بعد فيديو "شيشة الأطفال".. دراسة لأمانة الصحة النفسية: 10% من طلبة الثانوية جربوا التدخين و5.5% منهم "بيشيشوا".. استشارى باطنة: "قعدة شيشة" لمدة ساعة تعادل 100 سيجارة.. وكيف تتصرف إذا اكتشفت أن ابنك يدخن؟

أثار انتشار فيديوهات لمجموعة من الأطفال لم تتعد أعمارهم الـ10 سنوات وهم يدخنون الشيشة فى أحد المقاهى الشعبية بسوهاج ردود فعل غاضبة لرواد السوشيال ميديا، كما أحال الدكتور أيمن عبد المنعم، محافظ سوهاج الواقعة للنيابة، وأمر بغلق المقهى، ويفتح هذا الأمر من جديد قضية "تدخين الأطفال الشيشة والسجائر" وأضرارها على صحتهم وكيفية تعامل الأم والأب مع هذا الأمر ووقاية أبنائهم منه، فى السطور التالية.

أرقام وإحصائيات حول تدخين الأطفال الشيشة والسجائر

قالت الدكتورة نهى صبرى، أستاذ الطب النفسى بقصر العينى رئيس وحدة الأبحاث بالأمانة العامة للصحة النفسية، لـ"اليوم السابع"، إن الباحثة الدكتورة منن عبد المقصود الأمين العام للأمانة العامة للصحة النفسية أجرت بحثا بعنوان "الصحة النفسية وسوء استعمال المواد المخدرة بين طلبة المدارس الثانوية 2016-2017"، وتوصلت لمجموعة نتائج وأرقام حول هذا الأمر كالتالى:

1- تبلغ نسبة معدلات التدخين فى المدارس 10% من الطلبة والطالبات، الذين جربوا التدخين.

2- ومن بين الـ10% يدخن 5.5% من الطلبة الشيشة، و1.9% السيجارة الإلكترونية والآخرون يدخنون السجائر.

3- عدد الطلبة الذين لا يزالون يدخنون حتى إجراء الدراسة أقل نسبياً وهو (2.4 % السيجارة، 1.7% الشيشة، 6.0% السيجارة الإلكترونية).

وأشارت الدكتورة نهى إلى أن الدراسة استهدفت 320 فصلاً بمتوسط 13 ألف طالب من محافظات القاهرة وأسيوط ومحافظات أخرى.

وأكدت الدراسة أن بداية سن تدخين السيجارة فى 44.8% من الطلبة كان بين 11 و14 عاماً، وفى 38.8% بين سن 15- 18 سنة، وفى 16.8% منهم قبل سن العاشرة.

وبالنسبة للشيشة فسن بداية تدخينها كان من 15-18 سنة فى 55.2% من الأطفال المدخنين، ومن 11 إلى 14 عاماً فى 36.8% منهم، وكان أقل من سن العاشرة فى 8.1% منهم، وأن معظمهم جربوا الشيشة بدافع الفضول (41.9%) أو على أمل التغلب على المشاكل (20.9%) أو لتقليد أحد أفراد الأسرة (13.6%).

الشيشة والاطفال

أضرار التدخين على صحة الأطفال

قال الدكتور وائل صفوت، استشارى الباطنة العامة وعلاج التدخين ومنسق التحالف المصرى لمكافحة الأمراض غير المعدية ورئيس اللجنة الدولية لعلاج إدمان التبغ، لـ"ليوم السابع"، إن التدخين عند الأطفال يبدأ من قبل الولادة، بسبب الآباء والأمهات المدخنين وهو ما يؤثر على الأطفال عند ولادتهم بمشاكل صحية مثل: ضعف نمو الطفل، تشوهات فى تكوين الجنين، صعوبات التعلم مثل: فرط الحركة والنشاط الزائد، مشاكل الجهاز التنفسى، التهابات وحساسية الصدر، متلازمة الموت المفاجئ للأطفال.

وأوضح استشارى الباطنة العامة وعلاج التدخين أنه وفقاً للإحصائيات الرسمة لإدارة التدخين بوزارة الصحة فى 2016 فنسبة التدخين تصل إلى 16% بين الأطفال من سن 13 إلى 15 سنة فى البحث العالمى لانتشار التبغ بين الشباب فى مصر.

فيديو الشيشة

الشيشة وتأثيرها على الأطفال

وشدد د. صفوت على خطورة تدخين الشيشة على الأطفال والكبار، خاصة أن الجلوس فى "قعدة شيشة" لمدة ساعة يعادل تدخين 100 سيجارة، مضيفاً أن هناك مخاطر أخرى تتمثل فى حجر المعسل وإضافة الفواكه والجلسرين إليه يزيد من أضرار التدخين.

