قال القمص الأب تداوس أفا مينا المسئول عن ملف منطقة أبو مينا الأثرية بدير مارمينا، إنه جار استئناف العمل على رفع المياه الجوفية من منطقة أبو مينا الأثرية، مشيرا إلى أن المنطقة القبطية الارثوذكسية الوحيدة التى وضعت على قوائم التراث العالمى وحصلت المنطقة على رقم 100 فى القائمة ضمن 7 مناطق مصرية أخرى وضعت على نفس القائمة، لافتا إلى أن المنطقة تعرضت للغرق بسبب الزراعة الخاطئة حتى تم وضع منطقة أثار "أبو مينا" فى القائمة الحمراء لأكثر المناطق المهددة فى العالم 2002، بسبب غرق المنطقة الأثرية بالمياه الجوفية، وفى عام 2005 قام المجلس الأعلى للآثار بالتعاون مع دير مارمينا بعمل دراسات مستفيضة لإنقاذ المنطقة، حيث يتم حاليا تنفيذ مشروع كبير لخفض منسوب المياه الجوفية، وإعادة ترميم "كنيسة البابا ثاؤفيلس".
وأكد على أن المشروع جاء بتكلفة 50 مليون جنيه، ونجح إلى عام 2010 حيث قسمت المنطقة على 7 وحدات، وتم شفط المياه من خلال 170 طلمبة لشفط المياه، ثم توقف المشروع بسبب أحداث الثورة، وعادت المياه الجوفية تهدد المنطقة مرة أخرى، مشيرا إلى أن وزارة الآثار أسندت العمل بالأمر المباشر لسرعة إنقاذ المنطقة وسيتم استئناف العمل قريبا، مؤكدا على أن المنطقة شهدت عددا من الزيارات الخاصة بمسئولى الملف من منظمة اليونيسكو والذين أثنوا على جهود الحكومة المصرية ووزارة الاثار فى الحفاظ على المنطقة الاثرية.
ويقوم الدير حاليا بعملية درء الخطورة وإعادة ترميم القبر المقدس تمهيدا لإعادة افتتاحه، حيث سيتم تطوير المنطقة من خلال بناء كاتدرائية كبرى تبنى فوق المنطقة الاثرية، جاء ذلك خلال الاحتفال الذى نظمه دير مارمينا بمناسبة مرور 1700 عام على تدشين الكنيسة القديمة بمنطقة "أبو مينا" الاثرية.
واستعرض القمص تداوس تاريخ المنطقة الأثرية وتاريخ استشهاد القديس مارمينا، حيث قال إن القديس مارمينا من اشهر شهداء المسيحية المصريين، وهو من مواليد محافظة المنوفية والتحق بالجيش الرومانى فى عمر 15 عاما ثم ترك حياة الجنظية وعاش فى البرية 5 سنوات فى حياة الزهد والتقشف، وحينما أعلنت الإمبراطورية الرومانية الحرب على المسيحية أعلن إيمانه المسيحى وتم تعذيبه حتى استشهد عام 309 م و عمره 24 عاما.
وأضاف القمص تداوس، أن جسد القديس مارمينا وصل الى المنطقة الحالية من خلال صديقة أثناسيوس والذى جاء به إلى بحيرة مريوط هلال حرب البربر وعند وضعه على جمل رفض الجمل التحرك، وتم الاتفاق على وضع الجسد المقدس فى منطقة مريوط والتى شهدت معجزات مثل شفاء الأمراض الأمر الذى دعا الحاكم فى ذلك الوقت الى بناء كنيسة على القديس مارمينا فى بداية القرن الرابع الميلادى وأسفلها مزار لجسد القديس.
وتطورت الكنيسة الى أن تحولت الى كاتدرائية، وكانت بمثابة الحج الثانى بعد القدس وكانت مصدرا رئيسيا لدخل الكنيسة ثم فى القرن التاسع الميلادى تعرضت المدينة لغارات غزو من البربر مما أثر على المنطقة الاثرية حتى اندثرت المدينة و دفنها التراب بالكامل.
وأوضح أن عمليات الكشف الأثرى للمنطقة بدأت سنة 1905 على يد العالم الألمانى "كوفمان" ثم تلتها أبحاث أخرى على فترات متباعدة للمتحف اليونانى الرومانى بالإسكندرية والمتحف القبطى بالقاهرة، ووجهت منظمة اليونسكو عام 1979 عناية خاصة بمنطقة "أبو مينا الأثرية"، وأقرتها ضمن الـ57 منطقة فى العالم كتراث إنسانى، وقد أصدرت بهذا الصدد كتابًا عام 1982.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة