اعتذرت شركة مياه يابانية لعملاءها عبر التلفزيون وخصمت من راتب أحد عمالها بعد ضبطه يغادر مكتبه 3 دقائق من أجل شراء طعام للغداء.
واتهمت الشركة العامل البالغ من العمر 64 عامًا بإهدار وقت الشركة فى شراء طعام من متجر قريب من الشركة 26 مرة على مدار 7 أشهر، واستغرق خلال الفترة من سبتمبر 2017 إلى مارس 2018 ما مجموعه 78 دقيقة.
وقال مسؤول فى الشركة عبر التلفزيون: من المؤسف للغاية أن مثل هذه الفضيحة وقعت ونود أن نعرب عن اعتذارنا الصادق، حسبما ذكرت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية.
جانب من الاعتذار المتلفز الذي نشرته الشركة
هذا الاعتذار أثار الغضب على مواقع التواصل الاجتماعى حيث وصف المستخدمون هذا التصرف بالسخيف وأشبه بالعبودية فى مكان العمل.
واستنكروا أن ترتيب هذا الاعتذار الرسمى المتلفز ضيع وقتًا أطول من الدقائق الثلاث التى قضاها العامل فى شراء طعامه من وقت لآخر، وأثارت القضية جدلاً حول طبيعة ثقافة العمل اليابانية شديدة القسوة.
العمل يقتل مئات الشباب فى اليابان
وكان الجدل بشأن ثقافة العمل اليابانية أثير العام الماضى بعد وفاة شاب فى سن الـ 27 عامًا بجرعة زائدة من دواء للإجهاد ليتمكن من العمل لساعات طويلة.
وحسب صحيفة "بى بى سى" البريطانية كان الشاب يعمل أحيانًا لـ 37 ساعة متواصلة دون نوم، وفى المعتاد كان يعمل حتى آخر قطار لبلدته وإذا لم يلحق به كان ينام على مكتبه.
سبقت هذه الواقعة حادثة انتحار لشابة فى الرابعة والعشرين من عمرها، وتبين من التحقيقات أنها عملت أكثر من 100 ساعة إضافية فى الشهر فى الفترة التى سبقت وفاتها.
ولم يكن ما فعلته الشابة العشرينية غريبًا وإنما كشفت منظمة "بوسيه" لمساعدة العمال الشباب إنها تتلقى الكثير من الشكاوى حول ساعات العمل الطويلة.
وقالت المنظمة إن الشباب يعتقدون أنه ليس لديهم أى خيار آخر، ويقولون لتحتفظ بالعمل عليك أن تعمل 100 ساعة وإذا لم تفعل لن يمكنك أن تعيش خاصة مع تراجع الأمن الوظيفى.
وحسب صحيفة "بى بى سى" فإن الأرقام الرسمية تشير إلى أن هذه الحالة تتكرر مع مئات الشباب فى كل عام، حيث يتوفون فى سن مبكرة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية والانتحار.
وحسب الإحصائيات الرسمية فإنه فى ربع الشركات اليابانية يعمل الموظفون لأكثر من 80 ساعة إضافية خارج ساعات العمل الرسمية فى الشهر، وغالبًا ما تكون غير مدفوعة الأجر و12% من الموظفين يتخطون 100 ساعة فى الشهر، فيما تعد 80 ساعة من العمل الإضافى شهريًا هى الحد الأدنى للتسبب فى زيادة خطر الوفاة.
تغيير ثقافة العمل فى اليابان
بعد الكثير من الضغوط على الحكومة اليابانية من أجل وضع حد لهذه الظروف القاسية للعمل اتخذت الحكومة بعض الإجراءات من أجل تشجيع الشركات على منح الموظفين بعض الوقت وطلبت من الشركات السماح لعمالها بالمغادرة فى الساعة الثالثة مساءً فى يوم الجمعة الأخير من الشهر.
ورغم المحاولات الحكومية إلا أن التحدى الأكبر هو ثقافة العمل التى دامت لسنوات طويلة فى اليابان فعلى الرغم من أنه يحق للعامل 20 يومًا أجازة فى السنة إلا أن 35% من اليابانيين لا يأخذون أيا منها.
ومن أجل كسر هذه الثقافة والحد من الوفيات بسبب الإجهاد وساعات العمل الطويلة طالب ناشطون فى اليابان بأن تفرض الحكومة حدًا قانونيًا على ساعات العمل الإضافية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة