سيدات كسرن نمط الصورة الغربية عن المرأة العربية "جارية ألف ليلة وليلة".. "فاطمة الفهرية" مؤسسة أول جامعة عربية.. الملكة زبيدة صاحبة أول مشروع خيرى دولى مُيسره طريق الحج.. وهدى شعراوى ترأس الاتحاد الدولى النسائى

الجمعة، 22 يونيو 2018 03:16 ص
سيدات كسرن نمط الصورة الغربية عن المرأة العربية "جارية ألف ليلة وليلة".. "فاطمة الفهرية" مؤسسة أول جامعة عربية.. الملكة زبيدة صاحبة أول مشروع خيرى دولى مُيسره طريق الحج.. وهدى شعراوى ترأس الاتحاد الدولى النسائى
رامى سعيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

جرى العرف على الاعتقاد أن المرأة العربية عاشت فى كنف الحضارة العربية كجارية تابعة لرجلها، وفى أعظم أدوارها بطولة فهى زوجته ومربية أبناءه لا أكثر من ذلك وأقل، وساهم فى ذلك التصور عدد من المفاهيم المشوشة تفيد بأنها قاصرة ناقصة عقل ودين، إلا أنه مع قليل من التنقيب والبحث والتمحيص نجد أن المرأة العربية كان لها دورًا بارزًا فى الحياة الاجتماعية والسياسية لا يقل دورًا ومكانه عن الرجال، فالسيدة عائشة على سبيل المثال لا حصر كان لهم مواقف راسخة فى حروب الفتنة الكبرى، التى حددت ملامح الإمبراطورية الاسلامية مترامية الأطراف فيما بعد، حيث شاركت فى المعارك الفاصلة فى نهاية الخلافة الراشدة، وسميت على اسمها وهى موقعة الجمل التى باشرت تطوراتها على هودجها، وإذا سرنا فى اتجاه الشمال حيث تقع تونس نجد أن فاطمة بنت محمد الفهرية القرشية، التى أسست أول مكتبة عربية تحولت إلى جامعة تدرس شتى أنواع العلوم وتُخرج كبار العالم، حيث وصل إشعاعها إلى أوروبا فى القرون الوسطى، وإذا عدنا إلى مصر نجد عدد من السيدات قد ساهمن فى حركات التحرر كهدى شعراوى التى اُختيرت عضو فى اللجنة التنفيذية للاتحاد النسائى الدولى.

 

"فاطمة الفهرية"

هى فاطمة بنت محمد الفهرية القرشية تعود أصولها إلى ذرية عقبة بن نافع الفهرى القرشى فاتح تونس، وتختلف المصادر التاريخية على ميلادها إلى أن الثابت تاريخيًا أنها أول من أسست مسجد تحول تدريجيًا جامعة تدرس أنواع العلوم وتخرج كبار العلماء التى وصل إشعاعتها إلى أوروبا فى القرون الوسطى، إذا ذُكرت فاس المدينة التاريخية التى أسسها إدريس الثانى فى عهد الدولة الإدريسية، وذُكر جامع القرويين وجامعة القرويين نسبة إلى المهاجرين من القيروان، الذين سكنوا أحد أكبر أحياء فاس فى أول عهدِها وهى عدوة القرويين. وكان من بين هؤلاء المهاجرين فاطمة بنت محمد الفهرية التى قدِمتْ من تونس إلى عاصمة الدولة الإدريسية مع والدها الفقيه القيروانى محمد بن عبد الله الفهرى وأختِها مريم فى أيام الأمير يحيى بن محمد بن إدريس.

 

"الملكة زبيدة"

إحدى تلك العظيمات وهى أم جعفر زبيدة بنت جعفر بن المنصور، زوجة هارون الرشيد الخليفة العباسى الخامس، عُرف عنها اهتمامها الكبير بالآداب والعلوم، فبذلت الكثير حتى حشدت في عاصمة بغداد مئات الأدباء والشعراء والعلماء ووفرت لهم كل وسائل الإنتاج والبحث. وكان ممن اشتهر منهم في مجال الشعر العباس بن الأحنف، أبو نواس، مسلم بن الوليد، أبو العتاهية، الحسين بن الضحاك، إلا أن مكانتها الكبيرة جاءت من تمهيدها طريق الحج حيث نقلت الكتب التاريخية أنها  في إحدى رحلات الحج شاهدت مدى معاناة حجاج بيت الله في الحصول على مياه للشرب، حيث كانت الوعاء الواحد يتباع بدينار.