وأوضح د. صفوت أيضاً أنه من الخطورة اصطحاب الأهل لأطفالهم إلى المقاهى والكافيهات، لأن استنشاق دخان السجائر والشيشة يؤثر على صحتهم بشكل سلبى.

وأشار إلى مخاطر السجائر الإلكترونية وخطورتها على الأطفال، حيث إن كثيرا من الأطفال يدخنون السيجارة الإلكترونية باعتبار أنها نوع من "الوجاهة الاجتماعية" وأنها ليست مضرة مثل السجائر العادية، وهو أمر خاطئ، مضيفاً أن الأبحاث ما زالت قائمة حول مخاطر السيجارة الإلكترونية ومكوناتها.

وطالب الدكتور وائل صفوت بتطبيق وتفعيل القوانين التى تحمى الأطفال من مخاطر التدخين، منها: قانون رقم 85 لسنة 2002 الذى يمنع بيع التبغ لمن هم أقل من 18 عاماً، وكذلك قانون حماية الطفل الذى يمنع التدخين للأطفال.

ودعا أيضاً صناع الأفلام والمسلسلات والفنانين بعدم التدخين فى مشاهد الأفلام والمسلسلات، لأنهم يمثلون قدوة للأطفال والمراهقين لتقليدهم.

اطفال الشيشة

دور مصر فى مكافحة التدخين

وقالت الدكتورة فاطمة العوا، المسئولة الإقليمية عن مبادرة التحرر من التبغ بمكتب منظمة الصحة العالمية الإقليمى لإقليم شرق المتوسط، لـ"اليوم السابع"، إن التدخين من أخطر الظواهر التى تهدد الصحة فى مصر وإقليم شرق المتوسط، مضيفة أن منظمة الصحة العالمية وضعت اتفاقية دولية لمكافحة استهلاك التبغ وانضمت اليها مصر عام 2005.

وأشارت د. فاطمة إلى أن مصر من الدول النشيطة فى مكافحة التدخين، حيث تبنت أكثر من قانون أهمهم: وضع التحذيرات الصحية على عبوات السجائر، منع الإعلان والرعاية والدعاية لمنتجات التبغ، رفع أسعار منتجات التبغ.

وأوضحت أن الطريق للقضاء على التدخين فى مصر لا يزال صعباً بسبب وجود منتجات جديدة سريعة الانتشار كالسيجارة الإلكترونية، انتشار الشيشة، شركات التبغ ومحاولاتها التفلت عن أى قرار لمكافحة التدخين، عدم انضمام مصر لبروتوكول القضاء على تهريب منتجات التبغ رغم أهميته فى السيطرة على السوق السوداء لمنتجات التبغ، وكذلك عدم القدرة على منع التدخين فى الأماكن العامة حتى اليوم رغم نجاح كثير من الدول فى منعه، خاصة وهى السياسة التى تجبر المدخن على الإقلاع. وشددت على وجود هدف دولى بضرورة خفض الاستهلاك بنسبة 30% عام 2050.

تدخين الاطفال

لماذا يدخن الأطفال؟

ومن جانبها قالت الدكتورة هدير الشافعى، أستاذ طب نفسى الأطفال والمراهقين بالأمانة العامة للصحة النفسية، لـ"اليوم السابع"، إن هناك أسبابا مختلفة لتدخين الأطفال منها: القدوة أو التقليد للأشخاص فى البيئة المحيطة للطفل. تأثير الأصدقاء أقوى من تأثير الأب والأم على الطفل، ورغبة الطفل فى القبول الاجتماعى من أقرانه فيجرب السجائر معهم. عدم وجود أنشطة متنوعة للطفل ووجود وقت فراغ كبير لدى الطفل يجعله يلجأ لتجربة التدخين مع أصدقائه.

الشيشة والأطفال

ماذا يفعل الأب والأم عند اكتشاف أن طفلهما مدخن؟

وأوضحت الدكتورة هدير الشافعى أنه إذا اكتشف الأب والأم تدخين الطفل أو المراهق فيجب عليهم عدم إجباره أو ضربه للامتناع عن التدخين والحل يتمثل فى:

الحوار والنقاش، والكلام مع الطفل حول سبب تدخينه السجائر، وتأثيرها على صحته. توجيه الطفل بطريقة غير مباشرة لممارسة أنشطة أخرى مثل: الرياضة، الهوايات، لتقليل الوقت الذى يقضيه مع أصدقائه ولشغل وقته بأنشطة مفيدة. تحسين علاقة الأب والأم بالطفل وقضاء وقت أطول معه وتوجيهه لعمل أنشطة بديلة مثل: الكورسات، وغيرها.