى يشهد لها مدرسوها بالتفوق
![شهادات تقدير لصفاء لتفوقها شهادات تقدير لصفاء لتفوقها](https://img.youm7.com/ArticleImgs/2018/6/1/47554-4--شهادات-تقدير-لصفاء-لتفوقها.jpg)
شهادات تقدير لصفاء لتفوقها
![صفاء فى طفلولتها صفاء فى طفلولتها](https://img.youm7.com/ArticleImgs/2018/6/1/45673-5--صفاء-في-طفلولتها.jpg)
صفاء فى طفلولتها
![تقرير طبى بحالة حمدى والد صفاء تقرير طبى بحالة حمدى والد صفاء](https://img.youm7.com/ArticleImgs/2018/6/1/61805-6--تقرير-طبي-بحالة-حمدي-والد-صفاء.jpg)
تقرير طبى بحالة حمدى والد صفاء
![إصابة حمدى بقرحة فى المعدة إصابة حمدى بقرحة فى المعدة](https://img.youm7.com/ArticleImgs/2018/6/1/65965-7--اصابة-حمدي-بقرحة-في-المعدة.jpg)
إصابة حمدى بقرحة فى المعدة
![ما يتقضاه حمدى من التضامن الاجتماعى ما يتقضاه حمدى من التضامن الاجتماعى](https://img.youm7.com/ArticleImgs/2018/6/1/33052-8--ما-يتقضاه-حمدي-من-التضامن-الاجتماعي.jpg)
ما يتقضاه حمدى من التضامن الاجتماعى
![التفكير فى المستقبل التفكير فى المستقبل](https://img.youm7.com/ArticleImgs/2018/6/1/158427-10--صفاء-ووالدها-في-اجدى-الحجرات.jpg)
التفكير فى المستقبل
![صفاء ووالدها فى إحدى الحجرات صفاء ووالدها فى إحدى الحجرات](https://img.youm7.com/ArticleImgs/2018/6/1/132686-11--السرير-الوحيد-الذي-يمتلكه-حمدي.jpg)
صفاء ووالدها فى إحدى الحجرات