ويقال أنها أمرت المهندسين بدراسة عاجلة لجر المياه إلى مكة المكرمة، فأشاروا عليها بأن الأمر صعب للغاية، حيث يحتاج لحفر أقنية بين السفوح وتحت الصخور لمسافة لا تقل عن عشرة أميال، وقال لها وكيلها: يلزمك نفقة كثيرة. فأمرته بتنفيذ المشروع على الفور ولو كلفت ضربة الفأس ديناراً، فاحضر خازن المال أكفأ المهندسين ووصلوا إلى منابع الماء في الجبال، ثم أوصلوه بعين حنين بمكة، وهكذا أسالت الماء عشرة أميال من الجبال ومن تحت الصخور، ومهدت الطريق للماء فى كل خفض وسهل وجبل، وعرفت العين فيما بعد، وحتى الآن باسم عين زبيدة. وما زالت القناة التى بنتها تعرف باسم نهر زبيدة، وأقامت الكثير من البرك والمصانع والآبار والمنازل على طريق بغداد إلى مكة أيضاً، كما بنت المساجد والأبنية فى بغداد كذلك. وروي أنها فى تلك الحجة بلغت نفقتها فى ستين يوماً أربعة وخمسين ألف ألف (مليون) درهم، وكانت تنفق فى اليوم الواحد آلاف الدنانير قائلة: ثواب الله بغير حساب

 

"ثريا الشاوي"

وهى أول "ربان" مغربية، بدأت شهرتها فى وقت مبكر حيث كانت متعددة المواهب إذ شاركت فى أحد الأفلام الفرنسية وهى فى الثالثة عشرة، ثم بدأ شغفها بتعلم الطيران وهى فى السادسة عشرة، إذ شجعها والدها على ذلك، وكان هذا الحلم أنذاك يمثل تحديًا للسلطات الاستعمارية حيث كان الفرنسيون يرون فى جنسهم رمزًا للتفوق، وللنخب العصرية التى كانت وقتها غير مبهورة بالتطور التكنولوجى الذى شهده العالم فى هذه الفترة، وتمكنت الشاوى بعد تعلمها الطيران من المشاركة فى احتفالات عودة محمد الخامس من منفاه، إذ شاركت فى احتفالات الترحيب التى عمت المغرب، وذلك من خلال رمى أوراق ملونة من الجو فى كل المسافة بين الرباط وسلا من خلال طائرة ذات المحرك الواحد، فوق موكب محمد الخامس ابتداء من مطار الرباط سلا، حتى قاربت القصر الملكى بالرباط ورمت المناشير هناك، وكان ذلك سببا لإصابتها إصابة بليغة في رئتها، مما تطلب شهورا من التداوى بسويسرا، وحين عادت، أسست أول مدرسة للطيران العسكرى والمدنى بالمغرب، واختارت رمز الطيران المغربى الذى لا يزال كما هو حتى اليوم.

 

هدى شعراوى

وتعد هدى شعراوى واحدة من أبرز الناشطات النسويات المصريات، حيث تقول فى مذكراتها عن بداية نشاطها، أنه بدأ أثناء رحلتها الاستشفائية بأوروبا بعد زواجها، إذ انبهرت بالمرأة الإنجليزية والفرنسية فى تلك الفترة للحصول على امتيازات للمرأة الأوروبية، وهناك تعرفت على بعض الشخصيات المؤثرة التى كانت تطالب بتحرير المرأة، وعند عودتها أنشأت شعراوى مجلة "الإجيبسيان" والتى كانت تصدرها باللغة الفرنسية، وفى المجال الأدبى ساعدت هدى شعراوى فى إنشاء واحدة من أولى الجمعيات الفكرية فى القاهرة والتى عقدت أولى محاضراتها عام 1909 وتناولت بجرأة موضوع الحجاب حيث قارنت بين حياة المصريات والأوروبيات، ويرجع ذلك إلى انتمائها للتفسير الأكثر ليبرالية للإسلام.

وفى بداية العقد الثانى من القرن العشرين، أصبحت هناك منتديات تتحدث فيها المصريات من الطبقة الوسطى مع ضيوف أجانب ويتبادلون الأفكار، حيث بدأت النساء تتحدث فى المدارس والجمعيات وأنشأن المزيد من الجمعيات والنوادى فى القاهرة.

وفى بداية القرن العشرين قامت هدى شعراوى وجمعيتها النسوية بتسهيل عملية الانتقال من النشاط "الخفى" إلى حياة أكثر انفتاحاً، وقمن بنشر آرائهن النسوية فى كتب ومقالات فى الصحف الرائدة لنشر مفهوم أن الأدوار الاجتماعية هى من صنع المجتمع وليست محددة من قبل الله.

وقد دعا عملهن إلى قيام المرأة بأدوار تتجاوز نطاق الأسرة ودافعن عن حقها فى التعليم والعمل، واتخذت شعراوى موقفاً محافظاً تجاه النقاب، بينما كانت تعى جيداً أن النقاب هو علامة قوية على العلاقة بين مفهوم الاختلافات الرئيسية بين الرجال والنساء واعتبار النساء بمثابة كائنات جنسية أولية تهدد "بنشر الفتنة".

كما كانت عضوا مؤسسا فى "الاتحاد النسائى العربي" وصارت رئيسته فى العام 1935، وبعد عشرين عاماً من تكوين هذا الاتحاد قامت بعقد ما سمى بالمؤتمر النسائى العربى سنة 1944م، بحضور مندوبات عن الأقطار العربية المختلفة.

 

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة